قرر مجلس الوزراء برئاسة عادل عبد المهدي قبيل حلول شهر رمضان المبارك ان يزود كل مواطن بنصف كيلو من مادة العدس، وتزود كل عائلة بخمس كيلوات من مادة الطحين نمرة صفر؛ وقد لاقى هذا القرار الكثير من السخرية في الشارع العراقي ومواقع التواصل الاجتماعي، لا لأنه ليس في محلهِ ولا لأسباب سياسية، بل لأسباب شعبية ومعيشية واقتصادية بحتة، لأن العائلة العراقية طوال السنوات الماضية -هي ليست بالقليلة- لم تستلم حصة تموينية كاملة بل اقتصرت في اغلب الاحيان على مادة او مادتين فقط من المواد المقرة في الموازنة العامة، وهذه المواد هي اصلا مبهمة بالنسبة للشعب، فلا يعرف أي مواطن أو عائلة كم مادة في الحصة التموينية من المقرر ان يستلمها كل شهر؟!
وما زالت العائلة العراقية المشمولة بالحصة التموينية تعاني من نقص حاد في مفرداتها، واستسلمت لاستلام المادة او المادتين التي تتسلمها كل شهر أو حتى كل اشهر؛ وهذا بالرغم من أن شريحة واسعة من الشعب العراقي تعتمد بشكل أو بآخر على الحصة التموينية!
وبالعودة الى قرار مجلس الوزراء، فأن فيه جانب إيجابي جميل وهو تجهيز مفردتي القرار بسرعة ملفتة فأن أغلب العوائل ان لم تكن كلها قد استلمت العدس وطحين الصفر .
وهنا نسأل لم هذه الايجابية لا نجدها في كل شهر بتوفير مواد الحصة التموينية كاملة؟
ومن الايجابيات الاقتصادية أيضاً إكتفاء العراق ذاتياً من السكر والزيت وكذلك الحنطة وخصوصاً هذا العام بعد وفرة الانتاج المحلي.
ونتسائل مجدداً: لم لا توظف هذه الايجابيات والاكتفاء الذاتي في توفير سلة غذاء العائلة العراقية على اكمل وجه؟
وكما نعلم ان في توفير هذه السلة مردودات اقتصادية جيدة للعائلة والشارع على حدٍ سواء، وبالتالي فأن المنفعة عامة وشاملة.
وقد استلمت العوائل في شهر رمضان المبارك مفردتي القرار ولم تستلم اي مفردة اخرى من المواد الاصلية كالزيت والسكر والطحين والرز التي اقتصرت عليها مفردات الحصة التموينية، وهذا العجاف لم يقتصر على شهر رمضان بل ان أشهر السنة كلها تعاني منه وبشدة.
لا نريد الخوض بالحديث العقيم عن اقتصاد العراق وخير العراق وقوة العراق وامكانية العراق وميزانيات العراق الخ..
بل نريد العمل بإيجابية لتوفير هذه المفردات لاغيرها على اقل وابسط تقدير. نرى التحرك والتوجه الاقتصادي للحكومة ونرى توجهات ايجابية اخرى ولكن نريد ان نلمس هذه الايجابية الاقتصادية، بل نريد مسكها واقعياً ولتبدأ بالعائلة العراقية من خلال حصتها التموينية الكاملة وأشياء إخرى أساسية وضرورية وهي عصب الحياة (وفروا الحصة التموينية).