لقد عرف الإنسان بوجود عقله والإنسان لا يساوي شيئاً بدون فكره وهذا ما أقره الإسلام حين رفع التكاليف الشرعية عن الذي لا يعقل ولا يفكر فقال النبي محمد (ص) رفع القلم عن ثلاث عن النائم حتى يستيقظ وعن الصغير حتى يكبر وعن المجنون حتى يعقل وذلك لأن النائم تعطل عن التفكير والصغير لم ينضج عقله إلى مستوى الإدراك والمجنون لا عقل له ولا تفكير، والتفكير هو طريق هداية الإنسان وتعطيله سبب ضلاله والسبب لهدم وبناء الأرض. فقام الأعداء بدراسة كيفية السيطرة على الإسلام والعمل على فصل هذه الأمة عن ماضيها وعقيدتها ومنهجها وجعلها تتخبط بين المذاهب والأيدولوجيات لكي لا يدعها ترسو على شاطئ الأمان خشية أن تفكر بإعادة الأمجاد ونشر الإسلام وأجرت الدول الاستعمارية للسيطرة على البلاد والإسلامية لنهب خيراتها وطمس أفكارها وخراب ديارها. وفرقت الأمة على أساس القوميات والاوطان والأقاليم الصغيرة وجعلت كل إقليم امجاده المنشودة وماضيها منفصلاً يجب الانتماء إليه دون الإسلام إذن فلا بد من التجزئة وانسائهم أمجادهم الإسلامية التي توحدهم وتذكرهم بقوتهم واصالتهم، فشجعوا المذهبية ووسعوا الشقة بتحويل المذاهب الى طائفية واحيوا فرقاً شاذة وجماعات خارجة عن الإسلام ذات معتقدات مخالفة للتعاليم الإسلامية وموالية للغرب وبثوا روح التكاسل والتواكل في المسلمين وحرموهم من العلوم الحديثة فلا تصل الشعوب الإسلامية ثمرة علمية من ثمراتهم إلا بعد أن يقطعوا أشواطاً في ذلك العلم ويؤتوا بثمرات متقدمة على تلك التي صدرت إلى الخارج للإبقاء على تأخر المسلمين من الركب الحضاري عقوداً من الزمن وساعدهم بذلك واقع المسلمين المتخلف وجمود التفكير، مما أدعى بعض المصلحين والمستوعبين للواقع والمدركين لدوافع الأعداء بتشخيص تأخر الأمة الإسلامية وأسباب ضعفها فكانوا يفكرون بنبذ الجمود والتسلح بالعلم والمعرفة والقوة ورفض التسلط الأجنبي والنهوض بوجه المستعمرين من غفلتهم باستخدام طرق التوجيه والتربية وصد الهجمات الفكرية على الإسلام في وقت كان المستعمر على أشد ما يكون من القوة والاندفاع والغرور والمسلمون على أسوء ما يكونون فكانوا أشبه بسد رخو امام تيار جارف وستار خفيف امام ريح قوية ولكن جهود المفكرين والمصلحين ساعدت على بلورة صحوة إسلامية وأفكار أسهمت برجوع الإسلام على لسان شعوبه أو على المسارح العالمية، فبدأ الأعداء من جديد باصطناع الحروب وإحياء النعرات الطائفية فأصبح المسلمون امام تحديات لصد وتنفيذ الفلسفة الكافرة تحت ستار العلم والثقافة والتطور باستخدام العلم واللسان لكشف ما يخطط له الصليبيون والصهاينة والعمل لإفشال ما يفكرون فيه، فالدراسة والتخطيط بإمعان لواقعنا وأصول تفكيرنا نستطيع أن نقف على اليقين والتمسك بالإيمان والعمل لننهض من سباتنا ونومتنا التي خسرتنا الكثير والوقوف بوجه التحديات وصد الهجمات ورد الاعتداءات «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون».