بغداد / المستقبل العراقي
تعيش فرنسا موجة تأثر كبرى بعد موت دركي «بطل» حل محل رهينة في الاعتداء الإرهابي، الذي نفذه الجمعة في جنوب فرنسا، رضوان ل (25 عاماً)، الفرنسي من أصل مغربي، وأوقع أربعة قتلى وجرى خلاله احتجاز رهائن في متجر (سوبر ماركت) في بلدة تريب بجنوبي غرب فرنسا، قبل أن يلقي رضوان مصرعه في النهاية برصاص قوات الأمن. وقال رضوان إنه «جندي» في تنظيم «داعش»، الذي أعلن تبنيه لاحقا للهجوم. ولد رضون في المغرب عام 1992 ونال الجنسية الفرنسية في 2004. وكان يخضع لمراقبة أجهزة الاستخبارات ومدرجاً على لوائح أمن الدولة «بسبب ارتباطه بالتيار السلفي»، بحسب المدعي العام فرنسوا مولانس. في آب 2016، أمضى شهراً في السجن بعد إدانته بـ»حمل سلاح محظور» و»استخدام مواد مخدرة» و»رفض الانصياع للأوامر». وبين 2016 و2017، خضع من جديد لمراقبة الاستخبارات التي لم ترصد «أي مؤشر يمكن أن ينذر بالانتقال إلى عمل إرهابي». وتسعى جهات التحقيق في فرنسا إلى تحديد أسباب قيام رضوان بهجومه. وعثر المحققون في منزله في كاركاسون (جنوب) على «رسائل فيها إشارة إلى «داعش»، ويمكن اعتبارها بمثابة وصية، بحسب ما أفادت مصادر متطابقة. كما تم توقيف شخصين هما شاب في الـ17 قالت السلطات إنه صديق للمهاجم ورفيقته. وعثر محققون في قضايا الإرهاب على متفجرات محلية الصنع وأسلحة في السوبر ماركت، الذي شهد عملية احتجاز الرهائن، وبالإضافة إلى القنابل، تم العثور على مسدس عيار 7.65 مليمترا وسكين صيد، حسبما علمت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) من مصادر قضائية. وتؤكد العملية التي قام بها رضوان استمرار التهديد «الجهادي» من الداخل، الذي يقلق السلطات. كما أنها تُذكر «بأن مستوى التهديد الإرهابي على أرضنا لم يتراجع. الآن أصبح من الداخل وهو أساسا من صنع أفراد تشددوا أثناء وجودهم على ترابنا الوطني»، كما أعلن النائب العام للجمهورية في باريس فرنسوا مولانس. وعلق مسؤول فرنسي كبير في مكافحة الإرهاب في مقابلة مع وكالة فرانس برس هذا الأسبوع «إنه خطر سيستمر، وتزداد صعوبة كشفه». فالأمر لم يعد يتعلق بأشخاص عائدين من مناطق المعارك في سوريا والعراق لتنفيذ هجمات في أوروبا، كما حصل خلال اعتداءات باريس وسان دوني في 13 تشرين الثاني 2015 (130 قتيلا) وانما بأشخاص متأثرين عن بعد بعقيدة تنظيم «داعش» قبل أن ينتقلوا للتنفيذ.وقال لوران نونيز رئيس المديرية العامة للأمن الداخلي الفرنسي لوكالة فرانس برس في تشرين الأول إن «التهديد بشكل أساسي يصدر عن أفراد موجودين في فرنسا: إما أشخاص غير حازمين منعوا من التوجه إلى سوريا أو العراق وإما إرهابيون يمكنهم الانتقال إلى التنفيذ بدون أن يكون هناك مؤشرات سابقة إلى ذلك». |