المستقبل العراقي / نهاد فالح

قبيل ساعات من من تهديد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بالقيام بعملية عسكرية في مدينة سنجار العراقية على غرار ما يحصل في عدد من المدن السورية، رصد مسؤولون عراقيون توغلاً عسكرياً تركياً داخل الأراضي العراقية، وهو الأمر الذي أثار غضب هؤلاء المسؤولين.

وأمس الاثنين، هدد الرئيس التركي بتنفيذ عملية عسكرية في سنجار شمال العراق في حال استمر تواجد المسلحين الأكراد من حزب العمال الكردستاني هناك.

وقال أردوغان، في كلمة خلال حفل لاختيار القضاة والمدعين العامين في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، «قد ندخل إلى سنجار في أي لحظة في حال لم تطهرها الحكومة العراقية من المسحلين الأكراد… وعلى الحكومة العراقية تقديم التسهيلات اللازمة لنا».

وعن سير العمليات بعد السيطرة على مركز مدينة عفرين بشمال غرب سوريا، قال أردوغان، «سنواصل عمليتنا حتى القضاء على الممر الإرهابي بحيث تشمل منبج، ورأس العين، والقامشلي».

إلى ذلك، أكد قائمقام قضاء سوران، في محافظة أربيل، كرمانج عزت ان قوات تركية توغلت في شمال العراق وسط اشتباكات مع مقاتلين من حزب العمال الكردستاني.

ونقلت صحيفة «الحياة» عن عزت، قوله إن «وحدات من الجيش التركي عبرت الحدود العراقية التركية، وكانت مدعومة بغطاء جوي، وهي تتمركز الآن في منطقة سيدكان»، مضيفا انها «أنشأت مواقع ثابتة في المنطقة التي تقع في مثلث حدودي بين العراق وإيران وتركيا»، كما توقع أن يستمر وجود القوات التركية هناك «فترة طويلة».

من جانبه أوضح مدير ناحية سيدكان إحسان جلبي، ان «المواجهات التي شهدها المثلث الحدودي العراقي- التركي- الإيراني بين الجيش التركي ومقاتلي حزب العمال الكردستاني استخدمت فيها القوات التركية أسلحة ثقيلة وطائرات».

وأشار جلبي، إلى ان القوات التركية توغلت بعمق نحو15 كيلومتراً داخل الأراضي العراقية في ناحية سيدكان، مؤكداً أنها أقامت نحو 12 ثكنة عسكرية في تلك المنطقة.

في غضون ذلك، دعت كتلة التغيير النيابية الحكومة الإتحادية إلى رفع شكوى للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة العمل الإسلامي ضد العدوان التركي على الأراضي العراقية.

وقال رئيس الكتلة، أمين بكر، في بيان تلقت «المستقبل العراقي» نسخة منه، إن «توغل القوات التركية المحتلة لمسافة أكثر من 15 كم داخل الأراضي العراقية وتحديدا في منطقة سيدكان  بمحافظة اربيل، هو أمر غير مقبول ويعتبر احتلال صريح لأراضي دولة ذات سيادة وعضو بالأمم المتحدة»، مبينا أن «هذا الاحتلال سبق وان حذرنا منه وطالبنا الحكومة العراقية باتخاذ إجراءات سريعة وعاجلة واستخدام كافة الوسائل للضغط على أردوغان للكف عن مطامعه ومشاريعه التوسعية بالمنطقة». وطالب بكر، الحكومة الإتحادية إلى «اتخاذ موقف صريح وواضح من هذه التدخلات والتوغل داخل الأراضي العراقية وتقديم شكوى رسمية الى الامم المتحدة وجامعة الدول العربة ومنظمة العمل الاسلامي مع مخاطبة الدول الكبرى في العالم للضغط على حكومة اردوغان لايقاف عدوانها وسحب قواتها فورا من الاراضي العراقية».

واكد، أن «القوات المحتلة التركية ينبغي التعامل معها وفق قرار البرلمان الاتحادي الملزم بضرورة سحب القوات التركية من الأراضي العراقية واعتبارها قوات معادية وان يتم استخدام كافة الوسائل المتاحة للرد على هذا العدوان والدفاع عن سيادة العراق وشعبه وارضه».

وتستقر قوة من الجيش التركي، منذ عام 2014 في بعشيقة التابعة لمدينة الموصل، بحجة تعليم وتدريب قوات الحشد الوطني، وفي عام 2015 تم إرسال قوة جديدة مع الأسلحة الثقيلة إلى المنطقة، وقد تسبب تواجد القوات التركية في تلك المنطقة بأزمات بين بغداد وأنقرة.