المستقبل العراقي / عادل اللامي
في جولة برلمانية صعبة، أصبح القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني السياسي والاكاديمي برهم صالح الرئيس التاسع للعراق بعد هزيمته لمنافسه فؤاد حسين مرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني الذي احتج على آلية التصويت. وسرعان ما كلّف صالح عادل عبد المهدي، مرشّح التسوية، بتشكيل الحكومة المقبلة. وجاء فوز صالح في الجولة الثانية للتصويت بعد ان قرر الحزب الديمقراطي سحب مرشحه فؤاد حسين اثر تأكده من هزيمته في الاقتراع الثاني بعد ان حصل في الجولة الاولى على 89 صوتا فقط مقابل 165 صوتا حصل عليها صالح من بين اصوات 302 نائباً شاركوا في التصويت. ويلزم الدستور فوز المرشح من الجولة الاولى بحصوله على 220 صوتا وهو امر لم يتحقق. وقد استدعى ذلك اللجوء لجولة ثانية، لكن الحزب الديمقراطي سحب حسين من السباق الرئاسي بالضد من رغبته برغم اعتراض رئاسة البرلمان التي طالبت منه اقرارا خطيا بالانسحاب وسط خلافات ومشادات بين نواب حزبه الذين تباينت مواقفهم من الانسحاب. وأشارت رئاسة البرلمان إلى أن انسحاب حسين غير قانوني لانه كان عليه الانسحاب من الجولة الاولى ولذلك قررت اجراء جولة ثانية من التصويت حيث فاز فيها برهم صالح ايضا حيث حصل صالح على 291 صوتاً مقابل 22 صوتاً لفؤاد حسين وكانت 24 ورقة اقتراع فارغة و7 أخرى باطلة. كما انسحب أربعة مرشحين من السباق على الرئاسة الذي خاضه 20 مرشحا في الجولة الاولى كل من: النواب عبد الكريم عبطان وسليم همزة وعمر البرزنجي وعبد اللطيف رشيد.وأدى برهم صالح اليمين الدستورية رئيساً لجمهورية العراق. وفي أوّل تعليق له، قال صالح سوف اكون حامٍ للدستور العراقي، فيما شدد بعد أداء اليمين الدستورية على أنه «سوف اكون رئيسا للعراق وليس لمكون معين». ويبدو أن صالح ردّ على تشكيك البعض بميوله الانفصالية، وقال «النجف واربيل هما لي بيت واحد».ورفع البرلمان العراقي جلسته إلى الثلاثاء المقبل. وليل أمس الثلاثاء، كلف رئيس الجمهورية المنتخب من قبل مجلس النواب برهم صالح القيادي السابق في المجلس الأعلى عادل عبد المهدي، بتشكيل الحكومة الجديدة. وقالت قناة «العراقية» شبه الرسمية، في أنباء عاجلة أوردتها، أن «رئيس الجمهورية برهم صالح، كلف عادل عبد المهدي بتشكيل الحكومة المقبلة». وانهالت التهاني على صالح بانتخابه رئيساً للجمهورية. ولم يصدر بيان عن صالح حتّى الساعة الحادية عشر ليلاً ليتحدّث عن تكليف عبد المهدي بتشكيل الحكومة المقبلة. وبدورها، فإن الكتل الكبيرة، التي أعلنت عن أن لها الأحقية بتشكيل الحكومة، لم تصدر أي بيانات لتوضح الاتفاق الذي أدى إلى تكليف عبد المهدي بتشكيل الحكومة. وخلال الشهر الأخير، تردّد اسم عبد المهدي كثيراً بتشكيل الحكومة، ووصف بأنه مستقل، ومرشّح تسوية بالاتفاق بين تحالفي البناء والاصلاح والاعمار. وقالت مصادر سياسية مطلعة، أن تكليف عبد المهدي بتشكيل الحكومة تعني أن الأمور انتهت إلى تشكيل حكومة ائتلافية تشارك فيها جميع الأحزاب السياسية.وأكدت المصادر، في حديث لـ»المستقبل العراقي»، أن الكواليس السياسية تزخر بأسماء الوزراء التي قدمتها الكتل السياسية لشغلها، لكنها أشارت إلى أن عبد المهدي يريد الاعتماد على التكنوقراط والمستقلين في تشكيل كابينته الوزارية. |