بناء الدولة الحديثة في كل امه قله حاكمه وكثره محكومة ويتشبع أفراد الطائفة الاولى بحب النفوذ والسلطان وقلما يحرك في نفوسهم الإحساس بواجباتهم نحو المجتمع وهم عادة يتصفون بالقسوة والشر وفي أكثر الأحيان أن المحكومين يتقبلون التبعيه دون اعتراض ويسلمون بالظلم والأستبداد والشعوب نادرا ما تثور والقاعده هي الطاعه والثوره هي الأستثناء والعجب أن الصبر الذي يتحلى به عامه الناس ويرجع ذلك الى الجهل ولا يعرفون الا ان يتحــــملوا الصعاب والمشقات أضافة الى الخوف ويخشون عواقب الثــــــوره وما يدفع الجماهير الى الخضوع هو الكسل ويجعل الغني والفقير جامدا لا يطمع بتغيير حاله وان الثمار السامه التي ينبتها التراخي والخضوع للحكم الديكتاتوري ومن واجب المصلحين أن ينقذوا الناس من هذا الكسل وينقذوهم من شهوة الحكم والسلطان وهناك بعض العقائد تقول ان الدوله يجب أن تطاع والثوره على ولي الأمر كفرا . وأغلب الحكام يصلون الى منصب الولايه بالعنف والمكر والخديعه ويحاولون ان يستندو في حكمهم على تاييد الشرع والــــــــقانون وبعضهم يعزم أنه يحكم بالحق الالهي فيعزز بذلك مركزه أمام المحكومين ويتضح ان كل المجتمعات المتمدنه في العالم الحديث تتألف من طبقه صغيره من الحكام أفسدتها زياده السلطه وطبقه كبيره من المحكومين أفسدتها شدة الخضوع والخــــــــــنوع والجو الملائم للأصلاح الأقتصادي يجب أصلاح الماكنه الحكوميه ويجب تنشئة الناس على حب الحريه والعدل ويمهد الأذهان الى الديمقراطيه وهذه الآمال لن تتحقق لأن المدارس لم تعلم بل علمتهم الذله والخضوع وأذا أردنا أن ننشئ جيلا من النـــــــاس المتحررين العاملين على حب السلام أن نبحث في خير الطرق لتربية الذكاء وتوصيل المعارف الى الأذهان ودائما المجتمع المتعاون محصن من الأستبداد والزعامـــــــــات السيئة ممقوته لأنها تأتي بالكوارث ويرتقي الى عرش السلطان والنفوذ أفراد معتــــــــــوهين ولديهم صفات تساعدهم على التسلط فإن أختيار رجال السياسه أن يتمتع بالنزاهه وحسن السلوك ونختبر الرجل قبل أن يتولى شأننا . |