قراءة الناقد جلال ساجت
ابتداء لا بد لي من الاعتراف باني لست ناقدا متخصصا او محترفا بل انا قارئ متذوق منذ الدراسة المتوسطة حتى ألان وبعد ان انهيت دراستي الجامعية في كلية الآداب جامعة بغداد قبل ثلاثة وأربعين عاما أن هذا الجنس النادر من الأدب بدأ يجتذب العديد من الشعراء والكتاب والفنانين ومنهم الفنان التشكيلي عبدالرضا صالح محمد الذي نناقش هذا اليوم روايته الموسومة « سبايا دولة الخرافة « إن اختيار العنوان هو الخيار الصعب أمام الروائي لجذب القراء والنقاد وعموما لقد نجح الروائي عبدالرضا صالح باختيار عنوان روايته ، حيث جذبني لقراءة الرواية لأن الموضوع لم يزل ساخنا في العراق والوطن العربي ، ولو تتاح لي الفرصة لقمت بترجمتها الى اللغة الانكليزية لتعبر الى العالمية ، وسأقوم بذلك إن شاء الله لو أتاح لي العمر الفرصة للقيام بترجمتها يرى البعض أن العنوان الواضح قد يعطي مردودا سلبيا والعنوان الغامض هو الذي يجذب القراء ويرون في رواية دون براون « شيفرة دافنشي « مثالا على ذلك لكني أميل الى الرأي الأول فرواية البؤساء لفكتور هيجو واضحة العنوان وكذلك الحرب والسلام لتولستوي وقد يكون الطرفين على حق لان الموضوع نسبي وليس مطلق والروائي الذي نحتفي به اليوم أيضا له رواية بعنوان مرمز « ثلاثية اللوحة الفارغة « امتازت رواية « سبايا دولة الخرافة « بالبناء الزمني والبناء التعبيري ومنهج التحليل الخارجي والداخلي والأبعاد الخارجية والداخلية ( السيكولوجية ) والاجتماعية للشخصيات وما تعتريها من عقد نفسية وأمراض اجتماعية بروز الأنا والنرجسية والتماهي والعصاب وأفكار وسلوك ومواقف وردود أفعال المنتمين الى تنظيم داعش لكنها افتقرت الى الحوار حيث يتم تقديم الشخصيات بواسطة الحوار التعبيري المنظور الذي يعتمد على عنصرين هما الحقيقة والابتكار لم يرضخ إسحاق حنا للأمر الواقع ويضع يديه على خده منتظرا معجزة أو قفزة فجائية تخلصه من مخاضه النفسي المتأزم بل باشر الى العمل الايجابي في رحلة البحث المضنية المحفوفة بالمخاطر عن عمته ميريام والتي تشبه هنا الى حد ما المهمة المستحيلة ( Mission imposible ) هنا انتقل الروائي عبدالرضا صالح محمد الى الدراما . زمن الرواية قبل وبعد احتلال داعش لمدينة الموصل ومكان الرواية الرئيسي هو الموصل والعمارة مكان ثانوي ( سكن مؤقت ) وبعدها مكان اللجوء أما السويد فكانت مرحلة انتقالية من العمارة الى الموصل .الحبكة الدرامية والسرد الروائي أكثر من جيد لدى الروائي عبدالرضا صالح محمد كيف لا وهو رئيس نادي السرد في اتحاد أدباء والكتاب في ميسان وهو فنان تشكيلي أيضا فيضع مشاهده الروائية كلوحات فنية تثير الإعجاب والفضول . امتازت رواية ( سبايا دولة الخرافة ) بأسلوب متفرد يحسب للروائي فهو كما يقول الفيلسوف الفرنسي ( موفون ) والأسلوب هو الرجل . وأخير يحف لنا أن نقول أنها رواية جديرة بالقراءة وإضافة نوعية وكمية الى المكتبة العراقية في هذا الجنس الأدبي النادر. |