عمار ياسر هل واجهت صعوبة في ان تفتح اي موضوع مع اي شخص وتخوض فيه وتتناقش بشكل حضاري وتتبادل الاراء حول قضية معينة؟ ايها القارئ لا ريب انك قد مررت بموقف جعلك تفضل الصمت دون ان تناقش احد، لكن لماذا؟ ببساطة لأن اي فرد قد تفتح معه موضوع تجده متمسك بفكر معين ومتعصب له ويظن نفسه انه الحق الذي لا يشوبه الباطل ولا يقبل ان تحاوره حتى بفكره الذي يدعيه لأنه مؤمن وبشدة ان الاخر باطل حتى انه قبل أن يحاورك بموضوع معين، ما ان يجد نفسه في حرج ومأزق في فكره وهو لا يمتلك أدنى فكره عنه ربما ولا يعرف منه سوى الاسم.. لن يبالي كثيرا فلديه رد سريع سيجعلك تندم لأنك تكلمت معه. اتعلمون ما هو هذا الرد؟ لن نجيب عن هذا السؤال حتى نعرف من اين نشأ هذا التعصب؟ بطبيعة الحال والتنشئة الاجتماعية للافراد ومنذ الصغر لم يتعلم الافراد احترام الرأي الاخر بل نجد اغلبهم يؤمنون بالفكر الواحد نتيجة الجهل المتفشي في المجتمع جراء ترك التعلم وهجرة الدراسة مما جعل الفرد بعيدا كل البعد عن هذا الامر حتى وجدت الكثير ممن فضلوا الصمت على الحديث مع هؤلاء المغلقة عقولهم. مجتمعنا يخلو من ثقافة تبادل الآراء وتقبل وجهات نظر فالاغلب منطوي على نفسه جامد بفكره لا يحب ان يقترب منه احد ليناقشه به «لنتذكر اننا لسنا معصومين من الخطأ». ربما يكون بطرحي امر خاطئ وربما يكون بفكرك امر خاطئ ونستطيع من خلال تبادلنا لوجهات النظر تقويم هذا الامر واصلاحه. ان التمسك بفكرة واحدة وجعلها مقدسة دون النظر اليها من عدة جوانب وغض النظر عنها وعن الافكار الاخرى يجعلك اعمى تماما. يجب ان تنظر الى كل امر او فكر من جميع وجهات النظر من كل زاوية لكي تكون ملما به تعرف جوانبه الايجابية والسلبية وكيف ينظر الافراد الى فكرك ممن لا يتبعونه وتتكون لديك رؤية واضحة. الاهم من هذا كله ان تجعل عقلك مرنا الى حدا يجعله يقبل النقاش ويقبل ان يطلع على افكار الاخرين مع التمسك بفكرتك وهذا من حق اي شخص ان يتمسك بفكره، الكثير يكتب وينشر في مواقع التواصل على اختلافها او القنوات التلفزيونية وغيرها من الوسائل عن تقبل الرأي الاخر والايمان بالاخر والدعوة لقبول الاخر لكن الواقع يقول شيئا آخر بالاغلب هم متعصبين لآرآئهم. ان أخطر شيئ يمكن ان يحول المجتمع الى مجتمع متهالك ومدمر داخليا وغير متماسك هو عدم قبول الرأي الاخر، ومجتمعنا بطبيعته وتنشأت لم يعمل على غرس هذه الصفة (أي قبول الرأي الاخر) بأجياله وهذا بدوره جعل الافراد متعصبين جداً ضد اي فكر اخر. ان سر نجاح المجتمعات المتقدمة هو قبولها للرأي الاخر دائما هناك حوار وتقديم ادلة وبراهين وغيرها وتقبل لوجهات النظر وتبادل للآراء والنظر للموضوعات من جميع الاتجاهات والجوانب لمعرفتها جيدا وبالتالي لكل فرد الحرية بقبول الفكرة او لا لكن للكل الحق في مشاركة افكارهم ومناقشتها مع الجميع، ولكي نقضي على امور كثيرة وهذا هو احدها علينا ان نولي الاهتمام الاول والاخير بالتعليم وغرس هذه الافكار وتربية جيل يؤمن بالاخر ولا يقصي وجهات النظر الاخرى. |