السوداني: حزمة مشاريع فك الاختناقات المرورية ستسهم في التقليل من هدر وقت المواطنين AlmustakbalPaper.net وزير الداخلية يناقش تطوير العمل في مواقع تسجيل المركبات AlmustakbalPaper.net مجلس النواب يصوت على توصيات لجنته بشأن فيضانات دهوك وتعديل قانون العقوبات AlmustakbalPaper.net طلب برلماني الى السوداني بمنح عيدية 100 ألف دينار للمتقاعدين AlmustakbalPaper.net صندوق استرداد أموال العراق يعيد قرابة (7) مليارات دينار لوزارة المالية AlmustakbalPaper.net
فيلم «على قيد الحياة».. الأمل في مواجهة الفوضى
فيلم «على قيد الحياة».. الأمل في مواجهة الفوضى
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم
عبد السلام دخان

لا أحد كان يتوقع أن يحدث هذا الأمر، الفيروس الفتاك الجديد يجتاح المدينة، ولا أثر للحياة أو الناجين، وكل من أصيب بهذا الفيروس الغامض يفقد الحياة الطبيعية ليتحول إلى وحش مشوه بطيء الحركة، لكنه يتمتع بقوة الحواس. ولم يكن الشاب المولع بالألعاب الإلكترونية ذات النظام التفاعلي يدرك ما يحدث خارج عالمه الافتراضي، وخارج المجمع السكني. ولم يستوعب الفوضى الكبيرة إلا بعد انقطاع الإنترنت والخدمات الأساسية الأخرى.
في شقته في الطابق الثامن، ينظر «جون- وو» إلى الأسفل ويرى حشدا كبيرا من الزومبي، يستديرون بدون سبب، ويبدأون في عض بعضهم بعضا. تتملكه حالة من الذعر والخوف، ويدخل شقته صدفة جاره في المسكن المصاب، وسرعان ما يجد نفسه في مواجهته، لينتهي القتال بطرد المصاب باللعنة. يضطر «جون وو» إلى مقاومة جيوش الزومبي في مجمعه السكني في مدينة «سيئول» حفاظا على حياته.
تمرّ ساعات من الزمن النفسي، ولا تفاصيل عن المرض الفتاك باستثناء ما تقدمه نشرات الأخبار، حول تزايد جحافل آكلي لحوم البشر. ويدرك «جون وو» بالصدفة وجود جارة في شقة مقابلة لسكنه. الفتاة المنعزلة في غرفتها تهبّ لنجدته، وتمده بالماء والأكل، ويتم العثور على جهازي اتصال لاسلكي، وينخرطان معا في سردية طافحة بالجماليات والتفاصيل النفسية والروح الإنسانية، في مقاومة المتحولين بالفيروس الغامض. العزلة لم تكن كافية لضمان سلامتهم البدنية، بل كان التفكير والصراع من أجل النجاة من الكارثة، سبيلا إلى تحقيق النجاة، أو الموت كانتصار للإنسانية. هذه الوثيقة البصرية تحمل عنوان Alive، وهو فيلم كوري جنوبي من توقيع المخرج جو هيونغ، وبطولة بارك شين هاي، وويوه آه إن.
حظي الفيلم على القنوات الرقمية بنسبة مشاهدة كبيرة كباقي الأفلام الكورية الجنوبية. بيد أن فيلم Alive- في تقديري- شبيه بالفيلم الكوري الجنوبي فيلم « Train to Busan « للمخرج سانغ هو يون، الذي رشح لمهرجان كان بعد تحقيقه أرقاما قياسية في المشاهدة قاربت عشرة ملايين في الأسبوع الأول لعرضه في كوريا الجنوبية ودول آسيا. ليجد مكانا مشرفا في مهرجان كان السينمائي، كبداية مهدت لتصل السينما الكورية الجنوبية عبر فيلم «طفيل» (باراسايت) للمخرج بونغ جون- هون للتتويج بجائزة «السعفة الذهبية» وأربع جوائز في حفل الأوسكار 2020، ليستمر هذا التميز مع فيلم «تشونهيانغ» للمخرج ليم كون- تيك، وأفلام مدهشة أخرى.
وأجد تفسيرا لهذا التوهج السينمائي الكوري الجنوبي في ما ورد في مجلة «الثقافة والفنون» الكورية التي تكشف أن كل كوري جنوبي شاهد ما معدله 1.3 فيلم. عام 2000، ليصل الرقم إلى و4.22 عام 2015. في حين أن نسبة المشاهدة في الولايات المتحدة في العام نفسه هي 4.0. بيد أن فيلم «على قيد الحياة» لا يكتفي بتكرار قصص الزومبي المألوفة منذ فيلم الزومبي الأبيض White Zombie للمخرج فيكتور هالبيرين عام 1932، مرورا بالعديد من الأفلام التي تتخذ من الجثث البشرية المتحركة موضوعا لها وتعمل على تتبع حركاتها، بعد إصابتها بالفيروس القاتل وسعيها إلى أكل لحوم البشر، خاصة فيلم «الموتى لا يموتون» (THE DEAD DON’T DIE) للمخرج جيم جارموش. الفيلم المتسم بقوته التقنية، والماكياج المذهل يناقش مسألة التقنية ودورها في فك العزلة، ومساعدة الإنسان وهو يواجه الحشد الكبير من الزومبي. مشاهد الفيلم مفعمة بالمزاوجة بين المشاعر القوية (الخوف، الترقب، إنقاد الآخر) والمشاهد المذهلة والمثيرة. ومنذ اللقطة الأولى يتضح أن جون وو لا يمتلك خطة لمواجهة ما يهدد حياته، لكنه في المقابل لم ينهر، أو يفقد الأمل، ولكنه اعتمد على ذكائه في البقاء في شقته، وإرادته في مواجهة غير المتوقع.
واللافت في هذا الفيلم أن الحجر الصحي الذي جعل المدينة مغلقة ومنقطعة عن العالم لم يكن عائقا في تكثيف التواصل والسعي إلى الخلاص، فقد كان الاستخدام الذكي للتكنولوجيا، من خلال هاتف ذكي وطائرة بدون طيار وجهاز كمبيوتر وجهاز تلفزيون، كفيلا بالسعي إلى تحقيق الفوز في معركة شرسة من أجل الحياة. ورغم أن المخرج اختار شققا كبيرة ربما لجعل التصوير السينمائي مثيرا وجذابا في مشهديته البصرية، فإن هذه المساحة كانت تحد من شعور «جون وو» بعزلته، أو اتجاهه نحو الجنون، وتعمل في الآن نفسه على تطور الحبكة الدرامية.
فيلم» على قيد الحياة» ينتصر للقيم الإنسانية وهي تواجه ما يهددها، هذه القصدية لا تقدم بشكل مباشر، بل تجعل المشاهد يصل إليها عبر إشراكه في اتخاد القرار انطلاقا من جعل المشاهد مشاركا في زمن الفيلم، عبر تقليص المؤثرات البصرية، والاعتماد على اللقطة الطويلة، والأداء الباهر لبارك شين هاي ويوه آه إن، من خلال التركيز على الملامح في المساحة المكانية نفسها، وأقصد بذلك الغرفة مكان العزلة، فضلا عن الإضاءة القوية من خلال شرفة الغرفة» (مبرر موضوعي) ليمنح للتصوير جماليات ممزوجة بالخوف الإنساني والترقب.
يركز الفيلم على الصورة النواة التي كانت الأداة لترتيب اللقطات بشكل مذهل، فضلا عن الاتزان البصري، الذي يجعل المشاهد لا يمل من تكرار الصور السينمائية البسيطة المتسمة بالتماسك. أما شكلها فقد كان استثنائيا، لأن المخرج راهن على شكل المستطيل للغرفة والممر وفضاء الساحة. ولعل الحبكة السينمائية المرتبطة بالفعل الإنساني هي ما جعلت إيقاع الفيلم لا يرتبط بالحركة، كما يذهب إلى ذلك المخرج الفرنسي رينيه كلير، بل كان إيقاعا نفسيا في جوهره، وكأنه كان ينحت زمن الصورة على نحو ما حدده الرائع تاركوفسكي. وهذا الملمح الجمالي هو ما جعل فيلم Alive يتسم بالمزاوجة بين التراكم الدرامي للأحداث البسيطة والتشويق المؤثر، واستثمار الطاقة الجمالية للصورة وأثرها الدرامي، وبعدها المرجعي الدال على أن الأمل هو السلاح الأقوى في الحياة، وأن كل شيء ممكن في عالم يهيمن عليه الرأسمال والجشع، وغياب النزعة الإنسانية، والانبهار العلمي. الفيروس ليس مجرد خطأ طبي تبعا لرؤية الفيلم، بل هو رغبة في التحكم في الحياة عبر تدميرها وإعادة ترتيبها. وسواء تعلق الأمر بالوقائع التخييلية السينمائية، أو الوقائع الحية فإن كل شيء ممكن والأهم هو البقاء على قيد الحياة.
رابط المحتـوى
http://almustakbalpaper.net/content.php?id=62335
عدد المشـاهدات 1274   تاريخ الإضافـة 03/09/2020 - 10:05   آخـر تحديـث 28/03/2024 - 22:51   رقم المحتـوى 62335
محتـويات مشـابهة
كاساس: ما يُقلقنا هو أرضية الملعب قبل مواجهة الفلبين.. واقبال: عازمون على الفوز
لاعبو المنتخب الوطني يشكون العشب الصناعي قبل مواجهة الفلبين
وزير الكهرباء يوجه جميع الملاكات بالأستنفار التام لمواجهة سوء الاحوال الجوية وهطول الامطار
المنتخب الوطني يباشر تدريباته في البصرة تحضيراً لمواجهة الفلبين
الجنوب الساخن في مواجهة الكيان الواهن

العراق - بغداد - عنوان المستقبل

almustakball@yahoo.com

الإدارة ‎07709670606
الإعلانات 07706942363

جميـع الحقوق محفوظـة © www.AlmustakbalPaper.net 2014 الرئيسية | من نحن | إرسال طلب | خريطة الموقع | إتصل بنا