المستقبل العراقي / عادل اللامي
التقى رئيس الجمهورية برهم صالح، أمس الأربعاء، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في منتدى «دافوس» الاقتصادي وناقشا خفض القوات الأجنبية في البلاد، وذلك بعدما رفضت واشنطن طلباً عراقياً في وقتٍ سابق من هذا الشهر بسحب قواتها. وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي، قال ترامب إن «حكومته ستواصل التعاون العسكري مع العراق، والعمل ضد تنظيم داعش»، مؤكداً أن علاقة البلدين في «أفضل حال». بدوره، قال صالح إن «العراق يمتلك شراكة مع الولايات المتحدة بشأن محاربة عناصر داعش»، مشدداً بالقول: «هذه المهمة يجب أن تكتمل». بدورها، قالت رئاسة الجمهورية انه ضمن جدول لقاءاته اليومية بعددٍ من الزعماء ورؤساء الدول، اجرى الرئيس برهم صالح محادثات معمقة مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب على هامش اعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس. وأكد الرئيس صالح ضرورة تكثيف الجهود الدولية من أجل إرساء الأمن والاستقرار على الصعيدين الدولي والإقليمي، مشيراً إلى أن ترسيخهما وتعزيزهما هو السبيل الوحيد لضمان تحقيق السلام الشامل في المنطقة. وأضاف صالح أن العراق يحرص على إقامة علاقات متوازنة مع جميع الأصدقاء والحلفاء وبما يعزز سيادته واحترام قراره المستقل ويحقق مصالح الشعب العراقي، ومواصلة التطور الاقتصادي وإعادة الإعمار وعدم السماح أن يتحول العراق إلى ساحة للصراع وتصفية الحسابات. وقال صالح «لدينا شراكة مع الولايات المتحدة في محاربة داعش والمهمة يجب أن تكتمل». بدوره، جدد الرئيس الأميركي دعم بلاده لاستقرار العراق وحرصها على توثيق العلاقات المشتركة وتوسيع حجم التعاون بين العراق والولايات المتحدة وبما يخدم مصلحة الشعبين، مثمناً الدور العراقي المحوري في المنطقة. وقال «سنواصل تعاوننا العسكري مع العراق كما عملنا وما زلنا نعمل». وأشارت الرئاسة العراقية إلى أنّه قد تم خلال الاجتماع تدارس وجود القوات الأجنبية وتخفيضها في البلاد وأهمية احترام مطالب الشعب العراقي في الحفاظ السيادة الوطنية وتأمين الأمن والاستقرار. وقدر وصف موقع البيت الابيض رئيس الجمهورية برهم صالح كرئيس لإيران، عند نشره خبر اجتماع صالح بالرئيس الامريكي دونالد ترامب على هامش منتدى دافوس الاقتصادي. وقام الموقع في وقت لاحق بتعديل الصفة وتسميته رئيساً للعراق بدلاً من إيران. واثار الخطأ تعليقات متباينة بين التشكيك بانها مقصودة واخرى ساخرة. وحظي اجتماع صالح بترامب بانتقادات وساعة داخل الأوساط السياسية العراقية، لاسيما وأن ترامب مسؤول بشكل مباشر عن اغتيال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، فضلاً عن أوامره بقصف كتائب حزب الله على الحدود الغربيّة للعراق الشهر الماضي. وانتقد نواب وكتل سياسية عدم طرق رئيس الجمهورية إلى الانحساب الكامل للقوات الأجنبية من العراق، على الرغم من القرار البرلمان الملزم بذلك. وأكدت حكومة رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي العمل على ترتيب الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية من العراق، إلا ان الإدارة الأميركية تبدو غير آبهة بالقرار العراقي. وأمس الأربعاء، أعلنت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) ان قوات من المظليين من الفرقة 82 المحمولة جوا (المجوقلة) سترسل لحماية السفارة الامريكية في بغداد بدلا عن قوات المارينز المتواجدة في الوقت الحالي. وذكر متحدث باسم القيادة المركزية الامريكية في بيان نقله موقع «البنتاغون»،، إن “جنود الفرقة 82 المحمولة جوا سيتولون الأمن في السفارة في بغداد من فرقة المهمات الخاصة بالمارينز سيتم تعيين عناصر من لواء قوة الرد السريع التابع للفرقة فى السفارة ايضا”. ورفض المتحدث الادلاء بأية تفاصيل بشأن عملية الانتشار الجديدة، مكتفيا بالقول: “نحن ولأسباب امنية لا نناقش بالتفصيل تنظيم القوات او عملياتهم المستقبلية او نشرهم”، مبينا أن “عملية النشر جاءت استجابة لارتفاع مستويات التهديد ضد افراد ومنشآت الولايات المتحدة ، بما في ذلك الدعم الدفاعي للسفارة في بغداد”. وبحسب التقرير فإن “المظليين هم من اللواء القتالي الاول غادر حوالي 650 منهم في الاول من كانون الثاني وهناك حوالي 2850 عنصرا على مدى الأيام القليلة المقبلة”. يشار إلى أنّ مجلس النواب العراقي قد صوت مؤخرا على اخراج القوات الاميركية من العراق، فيما دعا الحشد الشعبي إلى مليونية الجمعة المقبل للمطالبة بأنهاء الوجود الاميركي في البلاد. وانطلق المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس السويسرية الثلاثاء ويستمر حتى الجمعة المقبل حيث تحول المنتدى الذي يعود تاريخه إلى عام 1970 إلى حدث يجمع زعماء العالم ورؤساء الشركات الكبرى وخبراء الاقتصاد سنوياً.
|