3065 AlmustakbalPaper.net رد ايران على الكيان الصهيوني حق طبيعي ومشروع كفلته القوانين والشرائع الدولية AlmustakbalPaper.net قـائـد الحـرس الثـوري يحذر تل أبيـب مـن الرد ويوضـح تفاصيــل الهجوم الإيراني على إسرائيل AlmustakbalPaper.net وزارة النقل: مشروع التكسي الوطني قيد التنفيذ AlmustakbalPaper.net الداخلية تفصح عن خطة لتسلم الوزارة الملف الأمني في 3 محافظات قريباً AlmustakbalPaper.net
الحلم العراقي المستعصي
الحلم العراقي المستعصي
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم
ثامر الحجامي
عاش العراقيون منذ الأزل هاجس الخوف، بسبب التركيبة الاجتماعية المتداخلة والتعدد الطائفي والعرقي، واستغلال هذا التنوع لإيجاد صراع داخلي وتدافع مجتمعي اتخذ أشكالا سياسية تتحكم في مصير البلاد، وصراعات طائفية كادت تحرق الجميع، وتسبب انهيار أعمدة بنيان الأمة العراقية.
هذا الخوف تبلور على الواقع العراقي، فأوجد شرخا بين معظم المكونات، جعل جميع الطوائف العراقية، شيعة وسنة وأكراد، ومسيحيين وتركمان وصابئة، تمر بمحطات عصيبة في تاريخ العراق، جعلت الجميع يعيش حالة القلق وعدم الاستقرار والخوف من المستقبل، وتولد عدم الثقة في الآخرين، الى الحد الذي جعل كل مكون يبحث عن إقصاء الآخر من أجل ضمان وجوده.
فبعد سنوات الحكم القاسية التي امتدت الى نصف قرن، استخدم فيها نظام البعث الفاشي مختلف أساليب القمع والاضطهاد ضد أغلب مكونات المجتمع العراقي، تحت عناوين طائفية وذرائع قومية، كان نتيجتها ملايين الضحايا من الشيعة والأكراد، فشل ذلك النظام في إيجاد دولة تحترم مواطنيها وتحرص على سلامتهم وتوفر أبسط حقوقهم، جاعلا من البلاد مقاطعة خاصة بفئة معينة، وحكاما يضربون بسياطهم كل مخالف.
تداعيات هذه الأوضاع انعكست بعد التغيير السياسي في العراق عام 2003، فكان كل مكون يفكر في مصالحه الخاصة بعيدا عن مصالح المكونات الأخرى، بسبب الصراع على الاستئثار بمقاليد الحكم والسيطرة على الثروات، مع تواجد التأثيرات الخارجية في توسيع الشرخ المجتمعي والطائفي بين المكونات العراقية، ومنع وصول العراق الى مصاف الدولة الكبرى المستقرة سياسيا واجتماعياً، فغلب الخطاب الطائفي والصراع المناطقي على أصوات الخطاب الوطني.
رغم حرارة النيران التي اندعلت في البلاد، ومازال بعض لهيبها مشتعل، وحجم الألم الذي دخل بيوت العراقيين، وضياع كثير من الطاقات البشرية، وهدر وفساد في ثروات العراق المالية، وفشل سياسي واقتصادي كبير جعل صرخات العراقيين تتعالى في مظاهرات عارمة، وشباب خرجوا الى الشوارع مطالبين بفرص عمل، وحياة تتوفر فيها الاحتياجات البسيطة، إلا اننا نلاحظ أن الخطاب السياسي لم يتغير وما زال نفسه منذ سبعة عشر عاما، رغم تغير المطالبات المجتمعية وتغير الاجيال التي ما عادت تعنيها الخطابات السابقة.
ما يحتاجه العراق في المرحلة القادمة، هو كسر القواعد السابقة وإيجاد عقد سياسي جديد، وخلق حلم عراقي عنيد يضم أحلام جميع المكونات، وذلك لن يتحقق إلا بتحالفات جديدة عابرة للطائفية والمكوناتية، تكسر هواجس الحاضر وتزيل مخاوف الماضي، تطرح مشروعا وطنيا واقعيا يعيد الثقة بين مكونات المجتمعية، ويجعل الخيمة الوطنية هي السقف الذي يشعر الجميع تحته بالاطمئنان، وذلك يتطلب إرادة جادة وحقيقية بعيدا عن المصالح الحزبية الضيقة.
إن تحقيق الحلم العراقي «المستعصي» ليس مستحيلا، لكنه يتطلب وعيا سياسيا كبيرا، وإدراكا عميقا لحاجة العراق وطوائفه الإجتماعية بمختلف تركيباتها العرقية والطائفية، الى إزالة جميع الفجوات والعراقيل والضغوطات التي تمنع ذلك الحلم، بإقامة دولة عصرية عادلة.
رابط المحتـوى
http://almustakbalpaper.net/content.php?id=65294
عدد المشـاهدات 759   تاريخ الإضافـة 03/03/2021 - 09:21   آخـر تحديـث 10/04/2024 - 10:35   رقم المحتـوى 65294
محتـويات مشـابهة
العمل: مساع لزيادة نسبة العمال العراقيين في الشركات النفطية
زيارة رئيس الوزراء العراقي الى الولايات المتحدة الامريكية (الفرص والتحديات)
السوداني: الحكومة تضع نصب عينها خدمة العراقيين دون استثناء
هيئة الإعلام تستطلع آراء العراقيين عن أداء المؤسسات الإعلامية
الإطاحة بشبكة دولية تستخدم الأراضي العراقية ممراً لتهريب المخدرات إلى دول الجوار

العراق - بغداد - عنوان المستقبل

almustakball@yahoo.com

الإدارة ‎07709670606
الإعلانات 07706942363

جميـع الحقوق محفوظـة © www.AlmustakbalPaper.net 2014 الرئيسية | من نحن | إرسال طلب | خريطة الموقع | إتصل بنا