المستقبل العراقي / عادل اللامي

توافد آلاف المتظاهرين إلى ساحة التحرير في بغداد، للانضمام إلى المحتجين هناك، وسط تواصل مساعي القوات الأمنية بفتح الطرق في محافظات بغداد والوسط والجنوب.

وصلت أفواج من المتظاهرين إلى ساحة التحرير وسط بغداد، مرددين شعارات غاضبة ورافضة لفض الاعتصامات، مؤكدين أنهم لن يغادروا مناطق التظاهر مهما كلف الثمن.

وانتقل متظاهرون من ساحة التحرير باتجاه ساحتي الخلاني والوثبة، لاستعادة السيطرة عليها من جديد، وسط إطلاق غاز مسيل للدموع من قبل قوات مكافحة الشغب على المتظاهرين، الذين انتشرت أعداد منهم في الأزقة الضيقة، واستخدموا أسلوب الكر والفر مع القوات الأمنية.

وقام ناشطون بنصب خيم جديدة للاعتصام في محيط ساحة التحرير، بينما واصلت مكبرات الصوت دعوة العراقيين للالتحاق بساحات الاحتجاج.

ووجه المتظاهرون مناشدات إلى المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني، ومنظمة الأمم المتحدة من أجل التدخل العاجل لإنقاذهم من قمع السلطات.

وتجددت الاحتجاجات في محافظة البصرة جنوبي العراق، إلا أن قوات «الصدمة» منعت المتظاهرين من الوصول إلى ساحة الاعتصام. 

وقال ناشطون باحتجاجات البصرة إنّ التظاهرات ستندلع مجدداً بشكل واسع.

وفي ذي قار، انضم الآلاف من أبناء العشائر للدفاع عن المعتصمين على جسر الفهد، بعد محاولة قوات أمنية كبيرة مهاجمتهم لفتح الجسر المغلق منذ عدة أيام. 

وقالت مصادر محلية، إنّ أربعة متظاهرين استشهدوا وأصيب ثلاثة وثلاثون آخرون.

كما انضمت أعداد كبيرة من المحتجين إلى ساحة الحبوبي بمدينة الناصرية.

وفي النجف، توافد آلاف المتظاهرين إلى ساحة اعتصام الصدرين. واكتظت ساحة اعتصام الديوانية بالمتظاهرين الذين أعلنوا عن تضامنهم في ساحات الاحتجاج التي تتعرض لمحاولات التفريق في بغداد وذي قار والبصرة.

وامتلأت شوارع مدينة العمارة بالمتظاهرين. 

بدورها، أعلنت ممثلة الامم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت ان الخطوات المتخذة بشأن التظاهرات ستبقى جوفاء في حال عدم اكتمالها. 

وقالت بلاسخارت في تغريدة على موقع تويتر إن «عدم المساءلة وعدم التساهل لا يستحقان آمال العراقيين، التي تم التعبير عنها بشجاعة لمدة أربعة أشهر حتى الآن». واضافت «في حين أن عدد القتلى والإصابات مستمر في الارتفاع، ستبقى الخطوات المتخذة حتى الآن جوفاء إذا لم تكتمل، يجب خدمة الناس وحمايتهم، وليس الاضطهاد بعنف».

إلى ذلك، نفت العتبتان الحسينية والعباسية الانباء المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن قيامها بنصب عدد من الخيام في ساحات التظاهر وسط العاصمة بغداد وبقية المحافظات.

وقال المتحدث باسم العتبة افضل الشامي في بيان إن «الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة نفت نصبها عدد من الخيام وسط ساحات التظاهرات في العاصمة بغداد والمحافظات الوسطى والجنوبية». 

واكد الشامي، أن «الانباء التي تداولتها بعض مواقع التواصل الاجتماعي عارية عن الصحة ولا اساس لها».

 من ناحيتها، نفت الأمانة العامة للعتبة العباسية «صحة للانباء المتداولة، حول نصب العتبة المقدسة عدد من الخيام في ساحات التظاهر في العاصمة بغداد وبقية المحافظات».

 وقالت إن «الأنباء المتداولة في وسائل الاعلام مواقع التواصل الاجتماعي لا اساس لها». وأضافت أنها «تدعم التظاهرات السلميّة التي كفلها الدستور العراقيّ وأيّدتها المرجعيّةُ الرشيدة، للمطالبة بالإصلاح والحياة الحرّة والعيش الكريم».

وتناقل ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خبرا مفاده بقيام العتبتين الحسينية والعباسية، نصب خيم في ساحة التحرير بعد انسحاب انصار التيار الصدري من الساحة، على خلفية البيان الذي اصدره زعيم التيار الصدري الذي عبر فيه عن اسفه وعتبه على المتظاهرين، مؤكدا عدم التدخل بشؤونهم. 

وقدمت العتبتان الحسينية والعباسية جملةً من الخدمات الداعمة للمتظاهرين، شملت إعداد آلاف الوجبات الغذائيّة التي تُعدّ في مضيف العتبة العبّاسية المقدّسة، وتُرسل إليهم بواسطة عجلاتٍ خاصّة وتوزّع عليهم في أماكن تواجدهم، وتوزيع الآلاف من كاسات الماء الصالح للشرب،  والعصائر والفواكه والشاي في أوقاتٍ مختلفة من النهار، وإرسال عجلاتٍ اختصاصيّة للتنظيف مع كادرٍ للمساهمة في تنظيف الساحة وما يحيط بها، وفتح عددٍ من محطّات السقاية ونشرها على محيط الساحة لتزويد المتظاهرين بالماء النقيّ، ومعالجة كافّة الحالات سواءً من المتظاهرين أو القوّات الأمنيّة في مستشفى الكفيل وبالمجّان، وفتح خيمةٍ للتدريب والإسعاف الطبّي، تأخذ على عاتقها تدريب المتظاهرين على كيفيّة إسعاف الحالات الحرجة، إضافةً الى المساهمة في إسعاف ومعالجة حالات المتظاهرين، وإرسال قوافل مساعداتٍ لوجستيّة لدعم المتظاهرين في ساحة التحرير في بغداد.