المستقبل العراقي / عادل اللامي

أعلنت الحكومة، أمس الأربعاء، عن تأجيل عقد القمة الثلاثية بين العراق والأردن ومصر، للمرة الثانية على التوالي خلال أقل من أسبوعين، مبينة أن السبب يعود إلى الأوضاع التي يشهدها الأردن.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) عن المتحدث باسم الحكومة، حسن ناظم، قوله إنه «تقرَّر تأجيل القمَّة الثلاثية على خلفية الظروف في الأردن، والتي أصبحت معروفة في الإعلام»، في إشارة إلى إعلان السلطات الأردنية، السبت الماضي، «إحباط مؤامرة استهدفت أمن الأردن واستقراره»، تخللها اعتقال شخصيات رفيعة في البلاد.

وأضاف ناظم أن «العراق يقدّر هذه الظروف عندما دخل بالشراكة الثلاثية مع الأردن ومصر»، لافتاً إلى أن «التأجيل جاء بسبب ما حدث في الأردن»، ومؤكداً أن «العراق يقف مع استقرار الأردن وأمنه».

ولفت إلى أن «الأردن أصبح شريكاً أساسياً للعراق ضمن هذا المشروع، وكذلك مصر»، مضيفاً أن «كل من يهدد أمن واستقرار الأردن سيعتبر تهديداً لاتفاقياتنا وأمننا واستقرارنا».

وهذه المرة الثانية التي يتم فيها تأجيل عقد القمة الثلاثية التي كان مقرراً أن يحضرها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إذ تم تأجيلها أولاً بإعلان من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، في 26 آذار 2021، تضامناً مع حادثة تصادم قطارين في مصر، والذي أدى إلى مقتل وإصابة العشرات.

وخلال اليومين الماضيين، شهدت بغداد إجراءات أمنية مشددة استعداداً للقمة الثلاثية، إذ انتشرت قوات من الجيش والشرطة على طول طريق مطار بغداد الدولي، وفي محيط المنطقة الخضراء الحكومية المحصنة التي ستجرى فيها أعمال القمة، كما انتشرت قوات عراقية في أحياء الكرادة والجادرية والحارثية والسعدون والباب الشرقي القريبة من المنطقة الخضراء.

وكان من المرجح أن تعقد القمة يوم الخميس في موعد اعتبر مبدئياً، لكن لم يعلن عنه رسمياً.

وقال مسؤول في مكتب رئيس الوزراء إن «بغداد أكملت كافة الإجراءات المتعلقة بعقد القمة الثلاثية على مختلف الأصعدة»، مؤكداً أن بغداد «باشرت بتطبيق الخطة الأمنية لهذه القمة منذ يومين، لكن التأجيل جاء بطلب من عمّان، وليس لبغداد أي دخل بهذا التأجيل».

وبيّن المسؤول ذاته، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أنه «بعد التأجيل الثاني لعقد القمة الثلاثية بين العراق ومصر والأردن، لم يتم تحديد أي موعد جديد للانعقاد»، مضيفاً أنه «ستجري خلال اليومين المقبلين حوارات بين الأطراف الثلاثة لغرض تحديد موعد جديد لعقد القمة في العاصمة العراقية بغداد».وشدد على أن أهمية القمة المقررة تكمن في الملفات التي ستبحثها، وأغلبها اقتصادية وتجارية ترتبط بملف النفط والقناة الجافة بين العراق والأردن، وتنشيط قطاع الاستثمار بين البلدان الثلاثة، فضلاً عن النقل والتجارة المصرية من ميناء نويبع المصري إلى العراق عبر ميناء العقبة الأردني.

من جهته، قال المحلل السياسي العراقي، أحمد الشريفي، إن «تأجيل القمة الثلاثية بين العراق والأردن ومصر كان أمراً متوقعاً، بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها عمّان خلال الأيام الماضية».

وبيّن الشريفي أنه «من الصعب جداً حضور ملك الأردن عبد الله الثاني إلى بغداد في ظل الأوضاع الداخلية التي يشهدها الأردن حالياً، وهناك توافق على التأجيل، وقد يكون تأجيلاً لأسابيع قليلة».