ماجد عبد الغفار الحسناوي لا يمكن انكار الدور الإيجابي لتعبئة الجماهير وراء اهداف معينة فهذا اساس لحماية الاستقلال ومقاومة عدوان خارجي وتحويل المسار الاقتصادي نحو تخطيط علمي مدروس، ولكن التعبئة حين تطول وتتشعب اهدافها تفقــــد الحماس لان الشعوب لا تستطيع ان تبقى مشدودة طول الوقت فالدولة الديكتاتورية يكون الرئيس هو الزعيم والقائد والمعلم وتخضع له الناس ومقدراتهم وارزاقهم وارواحهم رهن مشيئته فالكل يندرج في شخصه وهو يقرر الحرب ويرسم خططها وهو الذي يصوغ فكراً انسانياً ويشرع القوانين ويزهق الارواح ويوزع الارزاق، كـــــذلك ساهم الانفجار الإعلامي مساهمة كبيرة في انهيار السياسة في العالم الثالث في نواحي متعددة منها جعل كثيراً من الزعماء يصدقون أنهم اذكياء وعباقرة مما يلمع لهم الإعلام واصبح الزعماء يتحدثون ويتصلون بالجماهير عبر كاميـــرات لفرض سياسة وتخططها، والإعلام كطاقة لصناعة الاعاجيب والاعمال الملفتة للنظر، وحتى الدول التي استطــــــاعت ان تضع ملامح لنظرية شبه متكاملة تخلت عنها عندما تغيرت قيادات الحكم او تحت ضغوط القوى الكبرى، وان كثير من الحكام كسبوا رشوة لحماية المستعمر والتغطية على جرائمـــــه ومذابحه والتلويح بالخطر ياتي من جانب الدول الاستعمارية لتحافظ على نفوذها في الدول الحديثة وصار التلويح يصدر من زعماء العالم الثــــالث لتشجيع الدول الاستعمارية على العودة وإقامة قواعد عسكرية لحماية هذه الدول من عدو وهمي وردع المعارضة الداخلية واصبحت التهديدات الامريكية اكثر عدد من اي وقت وتفرض هيمنتها بمبررات واهية ومن هنا فالتعبئة الشعبية ضرورة ومن الاهميات والوسائل الدفاعية لحماية الاستقلالية والتعبير الوطني الحق. |