بغداد / المستقبل العراقي
تم مؤخرًا إعادة «تمثال كيبل» للإلهة الأناضولية والذي يعود تاريخه إلى 1700 عام، إلى تركيا بعد نحو 60 عامًا من سرقته ونقله إلى إسرائيل ليتم بيعه في مزاد في الولايات المتحدة. منذ عصور ما قبل التاريخ، كانت «كيبل» تُعبد باعتبارها الإلهة الأم، ورمزًا وحاميًا للخصوبة، والوفرة في حوض البحر الأبيض المتوسط، وخاصة في الأناضول. وتظهر الأسود على جانبي Kybele هيمنة الإلهة الأم على الطبيعة والحيوانات. في الحياة الاجتماعية والدينية في العصور القديمة، كان من التقاليد الشائعة أن يقدم الناس القرابين للآلهة من أجل تكريم الحضور الإلهي الذي يؤمنون به، أو ما يرغبون في الحصول عليه. وتعتبر المواد المقدمة للمعابد أو المقدسات لتكريم الله «أشياء نذرية». واعتمادًا على الوضع الاجتماعي والاقتصادي للشخص، تتراوح الأشياء النذرية ما بين قطعة بسيطة من الحجر إلى منحوتة رائعة. وكما هو مدرج في النقش، فإن تمثال «كيبل» الذي قدمه أسكليبيادس للآلهة الاثني عشر الأم هو تمثال نذري. وجرى تسليم التمثال التاريخي بعد عودته من الولايات المتحدة للمديرية الإقليمية للثقافة والسياحة ومديرية متاحف إسطنبول للآثار بعد القيام بالإجراءات الجمركية المتبعة بعملية التسليم. وقال وزير الثقافة والسياحة، محمد نوري إرسوي، في حسابه على موقع تويتر: «نواصل جلب كل جزء من ثروتنا الثقافية والحضارية إلى بلدنا وإلى البشرية جمعاء. مع هذا الفهم، سنواصل نضالنا ضد تهريب التحف الأثرية والأصول الثقافية بقوة وعزم. أشكر كل من ساهم في عملية عودة تمثال كيبل. حظا سعيدا لبلدنا». وبذلت تركيا جهودا لإثبات ملكية التمثال، إذ تم تحديد التشابه النمطي للتمثال مع «أعمال كوفاليك» التي تم العثور عليها في طريق بمنطقة «أفيون قره حصار» عام 1964 وعرضت آنذاك في متحف المدينة. واستعانت مديرية متحف «أفيون قره حصار» بمعلومات من الأشخاص الذين عاشوا في المنطقة بالستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وذكر هؤلاء الأشخاص أن رجلا تم تحديده كمهرب للممتلكات الثقافية كان يعيش في المنطقة في الستينيات واشترى ممتلكات ثقافية من شخص كان يحفر بشكل غير قانوني في قريتهم. بالإضافة إلى ذلك، وصف أحد القرويين التمثال دون رؤية صورته وحدد «كيبل» الذي كان مسروقا من بين صور تماثيل أخرى مماثلة. كما تم فحص أرشيف المرحوم حسن تحسين أوشنكوش، الذي شغل منصب مدير متحف «أفيون قره حصار» في السنوات التي تم فيها اكتشاف التمثال، من قبل خبراء. وأثناء الفحص، تم التحديد بأن تهريب القطع الأثرية التاريخية في «أفيون قره حصار» يمكن أن يكون مرتبطًا بشخص كان يعيش في قونية في ذلك الوقت. وتقرر أن هذا الشخص هو نفس الشخص المذكور في شهادة الشاهد في «أفيون قره حصار». وكشفت وثائق الادعاء بمديرية متحف قونية عن وجود عمليات تهريب في «أفيون قره حصار» وأظهرت الأدلة العلمية وروايات الشهود المتعلقة بتهريب التمثال أن جميعها تثبت أنه ينتمي إلى تركيا وحدها. وبدأت متابعة تركيا السريعة والدقيقة، وأظهرت أميركا موقف تصالحيًا حيال عودة التمثال إلى تركيا.
|