تعتبر ارادة التغيير من اهم العوامل وهناك تغيير تلقائي يمر به كل مجتمع مــــــتأثرا بقوانين التطور الاجتماعي وهذه لا تمارس دورها الا بواسطة الانسان ويتدخل بفكره التقدمي الذي ينفذ بأسلوب علمي لدراسة جذور المشاكل والازمات التي تواجهها الجماهير ومحاولة ايجاد الحلول المناســــــبة مستفيدا من تراث الفكر الانساني لمواجهة مشكلات الجماهير والعمل على اشباع احتياجاتهم وتحقيق رغباتهم والافكار التي ينتجــــــها العقل الانساني لابد ان تكون ذات صلة وثيقة بمرحلة التطور وتلعب الافكار التي تتبناها الجماهير دورا مهما في تطور المجتـــــــمع من مرحلة الى اخرى من مراحل التقدم .
فالتطور اذن ليس صدفة بل امر حتمي يتم عن طريق ارادة التعيير لدى الشعوب في تطوير المجتمع ان القوى البشرية هي التي تبنى القرى والمدن وتقيم المصانع وبناء السدود وتوفير الغذاء والــــــكساء وكل ما يحتاجه الانسان من وسائل المعيشة ولا يقتصر دور الجماهير على البناء والتنمية فقط فهو القوة الرئيسية في تغيير النظام الاجتماعي الذي لا يناسبهم فالعبيد انتزعوا حقوقهم من اســــــيادهم وثاروا في وجه النظام الاجتماعي وكذلك ثورة الفلاحين على النظام الاقطاعي وتغييره الى رأسمالي وكذلك العمال والفلاحين في ظل النظام الرأسمـــــــالي هم من اشعل الثورات للانتقال من الرأسمالية الى الاشتراكية فالشعوب اذن هي صانعة تاريخا سياسي واقتصادي واجتماعي وارادة الشعوب تمكنت على مدى التاريخ ان تحطم كل القيود والعقبات وان تحقق الحرية والتطور لمجتمعاتها وتنتصر على عوامل القهر والاستغلال وتلعب القيادة دورا هاما في عملية التطور وهي ضرورة عملية واجتماعية ويتصف القائد برؤيا اكثر بعدا وصوابا من رؤية عامة الجماهير وهو اكثر عمقا في تحليله لاحتياجات الجماهير وبـــــــهذه الصفات للقائد تسرع حركة التطور وتوضيح الخط الذي تسلكه الجماهير مجتمعه تحت قيادته والتأثير في سير الاحداث وينطلق المجتمع على اسس من العدالة والديمقراطية السلمية.