سيف اكثم المظفر قارب التسعين من العمر، في ذاك الزقاق العتيق، بين أجنحة الظلام، وتشابك الأسلاك، يرابط رجل عجوز، بيديه البيضاء، يرسم الحكمة، ويلون وطن يتصارع عليه الذئاب، في غابة سوداء من النفط والغاز، طريق طويل يخنق الصغار، بلون الحرير، صراع أكبر من العقول، صراع الكبار بأيدي صغيرة جداً. تسلسل الأحداث وتعاطي المرجعية معها بحنكة، ورسم استراتيجيات موازية، لمجابهة الخطر القادم، طائفية ممولة، وحرب إعلامية مغذية لها، ومتناغمة مع العاطفة العقائدية، من قبل قوى الشر، أعطى مفعوله بعض الشيء، إلا أن صاحب الفتوى، كان لهم بالمرصاد، كلما اشعلوا فتيل، ألقى بعصاه المعتدلة، تطفئ نارها المستعرة، تفجير العسكريين كانت آخر محاولة لحرب شاملة سنة 2007، ورجعوا خائبين. انتقلوا إلى الأكثر عنفا، وتفجيرا، وتصفية على الهوية، وسيطرات وهمية، كلها لم تنجح لكنها حصدت الكثير، وبغداد الحلبة، خابت المشاريع وأقر الدستور، وبدأت العجلة تدور، بعيدا عن مسارهم الشيطاني، واتفاقية الخروج لآخر جندي أمريكي، أتمت سنة 2011، وأصبح العراق خالي من التواجد العسكري، وهذا بفضل عمق ومعرفة وحكمة الرجل السبعيني، وما يدركه من خططهم وشيطانيتهم. سبقهم بخطوة، وأخذ المبادرة، وانتزع من أيديهم، أوراق اللعبة، فما كان منهم إلى بخطة داعش، والأرض الخصبة للانطلاق، سوء إدارة البلد على يد حديثي العهد بالسياسة، كانت السبب، الى تقدم الدواعش على العراق، والفساد كان الأثر الرئيسي، في سقوط ثلاث فرق عسكرية بيد العصابات الاجرامية، فعاد الرجل الكبير، بفتوى عظيمة، عكست وجه الكون، وقطعت صفحة مشرقة للعراقيين.. وعلقتها على مجرة درب التبانة، لتتعلم الكواكب وساكنوها، كيف ينتصر الشباب والشيبة والصغار والكبار، لوطن نادى ياحسين.. وللمرة الألف، يقف هذا الرجل متكأ على عصاه، ليزيل الخطر، ويقدم النصح ويرسم الطرق السليمة، فتأبى العقول الصغيرة والايادي الخبيثة ان تستمع لرشده، اخذتهم العزة بالاثم، فأصبحوا على فعلهم نادمين. عميق الرؤية.. والنظرة الثاقبة لمجريات الأمور، أعطى المرجعية قراءات واقعية عن خطط الأعداء وما يرسمون، وكيف يخططون، لكن هيهات، لا حياة لمن تنادي إلا القليل، عندما يأست المرجعية منهم، فاستشعرت الخطر، وتعنتهم يزداد الوضع سوءا، كل تلك الأعمال الانسانية المدعومة خارجيا، لم تكون بحسن نية، بل كانت بترسيخ في العقل اللاواعي، حتى تعلم إنك تعمل من ذاتك دون توجيه، رغم ان المسار لك مرسوم، فأخذت الشباب تندفع بكل قوة، نحو مخططهم الوردي ظاهرا، والأسود باطنا، وهنا كان الخطر الحقيقي، هو أن تعمل دون ان تعلم إنك ضمن المسار المرسوم. |