بغداد / المستقبل العراقي
أكدت المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، أمس الثلاثاء، مواصلة العمل على انهاء أزمة محافظة البصرة حتى في حال إضطرارها إلى إيقاف مشاريع العتبة الحسينية المقدسة. وقال المتحدث الاعلامي للخلية الخدمية التابعة للعتبة الحسينية المقدسة في محافظة البصرة، في بيان تلقت «المستقبل العراقي» نسخة منه إن «المتولي الشرعي الشيخ عبد المهدي الكربلائي اوعز على اتمام مهمة ايصال الماء الصالح لسكان البصرة مهما كانت الكلفة المادية»، مشيرا إلى أن «الشيخ اصر على اتمام المهمة حتى لو كلف ذلك ايقاف المشاريع الخاصة بالعتبة الحسينية». وأضاف، أن «كلفة اربع مضخات جديدة فقط بمحطة (r0) لوحدها يبلغ اكثر من 300 الف دولار امريكي»، مرجحا «استيرادها من خارج العراق». ولفت إلى، أنه «بعد اطلاع الخلية على التكلفة المالية الخاصة بالمضخات تم ابلاغ المتولي الشرعي الذي اصر على شرائها مهما كلف الامر»، مردفا: «كان رد الشيخ الكربلائي اشتروها حتى لو كلف ذلك ايقاف المشاريع الاخرى التي تنفذها العتبة المقدسة». وتابع المتحدث، أن «المتولي الشرعي شدد على اهمية انقاذ اهالي البصرة من المحنة التي يعانونها بأسرع وقت دون اي تباطؤ او تقصير». وتعد محطة (r0) من المحطات الاساسية التي تؤمن المياه لمدينة البصرة ويبلغ عدد المضخات فيها اكثر من 23 مضخة. وشكلت العتبة الحسينية المقدسة خلية خدمة تضم عددا من المختصين الى جانب عدد من رؤساء الاقسام لمعالجة مشكلة شح المياه في مدينة البصرة. بدوره، أعلن المهندس الاستشاريّ ضياء مجيد، أحدُ أعضاء وفد الخبراء الذين اصطحبهم وكيلُ المرجعيّة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزّه) لمتابعة موضوع مياه البصرة، أعلن «إنّنا وعلى بركة الله تعالى قد باشرنا بالخطوات الأولى من أجل إعادة تغذية البصرة بالمياه، والتي شملت التعاقد مع إحدى الشركات من أجل نصب مضخّات مياه ضمن محطّة مياه البدعة (R0) التي تُعتبر الشريان الرئيس والمغذّي لمحطّات المياه لمحافظة البصرة بالمياه الخام والعذبة». وأضاف مجيد: «إنّه حال وصول الوفد الى المحافظة تمّ عقد سلسلة من الاجتماعات مع الجهات ذات العلاقة، من ثمّ قمنا بالتوجّه لمحطّة المياه من أجل وضع الحلول اللازمة والناجعة لها، وبعد إجراء كشفٍ موضعيّ للمحطّة والمضخّات التي تحتويها وبإشرافٍ ميدانيّ من قبل وكيل المرجعيّة الدينيّة العُليا سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزّه) وجدنا أنّها تعاني من الإهمال وتعمل بأقلّ من طاقتها الإنتاجيّة المقرّرة لها، فبعض المحطّات كانت متوقّفة لأسباب بسيطة جدّاً، مثلاً عدم استبدال المرشّحات». موضحا « الحلّ كان بشقّين الأوّل: هو زيادة الإطلاقات المائيّة من القناة المغذّية لها من قناة البدعة من (7متر مكعب) الى (9)، وفي قادم الأيّام يصل الى (10 متر مكعب). الثاني :هو التعاقد بصورةٍ مباشرة مع إحدى الشركات العاملة في العراق من أجل تجهيز ونصب المضخّات المائيّة التي بلغ عددها (١٨) مضخّة، ووصل قسمٌ منها وستصلُ باقي المضخّات تباعاً، وخلال فترة قصيرة ستعمل هذه المحطّة بكامل طاقتها، كذلك قمنا بإجراء أعمال الصيانة للمضخّات الموجودة فيها من إزالة الطمي ونبات الشنبلان وتبديل قطع الغيار المستهلكة جرّاء تقادمها والتكلّس الملحي». مبيّناً: «المحطّات الفرعيّة التي تتغذى من محطّة البدعة تمّ العمل على صيانتها أيضاً عبر تنظيفها وتبديل مضخّاتها وتزويدها بالمرشّحات التي تحتاج اليها والمواد الأوّلية لإتمام عملها، وكلّ محطّةٍ فيها قناة للتحلية والتوزيع الى المناطق السكنيّة القريبة منها». الجدير بالذكر أنّه بعد تفاقم الوضع في محافظة البصرة نتيجةً لقلّة وتلوّث مياه الشرب أوفدت المرجعيّةُ الدينيّة العُليا في النجف الأشرف وفداً ترأّسه وكيلُها سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزّه) ضمّ مجموعةً من الخبراء والمختصّين من أجل الوقوع على المشكلة ووضع خطط حلول آنيّة ومتوسّطة وبعيدة المدى لتجاوزها. |