المستقبل العراقي / عادل اللامي
لم تمض سوى أيام على انطلاق الحملات الانتخابية في العراق، لتصل المنافسة للظفر بالمقاعد البرلمانية إلى تمزيق اللافتات، وتشويه صور المرشحين. وفيما أشارت مصادر سياسية إلى أن بعض الكتل السياسية تخوض منافسة غير شريفة من خلال تمزيق صور الدعايات الانتخابية للكتل المنافسة، إلا أن مصادر ووسائل إعلام تحدّثت أيضاً عن قيام مواطنين بتمزيق بعض صور المرشحين الذين يرون فيهم سبباً في خراب البلاد، وعدم تطوّر الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية فيها. وتعرّضت صور لائتلاف دولة القانون، وائتلاف العراقيّة، وقائمة النصر والفتح إلى التمزيق في عدد من مناطق العاصمة بغداد. وقد جرى تمزيق صور زعيم القائمة العراقية اياد علاوي في منطقة البياع، جنوب غرب العاصمة بغداد، بينما شهدت منطقة ساحة التحرير، وسط بغداد، تمزيق صور زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، فضلاً عن تمزيق صور مرشحين آخرين من (دولة القانون). وتناقل عدد من الناشطين على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» مقطع فيديو لمواطن يقدم على تمزيق صورة دعائية للمرشحة عن ائتلاف «دولة القانون» عالية نصيف، وبجوارها صورة أخرى للمالكي. وفي عدد من المناطق الأخرى شهدت صور عدد من المرشحين والمسؤولين والوزراء التمزيق أيضاً. وقال مصدر سياسي، أن هناك حرباً شرسة في الانتخابات ربما قادت الكتل المتنافسة إلى توظيف عدد من الشباب العاطلين عن العمل للقيام بتمزيق الدعايات الانتخابية. بدورها، أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، عن معاقبة 60 مرشحاً من مختلف الكيانات السياسية لـ»مخالفتهم نظام الحملات الانتخابية». وقال المتحدث الرسمي باسم المفوضية، كريم التميمي، إن «العقوبات تضمنت غرامات مالية، وأن مجلس المفوضين سيضاعف الغرامة في حال تكرار الخروقات». من جهته، قال عضو مجلس المفوضين، حازم الرديني، أن «بعض العقوبات على الخروقات الانتخابية قد تصل إلى حد حرمان المرشحين من خوض السباق الانتخابي، خصوصاً تلك المتعلقة بإثارة النعرات الطائفية». وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، قد هددت بفرض غرامات مالية على قوائم انتخابية خالفت شروط الدعاية، فيما هددت «مثيري النعرات الطائفية»، خلال الحملات الانتخابية بحرمانهم من الترشح. بدورها، أعلنت بلدية النجف عن أنها أمهلت أصحاب الحملات الدعائية 48 ساعة لإزالة لوحاتهم المثبتة بالأرض. وأكدت البلدية على «رصد وتوثيق الحالات المخالفة، وإرسالها للمفوضية لاتخاذ الإجراءات اللازمة». وقالت بلدية النجف في بيان، إن «المديرية أعطت سقفاً زمنياً لمدة 48 ساعة، بعدها ستقوم بإزالة لوحات الدعاية الانتخابية المثبتة بالأرض». وتابعت البلدية في بيانها، أنه «بموجب المحضر الذي أبرم مع المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في النجف الأشرف، صادقت مديرية بلدية النجف الأشرف على محضر مشترك بغية تنظيم الحملة الدعائية التي انطلقت في الرابع عشر من شهر نيسان الجاري، والذي تضمن مجموعة من التعليمات الخاصة بالدعاية الانتخابية، والتي من شأنها الحفاظ على جمالية المدينة، وبما ينسجم مع قوانين المفوضية النافذة». لافتةً إلى «رصد وتوثيق الحالات المخالفة وإرسالها للمفوضية لتقوم بدورها باتخاذ الإجراءات القانونية والأصولية». وأردف بيان البلدية أن «هناك الكثير من المرشحين بدأوا (يزحفون) على (الجزرات) الوسطية الخضراء، والتي فيها منظومة ريٍّ وسقي، مما يؤثر بشكل واضح عليها». يذكر أن الانتخابات التشريعية العراقية المقبلة ستشهد تنافس 320 حزباً سياسياً وائتلافاً وقائمةً انتخابية، موزعة على النحو التالي: 88 قائمة انتخابية، 205 كيانات سياسية، و27 تحالفاً انتخابياً، وذلك من خلال 7 آلاف و367 مرشحاً، وهذا العدد أقل من مرشحي انتخابات عام 2014 الماضية الذين تجاوز عددهم 9 آلاف.
|