أبو تراب كرّار العاملي متابعات من هنا وهناك، حماسٌ في بقاع شَتّى، وجودنا في عصر من التّطوّر والتّقدّم التّكنولوجي يساهم في إيصال الصّوت والصّورة إلى مساحات أوسع وبطريقة أسرع، تفاعلاتٌ مع مجريات المنافسات قد تأخذ أشكالاً مختلفة، أهلاً بكم في عالم الرّياضة عموماً... وكرة القدم خصوصاً. بين الHome والRome، ذهبت الكأس الأوروبيّة إلى الثّانية، شَدّوا بها أبطال أوروبا الجدد إلى عاصمتهم بعد غيابهم عن التّنافس العالمي الأخير (كأس العالم ٢٠١٨). وقبل ذلك، وبعيداً عن «القارّة العجوز»، إلى حيث المواجهة الحامية في نهائي «كوبا أميركا»، حيث الضّيوف حسموا المنازلة وعادوا بدورهم باللّقب إلى الدّيار غانمين بعد غياب ليس بالقصير عن منصّة التّتويج القارّي. على هامش هاتَيْن الموقعتَيْن اللّتَيْن لا يُستبعَد أن تكونا قد حَظِيَتا بمتابعات عابرة لِنَفْسَيْ القارّتَيْن اللّتَيْن شكّلتا ميدانَيْ المواجهتَيْن مع سياقات تفاعليّة من جماهير شغوفة، إعلامٍ ناقِل، إعلامِيّين منتشرين، مراقبين لا يُخفون آراءهم، مُحَلِّلين يُظْهِرون مراقبات كذائيّة ومشاهدين ذَوي عيون مختلفة وتموضعات متضاربة: هل من درس مُستفاد؟ قد نخرج بخاطرة... ومفادها أنّ العالم مهما اتّسع وامتلأت بقاعه بأقوام وبشر، وتنوّعت حضاراته، وطرح القوم خلافاتهم على أبسطة البحث، ولم تخلُ الأجواء التّناقشيّة من توتّر وحِدّة وصولاً إلى مستوى متطرّف يبعد عن حوار العقلاء ولا يبعد عن العنف، بل قد يلامس هذا الأخير ويتّخذ منه مخرجاً وأداةً لتنفيس الغيظ، ولا ننسى التّموضعات السّياسيّة على طَرَفَيْ نقيض مع صعوبة قد تصل إلى شبه استحالة للجمع والالتقاء، إلّا أنّ الرّياضة تقتحم المشهد مُشَكِّلَةً عاملاً جمعويّاً يُضفي روح التّسامح وتقبّل الآخر فاتحاً المجال لعنصر المشاركة ليتصدّر المشهد مع جوهر إخائيّ. في حضرة الرّياضة، لا تستبعد أن يلتقي المتعاكِسان، ولا تُلْغِ احتمال تفرّق المتّفقَيْن (تفرّق رياضي وليس خصومة، أي كلٌّ مع فريق [أو منتخب] مختلف عن الآخر)، وأينما حطّ الخيار فالمظلّة الجامعة هي الرّوح الرّياضيّة، تشجيعٌ مختلف، أُلْفة رابِطة واحترام متبادل. فائدة سريعة أخرى، وإن كانت معروفة وبديهيّة، ولكن لا بأس بالتّذكير: أن تلعب في عقر دارك وفي محضر جمهورك لا يعني أبداً أنّك ضمنت الفوز، عامِلا الأرض والجمهور قد يكونان مؤثِّرَيْن، إلّا أنّ طريق الظّفر بالانتصار أوسع مجالاً وأعمق ماهيّةً، والكلمة الفصل... للمواجهة المباشرة. وللحكاية تَتِمَّة [وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ] |