المستقبل العراقي / فرح حمادي
في أول زيارة له إلى محافظة نينوى بعد تسعة أشهر من إعلان تحريرها من تنظيم «داعش»، قال رئيس الوزراء حيدر العبادي من مدينة برطلة المسيحية القريبة أن «الطائفية والعنصرية والفساد أخطر ما يواجه العراق في المرحلة الحالية»، فيما توعد الفساد «بضربات في العمق». وأكد العبادي، في كلمة له خلال افتتاح مؤتمر التعايش السلمي في ناحية برطلة التي يقطنها مسيحيون، أن مدينة الموصل تشهد امنا ملحوظاً بعد القضاء على خلايا «داعش» الارهابية النائمة. وأشار إلى أن اهل المدينة يجتمعون اليوم يداً بيد لاعمار المحافظة. وقال «بدأنا عملية اعادة الاستقرار في الموصل في الوقت نفسه الذي كان فيه المقاتلون يحررون المناطق». وحذر العبادي من ان الفساد اصبح اخطر من الارهاب لانه ليس عدواً ظاهراً.. مشدداً «نريد ان نضرب الفساد في العمق بخطوات مدروسة وسترون نتائج ذلك». وأكد بالقول «اننا مثلما حققنا الانتصار على عصابات داعش الارهابية بتوحدنا سنحقق الانتصار في البناء والإعمار»، لافتا إلى أن «الاجتماع اليوم في سهل نينوى يمثل نجاحا وانتصارا». وأشار إلى أنّ اهالي نينوى يقفون حالياً ويتوحدون لإعمار محافظتهم وافشال مخططات تمزيق مجتمع نينوى. واضاف ان العراق اصبح اكثر قوة والتحاماً، وان العراقيين من جميع المحافظات قدموا التضحيات من اجل تحرير هذه الارض الطيبة واثبتوا قوة ارادتهم وحققوا الانتصار على داعش. وأشار إلى أنّ «العالم توقع ان العراق انتهى بعد احتلال داعش لعدد من المحافظات ولكننا اثبتنا اننا باقون والعراق بخير والعالم اصبح يفتخر ويشيد بما حققه العراقيون «. وقد تجول العبادي في عموم مدينة الموصل بجانبيها الايمن والايسر والموصل القديمة للاطلاع على سير الامن واعادة اعمار اغلب مباني الادارات الحكومية في مدينة الموصل بعد تحريرها من بطش داعش. وافتتح رئيس الوزراء الجسر العتيق في مدينة الموصل وسط احتفال كبير اقامه اهالي المدينة، وأكد ان هذا الجسر أعيد تشييده بأيادٍ عراقية 100 بالمئة وخلال فترة قياسية، مبينا ان الدواعش ارادوا تدمير كل شيء، لكنّ العراقيين انتصروا عليهم وسيعمرون ماهدموه. وقال أيضاً «أبشر اهالي نينوى بأن الإعمار يسير على قدم وساق واعادة الاستقرار إلى المحافظة مستمرة». وناحية برطلة التي احتضنت مؤتمر التعايش أمس الأربعاء، تقع شرق الموصل، ويبلغ تعداد سكانها أكثر من 60 ألف نسمة وأهلها من المسيحيين السريان الارثوذكس والكاثوليك كما يسكن الشبك في أطرافها. اما سهل نينوى فهو منطقة جغرافية تابعة لمحافظة نينوى شمال وغرب الموصل ويعتبر السهل الموطن التاريخي لمسيحيي العراق، حيث يتصف بتواجد مسيحي مكثف إلى جانب الايزيديين والتركمان والشبك والعرب. كما توجد في سهل نينوى الكنائس العراقية الرئيسية، وهي الكنيسة الكلدانية الكاثولوكية والكنيسة السريانية الارثوذكسية وكنيسة المشرق القديمة وكنيسة المشرق الاشورية. وبناء على هذا فقد سمحت الحكومة العراقية باستخدام اللغة السريانية في هذه المنطقة في مجالات التعليم وغيرها كاللافتات العمومية. |