بغداد / المستقبل العراقي
قالت النائبة عن المكون الإيزيدي فيان دخيل، أمس السبت، إن المزيد من القلق والترقب ينتاب أهالي قضاء سنجار شمالي الموصل، مع تكرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لتهديداته بإمكانية دخول القضاء. وقالت دخيل، في تصريحات صحفية، إن «أهالي سنجار قلقون مما يجري إلى الحد الذي باتوا يجدون أنفسهم معه بين مطرقة التهديدات التركية وسندان الإجراءات الحكومية التي أردنا منها أن تنقذنا مما يجري وإذا بها تعقد المشكلة أكثر»، وتابعت ان «المشكلة هي أن ردود فعل الحكومة العراقية في بغداد على تهديدات اردوغان خجولة وهو ما قد يشجعه بالفعل على دخول سنجار»، فيما حذرت من «عفرين جديدة». وأضافت النائبة الإيزيدية ان «القوات التي أرسلتها الحكومة خلقت لنا مشكلة بدلا من أن تحل المشكلة حيث تم توزيع فوجين منها على الحدود بينما وضع فوج داخل ناحية الشمال بين الأهالي، وبالتالي هناك احتكاك واضح بين الأهالي وقوات هذا الفوج». وأوضحت أنها «حاولت إجراء اتصالات مع قيادة العمليات ومكتب رئيس الوزراء لكن لا توجد إجابة»، مبينة أن الأمر الذي بدا مزعجاً للناس هو أن هناك فوج طوارئ لحماية المدينة معظمه من الإيزيديين، أخرجهم الجيش من مقرهم وأرسلهم إلى النقاط الحدودية من أجل مواجهة حزب العمال الكردستاني، بينما يريد الفوج الذي جاء من بغداد دخول مزار «شرف الدين» الذي يعتبر ثاني أهم مزارات الإيزيديين في العالم، وفي حال نفّذ الجيش ما يريد القيام به، وهو دخول مزار ديني مقدس، يمكن أن يخلق مشكلة كبيرة الجميع في غنى عنها. من جانبه، رأى رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية، حاكم الزاملي، أن ما يقوم به أردوغان، على صعيد تكرار التصريحات بدخول قواته إلى سنجار إنما هو عملية جس نبض للشارع العراقي في مدى جدية بغداد للتعامل مع هذا الملف، وأضاف ان «بغداد وأنقرة تحدثتا خلال الأيام الماضية عن تنسيق مشترك حيال قضية حزب العمال الكردستاني في سنجار، وتوالت الاتصالات الرسمية بين الطرفين، مما يعطي الانطباع بوجود تنسيق جيد بين الجانبين». وأشار الزاملي، إلى ان «أردوغان سبق له أن أعلن قبل أيام أن قواته نفذت عملية عسكرية في سنجار وهو ما لم يحصل في وقتها، ولا أتوقع حصول عملية عسكرية منفردة تركية في سنجار دون تنسيق مع بغداد». فيما حذر مجلس محافظة نينوى من حصول فوضى أمنية وإدارية في قضاء سنجار بسبب تعدد الفصائل والقوات العسكرية الموجودة في القضاء، حيث أفاد عضو المجلس، بركات شمو، بان « قيادات عسكرية وصلت إلى سنجار لتنسيق المهام الأمنية بين التشكيلات الأمنية والفصائل والحشود الموجودة في القضاء لتجنب أي صدامات قد تقع ويدفع ثمنها المدنيون»، موضحاً أن «مشكلة سنجار الحقيقية غياب الإدارة منذ أحداث 16 تشرين الأول الماضي، ما يتطلب وضع القضاء تحت إدارة قادرة على معالجة المشكلات والصراعات القومية المحتملة، ونحن مع وجود قوات رسمية متكاملة لتأمين هذا القضاء المهم استراتيجيّاً لنينوى لقربه من الحدود السورية والتركية». وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، قد جدد التهديد بالدخول إلى سنجار العراقية، حيث قال في كلمة له بمقر حزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة أمس الجمعة، إن «تركيا تعتبر منطقة سنجار مثل قنديل معقل حزب العمال الكردستاني في شمال العراق»، وأضاف «يمكننا أن نذهب إلى هناك على حين غرة».
|