المستقبل العراقي / عادل اللامي

يقف رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي، اليوم الأحد، في مواجهة ثانية مع القوى السياسية في البرلمان في محاولة أخيرة لتمرير حكومته التي تحظى برفض كبير.

ويعلق تحالف سائرون الذي يتزعمه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، والذي يعد اكبر الداعمين لرئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي آماله على تمكن الاخير من اقناع الكتل الرافضة لكابينته الوزارية في الساعات الاخيرة قبيل انعقاد جلسة منح الثقة اليوم الاحد.

وانطلق علاوي، المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة، بجولة مباحثات مع كتل سياسية مختلفة اهمها التحالف الكردستاني، لإقناعهم بتمرير كابينته الحكومية، بعد الرفض الذي اعلنته اغلب الكتل السياسية لها.

وقال النائب عن تحالف سائرون رياض المسعودي، في تصريح صحفي، إن رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي شرع بسلسلة من المفاوضات السياسية بينه وبين القوى المعارضة له.

وتابع المسعودي ان «مباحثات الساعات الاخيرة هي من ستمرر حكومة علاوي».

واضاف ان «الحوار قد يصل الى اتفاق نهائي لتمرير حكومة محمد توفيق علاوي في الساعات الاخيرة من المدة الدستورية الممنوحة له».

وفي اكثر من مناسبة اكد تحالف سائرون اصراره على تمرير وزراء مستقلين ودعم علاوي في مجلس النواب رغم الاعتراض من قبل بعض الكتل السياسية، التي المح الى انها تعترض على الحكومة في محاولة منها لفرض مصالحها الحزبية على علاوي.

ورغم اتهام رئيس الوزراء المكلف من قبل القوى السياسية الكردستانية بمحاولة فرض ارادته عليهم من خلال بتسمية الحكومة الجديدة من دون مشاورتهم، الا انها اكدت أن المباحثات ما تزال مستمرة لغاية الان، وان اجتماعات اخرى سيعقدها علاوي مع ممثلي الكرد في مجلس النواب، ربما ستفضي الى حل من شأنه أن يسهم بتمرير الحكومة، بحسب ما اكده عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني إدريس شعبان.

وقال شعبان أيضا، في تصريحات صحفية، إن «الكرد ليسوا المكون الوحيد المعترض على سياسة علاوي بتشكيل الحكومة، وانما هنالك كتل سياسية اخرى ترفض آليات علاوي باختيار كابينته الوزارية، واقرب الادلة على ذلك الجلسة الاستثنائية الاخيرو التي لم يحضرها سوى 100 نائب».

واتسعت دائرة الرفض لرئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي، فبعد ان كانت مختصرة على القوى السياسية الكردستانية وبعض القوى السنية، بسبب تجاهل علاوي للاستحقاق الانتخابي لهذين المكونين، بحسب تصريحات سابقة لقيادات سنية وكردية على حد سواء، فقد ابلغ تحالف الفتح بزعامة هادي العامري علاوي برفض تمرير مرشحي الكابينة الوزارية الجديدة، خلال جلسة منح الثقة القادمة.

وقال النائب عن التحالف وليد السهلاني، في تصريح صحفي، إن «السير الذاتية لمرشحي الكابينة الوزارية للمكلف محمد علاوي، دخلـت في سجالات ومباحثات لم تفض الى بوادر ايجابية لتمريرها امام البرلمان»، مشيرا الى ان «الاعتراضات على اختيـار بعض المرشحين حالت دون عقد الجلسة».

واضاف السهلاني، وهو المتحدث الرسمي باسم كتلة بدر، أن «علاوي يميل الى تشكيل حكومة مستقلة عموما لادارة الازمة الحالية ، لكنه ليس مخولا بتمثيل استحقاقات المكونات ولا يستطيع ان يغادر ذلك المبدأ قطعا»، مبينا ان «بعض المكونات تطالب بحق التمثيل في القرارات الستراتيجية للحكومة، وهي وجهة نظر مقبولة، واشترطت دعمها لعلاوي مقابل ان يحافظ على التوازن وتمثيل المكونات».

واوضح « لقد ابلغنا علاوي: اذا وجدنا ايا من مرشحيك الجدد شخصيات غير مستقلة ومرتبطة حزبيا بأي جهـة سيكون موقفنا رافضا لتمرير هذه الحكومة قطعا»، مشيرا الى ان «الحكومة المقبلة يجب ان تعمل بنهج مختلف عن الحكومات المتعاقبة ، لكن ان تحافظ على طبيعة التوازن السياسي والمكوناتي للمجتمع العراقي»