على الرغم من كونهم يدرون ونحن ندري كما يدري العالم كله إن النفط العراقي المصدر من الشمال عبر اقليم كردستان تجاوز 650 الف برميل يوميا وان كيان دولة اسرائيل لوحدها اعترفت عبر وزير المصانع والمنشآت انهم اكتفوا بنسبة 75% من النفط العراقي المصدر لهم بأسعار زهيدة من قبل حكومة أربيل، الا ان العراق حكومة ورئاسات وسياسيين رضوا وارتضوا ووقعوا ووافقوا على ان تعطي كردستان ما يعادل نسبة 250 الف برميل يوميا مقابل تسليمهم كل شيء موازنة ورواتب بيشمركة وتخصيصات زراعة وغيرها ولم تفعل اربيل ولن تفعل والمـــفاوضات هي المفاوضات والحوار هو الحوار بين الإقليم والمركز من نيسان 2003 حتى يومنا هذا.

بقصد او لا قصد وبزلة لسان واحدة او لدغة مبرمجة كشف وزير الطاقة الأميركي دان بروليت عن كميات النفط التي يصدرها الإقليم حين قال لمسرور بارزاني أمام الصحافيين في ميونخ (لقد حققتم معجزة بتصدير نفط أكثر من ليبيا مع أنكم بلا حدود بحرية) وهذا يعني أن اربيل تصدر أكثر من مليوني برميل يوميا ولكنه يماطل في تسليم ربع مليون برميل منها للعراق ويشترط لتسليمها دفع أكثر من 17% من الموازنة العراقية اضافة الى رواتب البيشمركة ومبالغ أخرى إضافية. من الطبيعي جدا بل من البديهي أن يكون الوزير الأميركي عارفا بما يدور في الإقليم أكثر من اي كاكا او جميع الكاكات. العجيب الغريب المضحك المبكي هو أن تسكت حكومة بغداد على هذه الفضيحة بل ان رئيس الوزراء ومسؤولين لا زالوا يؤكدون ويصرون ويتمسكون ان على اربيل ان تدفع ما قيمته 250 ألف برميل لبغداد مقابل استلامهم حصتهم كاملة مكملة في الموازنة! لا ندري ماذا ينتظر الرئيس المكلف محمد توفيق علاوي مع الأكراد لأن أي حكومة تحترم شعبها ونفي بعهودها تتغاضى وتتجاهل او تصمت ولا تتصرف عن سرقة اموال الشعب ولا تباشر بقطع حصة الإقليم مـــــن الموازنة المالية ما لم تسدد بالكامل كل ما بذمة مسعود البرزاني خصوصا وان الارقام تجاوزت ال٧٤ مليار دولار فأن ذلك لا يمــــكن اعتباره في جميع جوانبه وتفسيراته وتأويله الا جبن فاضح وخيانة ثابتة بالدليل ومساهمة في سرقة حقوق العراقيين في المحافظات الأخرى وخاصة المنتجة للنفط والغاز وستكون عربون الفشل المعلن للحكومة.