المستقبل العراقي / عادل اللامي
يبدو أن الأغلبية السياسية في البرلمان توصلت إلى اتفاق بشأن مرشح لرئاسة الوزراء، فيما ما تزال كتلة سائرون رافضة، ووجهت رسالة إلى رئيس الجمهورية. وأكد النائب عن تحالف الفتح محمد كريم أن تحالف البناء حقق الأغلبية الكاملة لتسمية محمد شياع السوداني رئيسا للوزراء، فيما بين أن السوداني المرشح الأقرب لتولي منصب رئاسة الوزراء بين عدد من المرشحين المطروحة أسمائهم داخل أروقة مجلس النواب. وقال كريم في تصريح صحفي إن “تحالف البناء وتحالف القوى والكتل الكردية متفقين على تمرير السوداني لتولي منصب رئاسة الوزراء”، لافتا إلى إن “السوداني يعد المرشح الأبرز بين عدد من المرشحين لتولي منصب رئاسة الوزراء”. وأضاف أن “ترشيح السوداني لا يعد فرض إرادة أو كسر إرادة كتل سياسية أخرى إنما محاولة للخروج إلى بر الأمان وإنقاذ العملية السياسية كون تأخير حسم منصب رئيس الوزراء يدخل البلاد بمشاكل قانونية ودستورية”، مبينا أن “الكتل السياسية في طور إكمال جميع الاتفاقات لتسمية السوداني خلال الساعات المقبلة لرئاسة الوزراء”. بدوره، كشف النائب عن الجماعة الاسلامية الكردستانية احمد حمه رشيد عن اجتماع مرتقب لـ15 نائبا كرديا لبحث تكليف محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة، مبينا ان الاجتماع سيبحث الخيارات المطروحة. من جانبه، قال النائب عن البناء فاضل الفتلاوي ان “هناك أسماء عديدة طرحت داخل تحالف البناء وتمت المفاضلة بينهم لاختيار احدى الشخصيات لمنصب رئيس الوزراء للحكومة الانتقالية”. وأضاف ان “تحالف البناء اتفق بالأجماع على طرح محمد شياع السوداني مرشحا لرئاسة الحكومة الانتقالية تمهيدا لأجراء الانتخابات المبكرة”، لافتا الى ان التحالف مضطر لتقديم مرشح اخر خلال يومين فقط لعدم تمكنه من تمرير السوداني بحسب المعطيات”. وأوضح ان “هناك قناعة وتوافق على تقديم البديل عن السوداني لضمان تمريره بالبرلمان وعدم رفض الكتل السياسية لعدم وجود اغلبية على تمرير السواني”. إلا أن تحالف سائرون يرفض تمرير السوداني، وقد وجه النائب عن كتلة سائرون النيابية صباح الساعدي رسالة الى رئيس الجمهورية برهم صالح، فيما حمله مسؤولية قرار تكليف مرشح لمنصب رئيس مجلس الوزراء من اختيار الشعب وليس «تدويرا». وقال الساعدي في رسالة مفتوحة لرئيس الجمهورية برهم صالح وتلقت المستقبل العراقي نسخة منها ان «العراق يمر بمنعطف تاريخي من حياته السياسية والاجتماعية والأمنية والاقتصادية وبعد شهرين ونصف من التظاهرات والاعتصامات التي عمت احد عشر محافظة من محافظاته بحركة ثورية لم يسبق لها نظير قادها الشباب العراقي الغيور على وطنه والتحق بهم وطن بأكمله وشعب بمختلف مكوناته ونخبه وكفاءته واتحاداته ونقاباته وجمعياته في (كرنفال وطني) لم يشهده العراق سابقاً في تاريخه الحديث، لتكون الحركة الاحتجاجية الطلابية الواعية في الجامعات العراقية المختلفة اضافة نوعية للثورة الشعبية السلمية المطالبة بالتغيير والإصلاح وتزيد من اصرار وعزيمة المتظاهرين والمعتصمين ولتصبح الانتفاضة الشعبية اوسع واشمل بشكل لا نظير له». واضاف انه «خلال هذه الفترة قدمت الثورة الشعبية السلمية (الدماء الزاكية الطاهرة) على حد تعبير المرجعية العليا قرابين على مذبح التغيير والإصلاح في معركة تاريخية كان سلاح المنتفضين فيها هو صوتهم الهادر الذي يطالب باستعادة وطنهم المسلوب والذي حاول الاجندات الداخلية والخارجية تغييبه وطمس هوية شعبه عبر سنوات (محنة الفساد والفشل) التي قادتها طبقة سياسية على مدى ستة عشر عاما»، مشيرا الى ان «الدماء الطاهرة الزاكية استمرت تسيل انهارا من مئات الشهداء والآلاف من المعاقين وعشرات الآلاف من الجرحى لتكون شاهداً تاريخياً على انهاء حقبة الفساد والفشل وغياب الهوية الوطنية».
|