المستقبل العراقي / عادل اللامي
تنشغل الكواليس السياسية منذ أكثر من أسبوعين بفكرة بقاء رئيس الوزراء عادل عبد المهدي في منصبه، بعد أن قدم استقالته استجابة لطلب المرجعية الرشيدة. وتحاول الكتل والأحزاب السياسية إبقاء عبد المهدي في منصبه، بعد فشلها في التوصل إلى مرشح توافقي بديل يقود حكومة مصغرة تعد لعملية انتخابات مبكرة. وكشفت مصادر مطلعةعن مقترح تتبناه قوى سياسية لإعادة تكليف رئيس حكومة تصريف الاعمال عادل عبدالمهدي بتشكيل حكومة جديدة. وذكرت المصادر في حديث ان»النية الان هي تكليف عبدالمهدي برئاسة الحكومة المقبلة والتي ستكون مؤقتة لمدة لا تتخطى السنة وبوزراء تكنوقراط». واضافت، ان»زعيم تحالف الفتح هادي العامري من المفترض ان يسافر الى إيران لإقناع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بهذا المقترح»، لافتة إلى أن «هناك اتصالات بين الطرفين بهذا الشأن». بدوره، كشف الامين العام للاتحاد الاسلامي لتركمان العراق جاسم محمد جعفرعن وجود مباحثات سياسية لاقناع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لابقاء رئيس الوزراء عادل عبد المهدي في الحكومة، مبنيا ان رئيس حزب الديمقراطي مسعود البارزاني يقاتل من اجل ابقاء عبد المهدي. وقال جعفر ان “المباحثات السياسية بين الكتل تتلخص حاليا بشأن ابقاء رئيس حكومة تصريف الاعمال عادل عبد المهدي في السلطة لحين اجراء انتخابات مبكرة”. واضاف ان “بقية الكتل تحاول اقناع زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر حاليا لإبقاء عبد المهدي في السلطة على ان يجري استبدال 17 وزيرا من حكومته الحالية فضلا عن تعهده بإجراء الانتخابات في نيسان او تشرين الاول المقبلين”. واوضح جعفر، ان “رئيس حزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني غير مقتنع بالأصل في قضية استقالة عبد المهدي وهو يقاتل بكل قوته من اجل ابقاء عبد المهدي في السلطة حتى لساعة واحدة”. وأمس السبت، زار رئيس الوزراء المستقبل عادل عبد المهدي لعقد لقاءات مع القادة الأكراد في محافظتي أربيل والسليمانية، فيما أكدت مصادر أن عبد المهدي يحاول الحصول على دعم الأحزاب الكردية لبقائه في منصبه. وتعتبر الأطراف الكردية من الجهات السياسية الداعمة لبقاء حكومة عبد المهدي، وحاولت عدم تمرير استقالته، خاصة أنها كانت تطمح إلى حل أزماتها مع بغداد والحصول على مكاسب معينة، في ظل إدارته. وأكد مسؤول كردي أن «عبد المهدي يريد الحصول على دعم من الجانب الكردي، مقابل وعود يقدمها لهم بشأن بعض الملفات في حال ذلك»، مبيناً أنّ «الجانبين سيبحثان ملفات إخراج القوات الأجنبية من البلاد، والصراع الأميركي الإيراني في المنطقة وتأثيره في العراق». إلى ذلك، كشف النائب عن تحالف «الفتح» حنين قدو «وجود رغبة من قبل بعض الجهات السياسية والنواب في إعادة منح الثقة لحكومة عبد المهدي من جديد»، مؤكداً في تصريح صحافي أن «فشل القوى السياسية في اختيار رئيس للحكومة، فضلاً عن الصراحة التي تمتع بها عبد المهدي جعلت من هذا الطرح مقبولاً من بعض الجهات». |