بغداد / المستقبل العراقي
قال رئيس المؤتمر الوطني العراقي المهندس آراس حبيب كريم، اليوم الإثنين السادس والعشرين من شهر آذار 2018، أن النازحون يحتاجون لمنظومة صحية وتعليمية وهم بحاجة للعودة لمناطق سكنهم و بأسرع وقت. وجاء ذلك خلال مؤتمر «سياسات دعم النازحين» الذي أقامته وزارة الهجرة والمهجرين صباح هذا اليوم في فندق بابل ببغداد، و برعاية رئيس مجلس الوزراء د. حيدر العبادي وبدعم من مؤسسة آراس ومصرف البلاد الإسلامي. المؤتمر حضره العديد من الشخصيات لا سيّما وزير الهجرة والمهجرين الدكتور جاسم محمد الجاف و الشيخ الدكتور عبد اللطيف الهميم رئيس ديوان الوقف السني، وممثلين عن إقليم كردستان بالإضافة إلى العديد من الشخصيات ذات الإهتمام بالشأن الإنساني ومنظمات المجتمع المدني. الإفتتاح جاء بعزف للنشيد الوطني العراقي الذي إستدعى وقوف الحاضرين، و قراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء العراق. وزير الهجرة والمهجرين الدكتور جاسم محمد الجاف قال وفي كلمة له «أتقدم بالشكر والتقدير لكل من ساهم في إقامة هذا المؤتمر، منذ بدء الأزمة و على الرغم من قلّة الموارد المادية والبشرية فقد إستنفرت الوزارة جهودها لمساعدة النازحين وتسهيل إجراءات عودتهم لديارهم حيث ساهمت الوزارة بإعادة أكثر من 54% منهم». مبيناً أن أعداد النازحين بلغت أكثر من خمسة ملايين ونصف والتي رافقها إنخفاض في أسعار النفط الذي يعتبر مصدر الدخل الأهم». وتابع الدكتور الجاف «نأمل أن تكون مخرجات هذا المؤتمر إيجابية وترسم لنا خارطة طريق نستفيد منها في المرحلة المقبلة تمهيداً للإنتهاء من الأزمة وبشكلٍ كامل». فيما أردف الأمين العام للمؤتمر الوطني العراقي المهندس آراس_حبيب_كريم في كلمة له ألقاها ذاكراً «بعد إجتياح التنظيم الإرهابي للأراضي العراقية، شهدت بلادنا موجة نزوح واسعة وهي الأكبر في تاريخ العراق، وبحسب إحصائيات وزارة الهجرة والمهجرين فإن أكثر من خمسة ملايين نازح يعانون من سوء التعليم و تفشي الأمراض بالإضافة إلى المشاكل النفسية والفكرية التي خلفها و زرعها الإرهاب في عقول الناس الأبرياء». وإستطرد المهندس آراس «هنالك الكثير من المشاكل التي تعيق عودة النازحين لمناطقهم ونحن نسعى ونحاول بشتى الطرق لتسهيل ذلك وبالتعاون مع الجهات المعنية، موضحاً أن الكثير من النساء والأطفال يعانون من مشاكل نفسية وفكرية حيث عانت النساء من الإغتصاب والسبي ما خلف لديهن أثر نفسي يحتاج لرعاية ومتابعة». وتابع السيد حبيب مؤكداً «أن عودة النازحين تتطلب المزيد من الإجراءات والسياسات الفعالة من خلال إعادة منظومة البنى التحتية من ماء وكهرباء ونظام تعليمي، كونهم عانوا من ويلات في المخيمات التي نزحوا إليها قسراً والتي إفتقرت إلى أبسط متطلبات المعيشة، موضحاً أن الجهود ستكون مشتركة ونحن على إستعداد لتقديم الدعم لإعادة كل النازحين لديارهم ومحافظاتهم». إختتم الأمين العام حديثه متقدماً بالشكر لجهود كل الوزارات التي قدمت الكثير لمساعدة النازحين والتي ساهمت في إعادتهم، إضافةً لجهود منظمات المجتمع الدولي والمدني. أما رئيس ديوان الوقف السُني الدكتور الشيخ عبد اللطيف الهميم فذكر في كلمته «أن المرحلة المقبلة هي مرحلة مفصلية وتحتاج لتخطيط دقيق، والنازحون عاشوا أوقاتاً صعبة جداً». وأضاف «الهدف المركزي والأساسي هو كيفية إعادة النازحين لمناطق سكناهم، مبيناً أن مؤتمر اليوم هو لمناقشة آليات وحيثيات إعادتهم والعمل على التعجيل من ذلك».عُرض بعد ذلك فيلماً وثائقياً بعنوان (النازحون قصة وطن) والذي تضمن شرح معاناة النازحين و الدور الذي قامت به وزارة الهجرة والمهجرين تجاههم. وفي السياق نفسه وعلى هامش المؤتمر، إلتقى الأمين العام المهندس آراس حبيب كريم وزير الهجرة والمهجرين الدكتور جاسم محمد الجاف في لقاءٍ خاص ناقشوا فيه مجريات الأحداث السياسية وأهم تطورات المشهد الأمني والخدمي. إضافةً إلى تلاقح الافكار والحديث حول كيفية معالجة الفكر المتطرف الذي خلفه الإرهاب في نفوس وعقول النساء و الشباب و الأطفال. وتخلل المؤتمرعقد لثلاث جلسات حوارية عن السياسات الحكومية والدولية والمحلية لدعم النازحين، والتي أسهمت في طرح أفكار الحاضرين حول كيفية تقديم الدعم اللوجستي والنفسي، بما يسهم في إعادتهم للمجتـــمع وبشكل فعال. وفي الختام شهد المؤتمر تكريم للموظفين الأكفاء العاملين في الوزارة المعنية ومنظمات المجتمع المدني والناشطين الأفراد. |