يارا محمود لا يبحثن عن التبرج أو ارتداء الازياء حسب الموضة بل يبحثن عن العيش الرغيد من عرق الجبين. نساء حاربن النظرة الخاطئة عن ضعف المرأة ليثبتن أنهن ينافسن الرجل حتى في الأعمال الشاقة. ما لفت انتباهي وافرحني في الوقت ذاته رؤية هؤلاء النساء وهن يعملن في الطرقات والحدائق العامة، عملاً ليس بالسهل ربما بدني واجتماعي، ففي العراق لم أر مثل هذه الحالة ولدي اليقين أنها حالة تندر وجودها في الدول العربية.. حيث يخجل اغلب الرجال من تعريف أنفسهم كعمال في البلدية في حين وجدت هؤلاء النسوة يفخرن بعملهن ويقضين اوقاتهن في تصالح ذاتي عالي المستوى، وانفتاح عقلي رغم محدودية مستوى تعليمه.. أجابني السيد براق بيك، وهو مراقب بلدي يراقب عمل العاملات بعد أن طرحت عليه بعض الأسئلة، انه يقوم بجمع النساء الراغبات في العمل من مختلف المناطق فمنذ عشرة أعوام دخلت المرأة في مجال العمل في البلدية حيث تعاملت مع هذا العمل الذي يتخوف منه البعض باعتباره يمس قدر الإنسان حسب نظرة المجتمع في حين غيرت المرأة هذه النظرة جذرياً، فعندما ينظر اي فرد لهن يفتخر بهن لأنهن يقدسن العمل، ويقمن باعالة أنفسهن وعوائلهن وبذلك اصبحن نساء منتجات بدلاً من أن يكن عالة على المجتمع، فضلا عن أن العمل لا يحدده العمر فهناك المرأة العشرينية وهناك الخمسينية وهكذا.. واضاف اننا نمثل انموذج من نماذج الشركات الاهلية نتعامل بعقود مع البلدية حيث نعمل على توظيف المئات وساعات العمل ضمن قوانين العمل 8 ساعات يومياً تحظى فيه العاملات بثلاث فترات استراحة: فترتان قصيرتان وفترة الغداء التي تكون ساعة كاملة.السياسات التوظيفية والاستثمارية والإنتاجية والاجتماعية شجعت المرأة في تركيا للعمل في المجالات كافة وسجلن بذلك رقماً قياسياً ضمن القوى العاملة التي تساهم في رفع المستوى الاقتصادي. السيدة سيفيلاي أوضحت أنها سعيدة بعملها وهي تعيل أسرتها بعد وفاة زوجها كما أنها تعتبر عملها مصدر فخر لها فقد أشارت إلى أن النساء اللواتي يعملن في هذا المجال لا يتمتعن بقوة البدن كما يتصور البعض بل بقوة العزيمة وتحدي الصعاب فنحن رغم اختلاف مناطقنا السكنية ومستوياتنا التعليمية وحالاتنا الاجتماعية نتوحد في تقديس العمل وتقديس المرأة العاملة فهناك نساء يحملن شهادات عليا ويعملن في الكثير من القطاعات المهمة وهنا التحدي بأننا رغم الظروف التي حالت دون أن نحصل على شهادات دراسية بمستويات عالية الا أننا شكلنا قوى عاملة يحتاجها البلد. متحد شاهين مواطن تركي سالته عن رأيه في عمل المرأة في المجال البلدي أوضح أن العمل حق مشروع للجميع سواء أكان رجلآام مرأة وانه يحيي هؤلاء النسوة اللواتي يعملن ولا يقمن بالتسول في الطرقات وهن بحاجة للعمل كي يضمن العيش الكريم فربما بعضهن لديهن ظروف اجتماعية صعبة أو معيلات لعوائلهن فالمرأة بذلك تفرض علينا احترامها لأنها تساوت معنا في الحياة العملية التي دخلته بجدارة دون أن تضع البنية الجسدية هاجسآ تتخوف به من دخول العمل في المجالات التي تحتاج إلى قوة بدنية .. |