المستقبل العراقي / عادل اللامي

استمرت التظاهرات، أمس الثلاثاء، في بغداد وعدد من المحافظات وسط إغلاق طرق وجسور حيوية، فيما قطعت الحكومة الانترنيت بشكل كل عن جميع المحافظات ما عدا إقليم كردستان، وفيما حذّت الأمم المتحدة من "الإحباط الشديد" لدى العراقيين، ثمّن العراق دور المنظمة الدولية في مساعدة بغداد بنواحٍ عدّة.

وأمس الثلاثاء، استمرت التظاهرات في بغداد وعدد من محافظات الوسط والجنوب وسط إغلاق لطرق حيوية تربط بين المدن، فيما استمرت الإضرابات لعدد من النقابات والاتحادات.

وتحرّك المتظاهرون على جسري الجادرية والشهداء في محاولة للعبور إلى المنطقة الخضراء، فيما سارت القوات الأمنية إلى إغلاق هذين الجسرين، إضافة إلى جسور أخرى، بالكتل الكونكريتية.

بدورها، نوّهت بعثة الامم المتحدة لدى العراق إلىأن الاحباط الشديد لدى الشعب العراقي لاينبغي الاستهانة به. وقالت البعثة في بيان مقتضب تلقت "المستقبل العراقي" نسخة منه، ان “الإحباط الشديد لدى الشعب العراقي لا ينبغي الاستهانة به”.واضافت ان “الوقت قد حان لإجراء حوار وطني لإنهاء الازمة الراهنة في العراق”.

والتقى وزير الخارجيّة محمد علي الحكيم، بدوره، بمُمثـِّلة الأمين العامِّ للأمم المُتحِدة في العراق جينين بلاسخارت.وقالت وزارة الخارجية في بيان تلقت "المستقبل العراقي" نسخة منه إن "اللقاء استعراض مُجمُل الأحداث الأمنيّة، والسياسيّة، والدعم الأمميّ المُقدَّم إلى العراق، وإجراءات الحكومة في تلبية مطالب المُتظاهِرين".

وأكَّد وزير الخارجية، وفق البيان، على "أهمّيّة أن تضطلع الأمم المُتحِدة بدور في دعم، ومُساعَدة العراق في الجوانب المُتعدِّدة: (الإنسانيّة، والأمنيّة، والسياسيّة، والخدميّة)"، مُثمِّناً "الجُهُود المُقدَّمة من قِبَل الأمم المُتحِدة في إطار دعم العراق، وتحقيق الاستقرار فيه".

وبعد أن عادت خدمة الانترنت إلى العاصمة ومحافظات جنوبية صباح الثلاثاء بعد قطعها منذ منتصف ليلة الاثنين عادت السلطات إلى قطعها مجددا من دون توضيحات عن اسباب ذلك.

وأوضح مصدر عراقي أن الحكومة قد عادت إلى قطع الانترنت بشكل يومي واعادته خلال اوقات الدوام الرسمي فقط كما فعلت ذلك سابقاً بعد اندلاع الموجة الاولى من الاحتجاجات الشعبية في الاول من الشهر تشرين الأول.

من جانبها، اعتذرت شركات الاتصال للهواتف النقالة لعملائها عن انقطاع خدمة الإنترنت في أغلب محافظات العراق.

ووردت رسالة من شركات الاتصال منها "زين العراق" للمشتركين تعتذر فيها عن "توقف أو عدم استقرار خدمة الانترنت في الوقت الراهن والذي جاء عن ظروف خارجة عن إرادتنا ومن مصدر الخدمة بناءً على تعليمات قد صدرت من قبل الجهات الرسمية".

ولفت البيان الى انه "تم تطبيق هذا القرار على جميع شركات الهاتف النقال".

وكانت وزارة الاتصالات حجبت أوائل تشرين الأول الماضي خدمة الإنترنت في عموم البلاد.

في الغضون، أعلنت مفوضية حقوق الانسان إحالة الكثير من الدعوى في انتهاكات حقوق الانسان فترة التظاهرات نتيجة الشكاوى التي استلمتها الى الادعاء العام.

وقال عضو المفوضية علي البياتي في بيان تلقت "المستقبل العراقي" نسخة منه ان الإحالة "لكي تقدم الى محاكم حقوق الانسان حسب قانون المفوضية رقم ٥٣ لسنة ٢٠٠٨ /المادة خامسا".

وفي وقت تحاول حكومة بغداد تأكيد حرصها على ثروات البلاد تشير مصادر عراقية شبه رسمية إلى أنّ حجم الخسائر التي تتكبّدها الشركات والبنوك وقطاع الأعمال عموماً في العراق بين 40 و50 مليون دولار يومياً جراء قطع السلطات خدمة الإنترنت في عموم البلاد منذ اندلاع التظاهرات في الأول من الشهرالماضي.

وتشهد بغداد ومحافظات جنوبية منذ الاول من الشهر الماضي تظاهرات شعبية زادت بشكل كبير في الأيام الأخيرة وجذبت حشودا من مختلف الأطياف.