المستقبل العراقي / عادل اللامي
اصدرت وزارة الخارجية، أمس الاربعاء، بياناً بشأن الموقف من العقوبات الأمريكية على ايران، مؤكدة أن العراق يرفض مبدأ الحصار على أية دولة، وجاء ذلك فيما بدا موقف رئيس الوزراء غير واضحٍ، بينما أعلنت كتل وأحزاب سياسية رفضها المطلق للعقوبات الأميركية على طهران. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أحمد محجوب، في بيان تلقت «المستقبل العراقي» نسخة منه، إن «العراق يرفض مبدأ الحصار على أية دولة والذي يلحق الضرر بالدرجة الاساس على الشعوب بمختلف شرائحها الاجتماعية»، مضيفاً «كما ويستحضر العراق مواقف الجارة ايران المشرفة في الوقوف الى جانبه في الازمات». ولفت الى أن «مامن ضرر يلحق ببلد من البلدان الا وينعكس سلبا على أمن واستقرار المنطقة برمتها»، مشيراً الى أنه «في الوقت الذي تشيد فيه الوزارة بموقف الجمهورية الاسلامية مع العراق في مواجهته ضد الإرهاب ودعمها له فإنها تدعو المجتمع الدولي الى الضغط من اجل ثني الادارة الامريكية عن الاستمرار بهذه العقوبات». وتابع «نجد ان انعكاسها السلبي سيكون كبيرا على العراق والمنطقة بأسرها من النواحي الاقتصادية والاجتماعية، كونها دولة جوار جغرافي مهمة». وبدا موقف رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي غير واضح من ناحية التزام العراق بالعقوبات أو من عدمه، وقال «نحن ضد العقوبات الدولية وهناك تجربة في العراق أدت الى اضعاف البلد والشعب»، في إشارة الى الحصار الاقتصادي الذي فرضته أمريكا على العراق بمطلع تسعينيات القرن المنصرم. وأضاف العبادي انه «لن نتفاعل مع العقوبات الامريكية ضد ايران»، مستدركا القول «لكننا ملتزمون بحماية شعبنا ومصالح بلدنا». وتعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمنع الشركات التي تتعامل مع طهران من القيام بأنشطة في الولايات المتحدة مع بدء سريان العقوبات الأميركية الجديدة ضد إيران. ويزداد الخلاف بين الولايات المتحدة وإيران وهما أكبر حليفين للعراق وتضع العقوبات حكومة تصريف الأعمال التي في موقف صعب. بدوره، دعا رئيس المجلس الأعلى الإسلامي همام حمودي الى عدم الالتزام بالعقوبات على إيران، فيما عدها تهديدا لاستقرار المنطقة. وقال حمودي في بيان تلقت «المستقبل العراقي» نسخة منه، إن «حماقات الرئيس الامريكي دونالد ترامب طوال فترة حكمه فتحت جبهات خلافية كثيرة وخلقت مشاكل عميقة حتى مع حلفائه»، منوها ان «فرض الحصار على ايران هو جزء من مخططات كبرى لإثارة الفوضى في المنطقة وابتزاز ثرواتها»، فيما دعا لـ»ادانتها وعدم الالتزام بها». وأضاف انه «على الحكومة العراقية ان لا تدخل طرفا في عقوبات ليست رسمية وتدخلنا بمعركة نخدم بها الكيان الاسرائيلي الظالم»، مشيرا الى ان «استقرار المنطقة يأتي بالتعاون مع الدول الموجودة واحترام مصالح شعوبها، وفرض مثل هذا الحظر على الشعوب البريئة قد يهدد استقرار المنطقة برمتها». ودعا الحكومة الى «الطلب للإدارة الامريكية بعدم التزام العراق بتلك العقوبات ورفض اَي اثار سلبية تمس العراق، لاسيما وان بلدنا يمر بحالة استثنائية بسبب المواجهة المستمرة مع الارهاب و تحمله اثار هذه الحرب المدمرة لسنوات، سيما وان القرارات الظالمة واللامشروعة صدرت من دولة ولم تصدر من هيئة اممية رسمية». في غضون ذلك، اعلن رئيس كتلة الصادقون، حسن سالم انه آن الاوان ان نرد الجميل لايران ونبتعد عن «الغزل» مع من دمر البلاد. وقال سالم في بيان تلقت «المستقبل العراقي» نسخة منه، انه «يتوجب على الحكومة العراقية من باب الوفاء ورد الجميل ان تقف مع ايران موقف شجاع ومبدئي لمساندة الشعب الايراني الذي قدم الارواح والمال والسلاح في محنة العراق الامنية بدخول عصابات داعش وكان موقفا مشرفا على عكس الولايات المتحدة الامريكية التي وقفت موقف سلبي وتخلت عن العراق بل تسببت في دمار العراق». واوضح انه «آن الاوان للحكومة العراقية ان ترد الجميل لايران وتقف موقف مبدئي وشجاع تجاه العقوبات الاقتصادية وان تبتعد عن الغزل مع من كان سبب في تدمير العراق». ولفت سالم الى ان «المنطق يحكم في ان نقف مع من كان معنا في خندق واحد للحفاظ على العراق والعراقيين لا ان نصدر تصريحات غزل مع من وقف معنا الموقف السلبي كالولايات المتحدة الامريكية»، مبينا ان «الواجب الاخلاقي ان يكون موقف الحكومة العراقية موقف مضاد او معارض للعقوبات الامريكية الاقتصادية على ايران». |