رئيس الوزراء: العراق يمتلك علاقات متميزة مع إيران وأمريكا AlmustakbalPaper.net الرافدين يعلن منح وجبة جديدة من قروض مبادرة «ريادة» AlmustakbalPaper.net المندلاوي يؤكد على أهمية الإسراع في استكمال خطوات تفعيل طريق التنمية AlmustakbalPaper.net وزير الداخلية: العراق يشهد تراجعاً كبيراً بمعدل الجرائم و3 مسارات لعملية حصر السلاح AlmustakbalPaper.net وزير الدفاع: وقعنا عقوداً مع أمريكا في مجال الدفاعات الجوية AlmustakbalPaper.net
الأبوة الشعرية
الأبوة الشعرية
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم
رشا عمران 
ليس مستغرباً أنه، في زمن مجلة شعر، الشهيرة، نهاية خمسينيات القرن الماضي، لم يظهر اسم أية شاعرة عربية بين الرواد المؤسسين لحركة الحداثة الشعرية كما أرادتها جماعة المجلة. ظلت العراقية نازك الملائكة والفلسطينية فدوى طوقان والمصرية جليلة رضا، وهن الأشهر بين شاعرات تلك المرحلة، بعيداتٍ عن هذه التجربة، ربما لأنهن كن أقدم في السن قليلاً من مؤسّسي المجلة وحركتها الحداثية، كما أنهن لم يكن جذرياتٍ في حداثتهن، بل يمكن أن نطلق عليهن «إصلاحيات»، من حيث اشتغالهن على الوزن والتفعيل أكثر من الشغل على اللغة ومجازاتها وقدرتها على الدخول في الرمزية التي ميّزت شعراء جيل الستينيات العرب. أما الشاعرات اللبنانيات الأشهر تلك الفترة: إيتيل عدنان، وأندريه شديد، وناديا تويني، فقد كن خارج العالم العربي، ويكتبن بلغات أخرى. وحدها السورية، سنية صالح، كانت متفرّدة في لغتها وحساسيتها الشعرية، وكانت لتنافس شعراء مجلة شعر، من حيث لغتها وحداثتها المتخلية عن الاستعراض والتقليد. وعلى الرغم من أن سنية زوجة محمد الماغوط وشقيقة خالدة سعيد زوجة أدونيس، والثلاثة من مؤسّسي مجلة شعر، إلا أنها بقيت خارج دائرة هذه الحركة، كما لو أن حظراً وُضع على وجودها الشعري. ولم يتم إنصاف تجربتها إلا بعد سنوات من رحيلها. بينما بقيت شاعرة سورية متفرّدة أخرى، دعد حداد، في الهامش، حتى بعد رحيلها، قلما يُكتب عنها أو يذكرها أحد، على الرغم من فرادة لغتها وتجربتها وحياتها التي كانت تشبه فكرة الشعر في ذلك الزمن.
شكلت مجلة شعر سلطةً شعريةً أبوية، فقد كان مؤسّسوها، في أغلبيتهم، ينتمون إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي أسسه أنطون سعادة الملقب بالزعيم. وفكرة الزعامة كانت هي السائدة تلك الفترة، وهي ملازمة لكل الحركات القومية، فجمال عبد الناصر ما زال يلقب الزعيم. وهكذا بحيث يبدو لقب «الزعيم» مقدّسا، إذ فيه من الفكر الأحادي ما يجعل صاحبه يقترب من مرتبة الإله صاحب السلطة الأولى والعليا، وهي فكرةٌ بطريركيةٌ وسلطويةٌ في آن. الشعراء العرب الذين أسّسوا مجلة شعر تقمّصوا هذه السلطة. صارت حركتهم «زعيمة» شعرية، وصار كل منهم «زعيماً» شعرياً، له أتباعٌ ومريدون كثيرون، ولكل منهم نقاده الذين لا يرون أحدا سواه. هذه السلطة الثقافية الشعرية البطريركية جعلتهم يتعاملون مع الشاعرات من منطق الوصاية الأبوية التي تمنح الرضا للابنة على حُسن سلوكها، وحسن السلوك هنا كان الدوران في الفلك اللغوي الشعري نفسه. لهذا تم تهميش سنية صالح ودعد حداد، لأنهما تمرّدتا لغويا وشعريا. حتى محمد الماغوط الذي أعلن العصيان على حركة مجلة شعر، لاحقا، لم ينجُ من أحاديّته، وعمل على تهميش سنية صالح (زوجته) حتى بعد رحيلها. كانت الفحولة جزءاً من شخصيات شعراء تلك المرحلة. الفحولة الشعرية والثقافية التي ميّزت الغالبية العظمى من شعراء الستينيات، الفحولة التي استطاعت إقصاء الشاعرات إلى حد كبير، بحيث قلما يتذكّر القراء العرب شاعرة معروفة من ذلك الجيل.
رابط المحتـوى
http://almustakbalpaper.net/content.php?id=53742
عدد المشـاهدات 1274   تاريخ الإضافـة 11/07/2019 - 10:04   آخـر تحديـث 19/04/2024 - 01:35   رقم المحتـوى 53742
محتـويات مشـابهة
الوكيل الأقدم لوزارة الثقافة نوفل ابورغيف يرعى حفل اعلان نتائج المسابقة الشعرية المركزية لأطفال العراق
وزير الثقافة يوجه بطبع الأعمال الشعرية الكاملة للشاعرة لميعة عباس عمارة
الأبوة معنى عميق جداً!
المجموعة الشعرية ( سفر الأيام ) للشاعر عدنان الساعدي
الخريف من معارفي : الشعرية المحتفية بالإنهاك

العراق - بغداد - عنوان المستقبل

almustakball@yahoo.com

الإدارة ‎07709670606
الإعلانات 07706942363

جميـع الحقوق محفوظـة © www.AlmustakbalPaper.net 2014 الرئيسية | من نحن | إرسال طلب | خريطة الموقع | إتصل بنا