المستقبل العراقي / عادل اللامي
لم يبقَ أمام الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات الكثير من الوقت للتفاوض بسرعة من أجل تشكيل التحالف الكبير داخل البرلمان الذي سيشكل بدوره الحكومة، لكن نبرة واثقة من تحالف «سائرون» تشي بالتوصل إلى اتفاقات يتم بموجبها تشكيل الكتلة الأكبر في البيت التشريعي. ويعقد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، عددا من اللقاءات التي من المفترض أن يتم بموجبها الكتلة الأكبر داخل البرلمان. وأمس الأربعاء، بحث الصدر مع الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة يان كوبيتش، مرحلة ما بعد الانتخابات التشريعية والاستعدادات لتشكيل الحكومة المقبلة. وذكر المكتب الاعلامي لزعيم التيار الصدري، في بيان تلقت «المستقبل العراقي» نسخة منه، ان «الصدر استقبل في مقر اقامته ببغداد، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، يان كوبيتش، وأطلعه على رؤيته لمرحلة ما بعد الانتخابات وشكل الحكومة». واضاف البيان، ان «الصدر عرض على كوبيتش آخر ما توصلت اليه النقاشات والحوارات المستفيضة حول تشكيل الحكومة المقبلة». وقال الصدر خلال اللقاء، ان «رؤيته للمرحلة القادمة نابعة من رغبة جماهيرية وضرورة المرحلة لان الشعب قد عانى الكثير من الفساد وسوء الخدمات». مجدداً تأكيده على ان «يكون القرار وطنياً عراقياً فيما شدد على أهمية زيادة دعم ومساندة المجتمع الدولي والامم المتحدة لخروج العراق من نفق الطائفية المحاصصة المقيتة ومنع التدخل في ملف الانتخابات حكوميا واقليميا». وشدد على ضرورة تقديم الدعم في المجال الانساني والخدمي في المناطق المحررة وبالأخص الموصل ومساهمة المنظمات الدولية على اخذ العراق وضعه الطبيعي في العيش الحر الكريم. واضاف البيان، ان كوبيتش من جهته قال ان زيارته تأتي قبيل اعداد التقرير الخاص حول العراق والذي من المؤمل تقديمه الى الأمم المتحدة في وقت لاحق»، واثنى كوبيتش على نجاح العملية الديمقراطية في العراق التي جرت الاسبوع الماضي معلنا استعداد الامم المتحدة لتقديم المساعدة التي يحتاجها العراق فيما اعرب عن امله ان تسفر التفاهمات والنقاشات الى تشكيل حكومة وطنية تدعم مسيرة الاستقرار في البلد. وقبل ذلك، قال زعيم التيار الصدري ان الرئاسات ليست مغنما ولا مطلبنا، مؤكدا ان الاوان ان للبناء والانحناء للشعب والاعتناء بالخدمات. وقال الصدر في تغريدة على حسابه الخاص في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، «اتقولون على العراق ما لا تعلمون .. ام انكم لاحزابكم تحبون.. وللشعب لاتنظرون.. ولرأي المرجعية لا تنتظرون!!؟..» واضاف الصدر في تغريدته، «افما ان الاوان لكي نبني، وللشعب ننحني، وللصعاب نثني، وبالخدمات نعتني.. (فالرئاسات) ليس مغنمنا ولا مطلبنا- انما نحن كبار الوطن- وكبير القوم خادمهم، وللشعب عاملهم، وللاقليات ناصرهم». وبحث الصدر مع وفد الاتحاد الوطني الكردستاني الذي التحق بالحزب الديمقرايط الكردستاني إلى بغداد الاوضاع السياسية في العراق وتشكيل الحكومة المقبلة. وذكر بيان صادر عن المكتب الخاص للصدر انه «جرى خلال اللقاء في محل اقامة الصدر في بغداد بحث تطورات العملية السياسية والتفاهمات حول شكل الحكومة المقبلة والتأكيد على الثوابت الاساسية في ابوية الحكومة ومبدأ المساواة بين مختلف اطياف الشعب العراقي والارتكاز على مبدأ المواطنة». واضاف البيان، ان «وفد الاتحاد هنأ الصدر على الفوز الكبير الذي حققه تحالف سائرون الوطني في الانتخابات البرلمانية لعام 2018». كما وثمن الطرفان الدور المهم الذي لعبه رئيس الجمهورية الراحل جلال الطالباني في التعايش وحل المشاكل وكيفية التعامل مع جميع الاطراف العراقية دون تفرقة. وضم وفد الاتحاد الوطني الكردستاني كل من ملا بختيار مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي وعضوية رزكار علي وخالد شواني وفرياد راوندوزي وسعدون فيلي. ويبدو أن لقاءات الصدر اقتربت من إعلان الكتلة الأكبر داخل البرلمان، إذ كشف رئيس تحالف سائرون حسن العاقولي عن قرب الاعلان عن تشكيل الكتلة الأكبر. وقال العاقولي إن «الحوارات التي جرت مع الكتل السياسية كانت فيها تقارب كبير في الرؤى الوطنية والمتبنيات لبناء حكومة تكنوقراط». وأضاف أن «جميع تلك اللقاءات لم تثمر عن اتفاق رسمي نهائي مع اي جهة سياسية”، مشيرا الى ان “التقارب الجاري سينبثق عنه إعلان الكتلة الاكبر قريبا لتشكيل الحكومة». وأكد العاقولي «استمرار الحوارات من قبل سائرون مع جميع الكتل ومنفتحة على كافة الإطراف العراقية الوطنية». |