ليندا نصار
بيروت، هل سمعت آخر الأخبار؟ أوّلها الذي لا أوّل له أنّك كنت في المكان الخطأ والزمان الخطأ... مَن صاغ بيان الموت قبل أن يقفل جرد أصابع من عزفت ظهورهم ثقل الحمولات؟ لم يكن المرفأ آخر محج لقرصان سيّء النيّة بل كان مكان موعدٍ لملاك وشيطان يعدّان حصيلة يوم من التفاوض على من يوسوس للرقم 12 بإنجاز تجربة مصغّرة للقيامة على الأرض... لا تسألي عن دور الإسخريوطي في معادلة القبلة القاتلة، ولا عمّن شهد يد الساحر وهي تخرج النار من قلب وردة ربّما تذكرين بيروت اسمك، لكن هل تذكرين حكايته؟ من دوّنها لآخر مرة؟ هناك بين الشبهة والتبين مقدار دمعتك وما تبقّى من نوم في العيون ألم تسأمي من أن تكوني قطع دومينو فوق طاولة سماسرة الرموز؟ أيّة استعارة لاقت بك لم تحرقك؟ ما رأيت فيك سوى جريح يحمل جرح غيره سوى قتيل ينعي حيًّا شردته الحياة وبات يلوذ ببقاياك لعله يتذكر من يكون... بيروت يا موعدًا مؤجّلًا يا قدّاس البحر من أين لك كلّ هذا الصبر على الصبر؟ كل المدن ترقص على قدمين إلا أنت فعلى واحدة! كل المدن تخشى الغزاة إلا أنت فتخشين حرّاسك!
يا.... ما اسمك؟ أنسيته؟ سأبحث عنه في سجلات العابرين الذين يعرفون أنّك قد منحتهم اسمك ذات ليل أضاعوا فيه أسماءهم. |