أبو تراب كرار العاملي
أوضاعٌ اقتصاديّة صعبة وأحوالٌ معيشيّة إلى مزيدٍ من الضّيق تشقّ طريقها. لقمة المُواطِن في خطر وعيشه الكريم تحت وطأة ارتجاج متصاعد. الأسعار إلى ارتفاع، قيمة المواد الاستهلاكيّة الأساسيّة حلّقت مبتعدةً عن وضعها المعتاد ومحيطها المألوف، صرخاتٌ تعلو، استغاثات تُناشِد، مُحَلِّلون يطرحون، مراقِبون يُظْهِرون مكامن الخلل مُرْفَقةً بحلول مُساعِدة ومخارج كذائيّة. جَوٌّ عام لا يُنْبِئ بأريحيّة، أريحيّة منشودة ومفقودة في آن. فقيمة العملة الوطنيّة تمتطي مركب الانهيار، وسهم سرعة هذا الأخير لا يأخذ استراحة، بل يمضي وَيْكَأنَّه أحد المتسابقين والمنافِسين الأساسيِّين للظّفر بأوّل المراكز ضمن مسابقة «مَن الأَسْرَع؟». السّؤال الأوسع انتشاراً، الشّغل الشّاغِل، مفصلٌ جوهري في هذه المعمعة الاقتصاديّة: كم بلغ سعر الدّولار الأمريكي؟ من الواضح أنّ المطلوب إيجاد حَلّ، حَلٌّ يتمحور حول وضع العملة الوطنيّة، من خلال منع تدهورها، تالياً إيقاف معاناة النّاس، وإن أمكن رفع مستواها القِيمي ما يُؤدّي إلى تحسّن أوضاع المواطنين. في السّياق عينه، فكرةٌ مُهِمَّةٌ تُطْرَح في إطار التّنفيس عن الشّعب ورفع الضّائقة المحيطة به، ومفادها «فَكّ الارتباط بالدّولار الأمريكي»، وحينها تُزال أداةُ ضغطٍ بغيضة قد تُسْتَخدَم من قِبَل أطراف ذوي نوايا مشبوهة ومسلكيّات تضمر أهدافاً لا تهمّها سوى مطامع أصحابها المشؤومة والبعيدة عن المصالح الوطنيّة للوطن المُسْتَهْدَف. وعليه، إذا تكلّل فكّ الارتباط بالنّجاح، يُصبِح «لسان الحال»: «هل هبط الدّولار؟... وعلى مهلو إذا بيهبط»... لا فرق بين الحالَيْن لعدم وجود صلة تُعَرْقِل المسار وتُشَوّش المشهد. ولفكّ الارتباط... لا بأس بطرح مسارَيْن: واقعي وخيالي. أمّا الواقعي، نترك تفاصيله لأهل الاختصاص المُلِمّين بالوضع الاقتصادي والمُراقبين للسّياسة النّقديّة، فَلْيُدلوا بِدَلْوِهم... ولْيَتلقّف أصحاب القرار ومُتولّو الشّأن العام والمُتمركزون في مواقع السّلطة بغض النّظر إن كانوا أهلاً لاستلام هكذا مناصب من عدمه. أمّا الخيالي، فلا بأس بالمرور عليه من باب الطّرفة والابتعاد ـ ولو يسيراً ـ عن الجوّ الواقعي المشحون والوضعيّة الضّاغطة على كواهل العباد والتي تنقلب هموماً عسيرةً من الصّعب أن يوجَد لها حدٌّ يوقِفها ويُنهي مسيرَها ويدفعها إلى التّقاعد أو يحبسها في أماكن يَصْعُب عليها الخروج فيما بعد وعَوْكَرَة ـ ما حال السّفارة في «عَوْكَرْ»؟! ـ مزاج المواطنين وعرقلة مجرياتهم الحياتيّة. بعيداً عن العملة الورقيّة والأحجار النّقديّة والأوطان وأراضيها الواقعيّة، ما رأيكم بعملة جديدة؟ ما تعليقكم إن عُرِض عليكم تبادل «وحدات الذّكاء»؟ كيف السّبيل إلى ذلك؟ وكيف يتمّ الوصول إلى تلك الأرض المعنيّة؟ وما هي ماهيّة هذه العملة الفريدة والغير مألوفة؟ وما هي العناصر الأخرى المُشَوِّقة؟ أهلاً بكم في رواية الكاتب المصري «عمرو عبد الحميد». رواية لطيفة من جزأَيْن (الجزء الثّاني بعنوان «أماريتا»)، أهلاً بكم في «أرض زيكولا»!! وللحكاية تَتِمَّة [وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ] |