المستقبل العراقي / عادل اللامي
يبدو أن الأحزاب الكردية توصلت إلى شبه اتفاق نهائي من أجل تشكيل وفد موحد قبل قدومها إلى بغداد للتفاوض على تشكيل الحكومة، لكن خلافاتها العميقة فيما بينها، يبدو أنها ستظّل ماثلة داخل اقليم كردستان، لاسيما وأن الانتخابات البرلمان الكردية باتت على ابواب، وهي التي تشهد صعود أحزاب صغيرة وانقساما حاداً في الأجندات والبرامج والأهداف. وقد كشف الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود بارزاني عن اتفاق «شبه نهائي» للاحزاب الكردية كافة بتشكيل وفد موحد الى بغداد للتفاهم مع بقية الكتل السياسية لتشكيل الكتلة الاكبر التي بدورها ستؤدي إلى تشكيل الحكومة. وقالت القيادية في الحزب نجيبة نجيب في تصريح صحفي إن «الحزبين الرئيسين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني سلما في اجتماع جمع الاحزاب الكردستانية البرنامج السياسي للتحالف الكردستاني لتشكيل الكتلة الاكبر». واضافت ان «المجتمعين اتفقوا على تجميد الخلافات فيما بينهم بالوقت الحاضر لحين استكمال مباحثات تشكيل الحكومة الاتحادية المقبلة»، موضحة ان «بقية الاحزاب وعدت خيرا وانها سوف تبلغ القيادتين بالموافقة على الاشتراك بوفد موحد للذهاب الى بغداد». واوضحت نجيب، أن «البرنامج وضع في اولياته كشرط للتحالف تطبيق المادة 140 الخاصة بالمناطق المتنازع عليها وحصة الاقليم من الموازنة الاتحادية على اساس الـ 17 % وموازنة البشمركة وعودتها الى محافظة كركوك لكون البيشمركة احدى تشكيلات القوات المسلحة العراقية». بدورها، كشفت النائبة عن حركة التغيير الكردية تافكة احمد عن نية الاحزاب الكردية خوض انتخابات اقليم كردستان بقائمة موحدة لمواجهة حزبي الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني, مشيرة الى ان الأحزاب ستلجأ الى المحكمة الاتحادية للطعن في نتائج الانتخابات النيابية. وقالت احمد إن “اجتماع لأحزاب بالمعارضة الكردية التغيير والجماعة الاسلامية والاتحادي الاسلامي والعدالة والتنمية بحث تشكيل تحالف انتخابي لمواجهة الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني خلال انتخابات اقليم كردستان”. وأضافت ان “التحالف الجديد في حال اتفاق الاحزاب عليه سيتوالى مهام التفاوض مع الاحزب في بغداد لتشكيل الحكومة او اتخاذ موقف المقاطعة في حال عدم إنصافه في نتائج الانتخابات”. واشارت أحمد إلى أن “الأحزاب اتفقت خلال الاجتماع ايضا على تقديم الطعن لدى مفوضية الانتخابات وكذلك المحكمة تشكيل الاتحادية العليا لانهاء تزوير في الاقليم في الإقليم”. في غضون ذلك، أكد الاتحاد الاسلامي الكردستاني عدم استعداده للتحالف مع الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، مشددا أنه لن يعيد التجارب السابقة بالتحالف معهما. وقال القيادي في الاتحاد جمال كوجر، إن «احزاب المعارضة الكردية لم تتخذ قرارها لغاية الآن، بشأن المشاركة بتحالف كردستاني موحد». وأضاف كوجر، أن «أحزاب المعارضة ناقشت في اجتماعها عددا من القضايا المختلفة التي تخص الوضع في اقليم كردستان والاستعدادات لإجراء انتخابات برلمان الاقليم بالاضافة الى موضوع المشاركة في الحكومة العراقية المقبلة». وأشار القيادي في الاتحاد الاسلامي، إلى أننا «تعرضنا لظلم كبير وواضح وقع علينا نتيجة الاتفاقيات بين الاحزاب الكبيرة ونتيجة لتعرض القضاء الى مضايقات بما يخص العد والفرز وحتى اللحظة ليس لدينا استعداد لإعادة التجارب السابقة بالمشاركة في تحالف كردستاني مع الحزبين». وتستعد الاحزاب الكردية لخوض انتخابات برلمان اقليم كردستان التي من المقرر ان تجري في 30 ايلول المقبل، وتتنافس تلك الاحزاب على 111 مقعدا، 6 مقاعد منها مخصصة لكوتا الاقليات.
|