المستقبل العراقي / عادل اللامي

انتقد الرئيس الفرنسي، أمس الأحد، بطء عمليات اعمار مدينة الموصل، فيما أعلن عن قرار بافتتاح قنصلية لبلاده فيها، مؤكدا أهمــــية المدينة وتقديره لكل الطوائف فيها.

وأكد ماكرون عزم حكومة بلاده على افتتاح قنصلية لها في مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى (400 كم شمال بغداد)، مشددا على التزام المجتمع الدولي ومن ضمنه فرنسا بحفظ الأمن والاستقرار في العراق.

وأشار الرئيس الفرنسي الى أن القصف الجوي التركي الذي يستهدف قضاء سنجار الذي تقطنه اغلبية ايزيدية يحول دون عودة النازحين منها إلى ديارهم.

وبين ماكرون أن زيارته إلى مدينة الموصل جاءت للتعبير عن أهميتها وتقديم التقدير لجميع الطوائف، مضيفا بالقول «إننا في الموصل للتعبير عن مدى أهمية المدينة وتقديم التقدير لكل الطوائف التي تشكل المجتمع العراقي».

ونوه ماكرون الى ان «عملية إعادة الإعمار بطيئة جداً»، وقال ان الحكومة المحلية في نينوى تعمل على اعادة اعمار البنى التحتية ولكن ينبغي وقبل كل شيء محاربة الفساد المالي والإداري بأشكاله كافة.

وقال «أرى أن هناك مسؤولية ملقاة على عاتقنا في إعادة اعمار العراق وان نستمر بالحرب ضد الارهاب وتوفير الخدمات مثل التربية وغيرها من القطاعات وان نعمل سوية مع باقي المكونات لتحقيق الأهداف المنشودة».

وفي كلمة له خلال لقائه عددا من رجال الدين المسيحيين في كنيسة الساعة بالموصل، قال ماكرون «اشكر القوات العراقية على تصديها لتنظيم داعش.. فالعراقيون هم من دافعوا عن أرضهم بداية وبعدها دخل المجتمع الدولي على الخط»، منوها إلى دور فرنسا في الحرب ضد الإرهاب في العراق.

واضاف «نحن نعمل على إعادة إعمار مدينة الموصل في اسرع وقت ولدينا مشاريع عديدة من بينها افتتاح القنصلية الفرنسية وكذلك نعمل مع السلطات العراقية على إعادة النازحين إلى ديارهم».

وأشار إلى أن «الآلاف من الإيزيديين تركوا منازلهم ونزحوا بسبب هجوم تنظيم داعش وهم الآن لا يستطيعون العودة إلى سنجار لأن تركيا تهاجم تلك المنطقة إضافة إلى وجود عدة عراقيل أخرى».

واكد أن «فرنسا ترغب بافتتاح قنصلية في الموصل ومدرسة وقد تبرعت بـ60 مليون دولار بهذا الصدد»، منوها إلى أن «فرنسا تمتلك دورا مؤثرا في مجال التربية والتعليم في الموصل».

ولدى زيارته لكنيسة الساعة في الموصل يرافقه وزير الخارجية فؤاد حسين، قال ماكرون «أحيي كل المكونات الدينية العراقية وقد زرت الليلة الماضية جامعاً للشيعة في بغداد وسأزور اليوم جامعاً للسنة في الموصل».

كما اطلع على عمليات الدمار التي قام بها تنظيم داعش لابنية كنيسة الساعة والجهود المبذولة لاعادة بنائها.

من جانبه، خاطب مسؤول كنائس الأرثوذكس في نينوى رائد عادل ماكرون قائلا «نشكر فرنسا على مساهمتها في إعادة إعمار مدينة الموصل وبضمنها المطار».

واكد ضرورة إنجاز العمل في المطار باسرع وقت وفتح القنصلية الفرنسية في الموصل ومشاركة الشركات الفرنسية بشكل أوسع في اعمار محافظة نينوى.

ثم قام ماكرون بزيارة الى جامع النوري الشهير في الموصل ضحية تدمير تنظيم داعش حيث تفقد عمليات اعادة تعميره واطلع على اثار التدمير الكبير الذي شهدته المدينة خلال فترة احتلال تنظيم داعش لها في حزيران عام 2014 قبل ان يتم تحريرها من قبل القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي في تشرين الثاني نوفمبر عام 2017.

وقال ماكرون في تصريح على هامش زيارته لجامع النوري الكبير «أرى أن هناك مسؤولية ملقاة على عاتقنا في إعادة إعمار العراق وان نستمر بالحرب ضد الارهاب وتوفير الخدمـــات مثل التربية وغيرها من القطاعات.

وخاطب ماكرون المكونات العراقية قائلا «نؤكد مرة أخرى سنكون معكم ونساندكم في إعادة الإعمار، وبناء المدارس والمستشفيات والمؤسسات الخدمية».

ويزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون العراق حيث شارك السبت في في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة وقالت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون الذي قام بزيارة وجيزة للعراق في 2 أيلول 2020 يريد «إظهار دعمه للدور المحوري للعراق ولمكافحة الإرهاب وتنمية البلاد والمساعدة في تخفيف التوترات».