حـكـمـة الـجـوعـى ---------------------------------- هدى عمرانnbsp عندما يجوع الإنسان في هذه البلاد القذرة يتعلم كيف يصبح قاسيًا وعنيفًا أنا قاسية للأبد. الجوع طبق كبير يحوي الدموعnbsp ليل طويل وباردnbsp سِكين في عظام هشة،nbsp لو نفخت فيها تفرقت مع الرياحnbsp وَحش ينام في سريرك ومشي مضنِ في شوارع لن تعرفنا أبدا لن يذوقه هؤلاء من حولي تفاهتهم وليمتهمnbsp شوارعهم بيضاء وفاضحة ودماؤهم تسعى وراء الطهارة والشرفnbsp أنت فقط يا أبي صديق جوعي الوحيد صديق نهمي وهوسي وغناؤك الحزين وأنت تهدهدنيnbsp عن أبطال منكسرينnbsp ستجلب لهم النهاية المجدnbsp جعلتني أحب موتيnbsp وهذا هو القدر،nbsp لو استطعتُ إعادة الزمن لسنينnbsp كنتُ ذهبت معك في الحقول مع الفجرnbsp طبطبت على الطفل الخائف وهو يرعى عنزته ووهبت له الأمان المسروق. لكن الزمن لا يُعاد والجوع باب حياتي لملمني يا أبي من هذه البلاد أنا جائعة وحزنك وبهجتك هما طعاميnbsp nbspأنا جائعة ويدك هي طعاميnbsp أنا جائعة وقلبك هو طعامي.nbsp ولا شفاء من ذلك. رجل المقهى يحدثني عن أنواع الجُبن التي اختفت نتشارك الغناء والغرابة ثم ندخن ونبكي أنا أبكي في بلد العميان. الكل يحدق في مكان آخر وضباب الصبح الكثيف تخرج منه كائنات الليل تذهب لجحورها بعدما قايضت دماءها بالمتعة ليتنا نتبادل الأجساد والأرواح لكننا محبوسون حتى الموت. في الليل تتجسد الوحدة رداءً ليست صماء لكنها قماش شفاف يلف القلوب إلى الأبد هذه القلوب لن يمنعها شيء عن الحزن. والحزن شيئي النبيل الذي أعيش فيه حجرتي الآمنة الدافئة. لكننا في هذا الصباح الثقيل الذي يتحول لفمٍ جائع نحاول إنكاره بالضجيج لنصم أذننا عن السكون الذي يسبق شيئًا جليلًا لنقتلع كل شيء في هذه المدينة يقول صاحبي: الليل طويل وذكرياتي أكبر من حياتي. أتذكر أن بطلي المفضل سائق تاكسي مهووس يجوب الشوارع باحثًا عن المجد يقول: «كل الحيوانات تخرج ليلًا»، وإيمانه بالعنف يصنع حياته من جديد أحاول شرح فكرتي، لكن الدخان الذي يخرج من أفواهنا لفم النهار يغطي القاهرة في لمحةٍ، ينتشر البوليس في كل مكان الخوف يتحول إلى مدينة وكلاب الدولة النائمة تحت الكباري وبين الشقوق. ---------------------------------- ثقافي أضيف بواسـطة : admin التقييـم : 0 عدد المشـاهدات : 1430 مرات التحميـل : 0 تحميـل هذا اليوم : 0 تاريخ الإضافـة : 28/06/2020 - 10:47 آخـر تحديـث : 28/03/2024 - 04:39 التعليقـات : 0 رابط المحتـوى : http://almustakbalpaper.net/content.php?id=61301 رقم المحتـوى : 61301 ---------------------------------- صحيفة المســتقبل العـراقي AlmustakbalPaper.net