المستقبل العراقي / عادل اللامي
بدت العاصمة بغداد، أمس السبت، هادئة بعد يوم حافل بالاحتجاجات التي تسببت بحدوث صدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن. وقال مصدر في وزارة الداخلية إن «قوات الجيش والشرطة ومكافحة الشغب انسحبت من ساحة التحرير وسط بغداد، إلا أنها أبقت على انتشارها في المناطق المحيطة بالساحة خشية تجدد التظاهرات، وخروج الأمور عن السيطرة>. وأشار المصدر إلى فتح جميع المنافذ المؤدية إلى المنطقة الخضراء، غير أنه قال أن القوات أبقت على إجراءاتها المكثفة عند مداخل العاصمة تحسبا لدخول مثيري الشغب. بدورها، عممت تنسيقة التظاهرات في محافظة ذي قار بيانا دعت فيه جميع المحافظات المحتجة بما فيها بغداد الى الاستعداد لمظاهرة موحدة تنطلق مساء الاحد. وقالت تنسيقة «منتفضو محافظة ذي قار» في بيان ان مظاهرات موحدة ستنطلق يوم الاحد 22 تموز في جميع المدن المنتفضة اضافة الى بغداد وبتوقيت واحد هو الساعة السادسة مساء. ودعا البيان الى «إيقاف جميع المطالَب والتأكيد على مطلب واحد فقط هو (إسقاط الفاسدين)»، مردفا بالقول انه «ليس لدينا مطلب غيره وكل من يداعي بالخدمات والتعيينات لا يمثل الا نفسه اما مطلب إسقاط ومحاكمة الفاسدين فهو مطلب شعبي ومطلب وطن»، حسب تعبير البيان. وإزاء ذلك، شكلت قيادة شرطة المثنى لجنة مشتركة مع المسؤولين عن التظاهرات المقررة اليوم الأحد. وذكر مصدر من داخل القيادة لوكالة «الفرات نيوز» ان «قيادة شرطة المثنى، شكلت لجنة مشتركة مع المسؤولين عن التظاهرات المقررة يوم الاحد؛ لتحديد مسارها وتوفير الحماية اللازمة للمتظاهرين فضلا عن استلام مطالبهم». من جانبها، كشفت اللجنة المنظمة لتظاهرات المثنى، والتي تضم ناشطين وشيوخ عشائر عن «المضي بتنظيم تظاهرة سليمة في مركز المحافظة الاحد، فيما أكدت على سلمية التظاهرات وعدم المساس بالممتلكات العامة». وأشارت إلى وجود تنسيق مع القوات الأمنية لمنع محاولات إثارة الفوضى والقيام بأعمال تخريبية. وانظمت النقابات العراقية إلى التظاهرات، وطالبت الحكومة بتلبية مطالب المحتجين في ووسط وجنوب البلاد. ةدعت نقيب المحامين العراقيين أحلام اللامي إلى تشكيل الحكومة «بأسرع وقت» وتنفيذ تطلعات المواطنين عن طريق «خطوات عملية». وقالت اللامي في بيان تلقت «المستقبل العراقي» نسخة منه، إنه «في الأيام السابقة كانت نقابة المحامين العراقيين تراقب الأوضاع عن كثب وتتابع تفاصيل ما يجري على خريطة الواقع وتتواصل مع فرق المحامين المشكلة في عموم العراق». وأضافت اللامي، أن «محامي العراق كانوا هم في الطليعة يصوغون لغة القانون للدفاع عن حقوق المتظاهرين، ونحن لا نملك فضلاً بالاشارة لذلك لأننا مواطنون قبل أن نكون محامين». وأشارت إلى أنه «على الرغم من يقيننا المسبق بأن كثيراً من الوعود الحكومية لن تُنفذ لانها وليدة الضغط وتدارك الاحداث وليست ناشئة عن حس المسؤولية، لذا اننا ندعو إلى تشكيل الحكومة بأسرع وقت وتنفيذ تطلعات المواطنين عن طريق خطوات عملية بعد ان استنفذ الشعب مدد الصبر على الوعود». وتشهد بعض المدن والمحافظات في العراق، منذ عدة أيام مظاهرات احتجاجية تطالب بتحسين الخدمات العامة وتوفير المياه والكهرباء والقضاء على البطالة ومكافحة الفساد في دوائر الدولة. من جانبها، اعلنت نقابة الاطباء العراقيين تضامنها مع مطالب المتظاهرين بعموم محافظات البلاد. وذكر نقيب الاطباء الدكتور جواد الموسوي في بيان تلقت «المستقبل العراقي» نسخة منه، ان «النقابة متضامنة بشكل كبير مع المتظاهرين المطالبين بحقوقهم الشرعية في عموم المحافظات»، مبينا ان «صوت النقابة سيكون معهم بالمطالبة بإعادة بناء الدولة بشكل سليم وتمكين المختصين واصحاب الكفاءة من الشخصيات الوطنية النزيهة من إدارة مفاصلها بشكل مهني ومستقل وبعيد عن التاثيرات الحزبيه التي تقدم مصالحها الخاصة على مصالح الوطن والمواطن». واضاف انه «نأمل من شبابنا في ساحات التظاهر حماية ممتلكات الدولة والمواطنين والتعاون مع القوات الأمنية وحماية التظاهرات من الدخلاء والمندسين والمخربين». ودعا البيان اصحاب القرار الى «الاستماع لصوت الشارع وعدم تجاهله او احتوائه بحلول ترقيعية كما حصل في المرات السابقة لان ذلك سيؤدي الى مخاطر جسيمة تهدد أمن وسلامة الوطن والمواطن». |