نعيش في عالم فرض على نفسه ( الافتراضة ) , أبتعد عن الواقع حتى صار الاغلب خياليا ,لتغزو حياته المتناقضات والصراعات والاكاذيب , أغلق كل الخلايا المحفزة للابداع والتأمل داخل عقله , لم يعد يتصارع العلم والجهل ذلك الصراع الازلي , حتى ليخيل الينا أن الاول أخذ يلملم أشتات ماتبقى منه وينسحب رويدا رويدا لصحراء موحشة لم يجد فيها الا بقايا العقول التي لازالت تعيش على جرعات متقطعة من الشجاعة . فقد الكثيرون سبل الدفاع والمواجهة , وساروا كالسكارى ( وماهم بسكارى ) الى عالم التجاذبات والتنافرات .
غلفت حياتهم السطحية والانتقائية والانتهازية , صاروا يعقدون علاقاتهم مع الاخرين ثم يحددون سقفا لانهائها حتى دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البوح بهذا القرار المصيري , لاخط رجعة لهم مع الاخرين , عقولهم وافكارهم أسيرة وبليدة ومبرمجة , لاشي يتحكم في أجهزتهم العصبية الا السرعة , ممزوجة بعزة نفس فارغة وانفة جوفاء , صارت تقودهم أجهزتهم النقالة لتضلهم عن الحقائق الاخرى من حولهم وتزيغ أبصارهم عن المثالية والرجولة والصفات الحميدة التي أودعها الله فيهم ووصفها سبحانه بأنها أحب ماخلق وماأودع , فجحدوا بنعمة الخالق ليهون بعدها المخلوق .
لاشي في نسيج شعورهم ولاأهمية لوعي مجتمعهم الذي صاروا سببا في نسفه دون أن يدروكوا , أنهزموا أمام أجياحات الاحتياجات الضخمة لانفسهم , لم يسألوا أنفسهم ولم يجرب كل احد منهم أن يقول من أنا ولماذا جئت الى هذه الحياة وكيف سأخرج منها وماذا سألاقي بعدها ؟وهل حياتنا هذه ولادة أم موت ؟ هل تفاعلنا مع الاخرين يجب ان يسير وفق ثوابت ومبادىء وأسس ؟ أم ان الكل لدينا مجرد لحظة عابرة ؟ لماذا أستسهلنا ان نكون سببا في ( أراقة دمعة ) الاخر وليس دمه ؟
لماذا نكون السبب في زيادة نبضات قلب الاخر عن المعدل الذي درسناه في مناهج الابتدائية ومن ثم نوقفه ليسجل سبب وفاته ( جلطة قلبية ) والمفترض الاصح ان يسجل سبب الوفاة ( نحن ) !!!
لماذا ندفع الاخرين نحو الانطوائية بعد ان نفقده ثقته بنا وبالمجتمع , وننطلق نحن للمجتمع لننسفه ؟ لمذا نـــقتل المعاني الاجمل في قلب الحقيقة الانصع ؟ لماذا نلــــبس ثوبا نجعل حتى الشيطان يخجل من ارتدائه لو نزعناه ؟ لماذا نفقد حرية شخصيتنا ونصبح أسرى لمنظمومات صنعناها بأيدينا وعقــــولنا وأنفسنا ؟ خلاصة القول , أنهم يعتـــــقدون أنهم ( فعل ) والحقيــــقة أنهم صاروا ( ردة فعل ) !!!