القاضي قاسم العبودي في حوار أدبي وثقافي بعيدا عن هموم المتاعب .. الحــب أسمـى مشـاعـر الانسـانيــة وقــد شغــل الـدنيــا والشعـــراء على مـر العصـور ---------------------------------- nbspأجرى الحوار عزيز الخيكانيnbsp في البداية أرحب بكم سيادة القاضي الشاعر وأتمنى أن نـُسعد وينتفعnbsp القارئ بهذا الحوارفهل من كلمة بداية؟ شكرا جزيلا لكم وأتمنى من كل قلبي النمو والتطور للإعلام العراقي والثقافة العراقية وبالتأكيد فان الإعلام هو المرآة الحقيقية التي تعمل على نقل الواقع الأدبي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي الى المجتمع ونحن هنا لابد أن نشيد بالروح العالية التي يتمتع بها الإعلامي والصحفي والمثقف العراقي رغم الظروف والصعوبات التي يمر بها . هل شعرت في يوم من الأيام أن هناك تعارضاً بين ماتمارسونه من عملnbsp في الجوانب السياسية والحقوقية وبين كونك باحث أو شاعر . nbsp ابداً لم يكن هناك يوماً ما اي تعارض بين عملي كحقوقي او باحثnbsp وبين اهتماماتي الشعرية، على العكس تماماً ، الخبرة القانونية التي أتمتع بها تجعلني أكثر إتزانا وواقعية ،ومن خلال عملي استطعت أن أوظفnbsp خبرتي القانونية والإعلامية وحتى الأدبية في خدمة المؤسسات والاماكن التي عملت فيها ، وكانت لها الأثر الكبير في معالجة الكثير من المشاكل وإيجاد الحلول القانونية الرصينة وتحديداً المشاركة في تشريع القوانين عندما كنت نائبا لللجنة القانونية في مجلس النواب فضلا عن عملي في وقتnbsp سابق كعضو مجلس المفوضين في مفوضية الانتخابات لاسيما وضع الأنظمة التي سهلت تطبيق قانون الانتخابات في حينها ومعالجة المشاكلnbsp وغيرها من الإجراءات التي تتعلق بعمل المفوضية وكنت دائماً مسانداً لزملائي في المجلس من خلال المشورة والرأي ولا أدخر وسعا في سبيل مواجهة كل التحديات والصعوبات التي تواجه عملنا . nbsp nbspأين وصل الإنسان في حلمك بعد قصيدتك حلمان جنوبيان، هل تحقق ما كان يصبو إليه؟ كل ما أملكه ما انا ساعnbsp خلفه كما ذكرت في احدى قصائدي، وأعتقد أن هدف الشعر اذا كان له ثمة هدف وغاية هو البحث عن الانسان ، وقد بلغت رحلة البحث هذه ذروتها في شعر المتصوفة ، حيث تتحد الأديان والأفكار وحتى الخيال وجهة واحدة ، ولازلتُ في رحلة البحث ، ولعلي في بداية طريقي وبحاجة الى من يقودني دائماً ويدلني، ولابد لي من مثال أتطلع إليه وأسعى خلفه . nbsp هل تؤمن بقانونية الشعر ؟ هناك معايير قياسية لكل عمل إبداعي فني وهنا لا أقصد المعايير التقليدية للشعر الوزن ، التفعيلة ، وانما ما يميز الشعر عن غيره من الفنون ، ولا أعتقد أن أحدا يستطيع ان يعرِف الشعر كي يستخلص تلك المعايير لو كنت أعرفه لكتبته واسترحت محمود درويشعندما سُئل عن الشعر . ولكن ما يمكن الاتفاق عليه في رأيي هو الذائقة الشعرية التي بامكانها ان تميزه عن غيره، وبالتالي هناك قانون للشعر قد يكون متطورا كسائر القوانين التي تحكم جوانب الحياة الاخرى.وفي كل الاحوال أن ذلك القانون ليس مدونا يمكن الإجماع عليه والركون له . هناك الكثير ممن كتب في نقد الشعر، وحاول ايجاد مثل هذه القواعد القياسية، وعلى الرغم من جمالية التحليل والقدرة العالية على تذوق الشعر خاصة من قبل المتقدمين من النقاد. ومن أجمل ما قرأت في هذا الخصوص كتاب عيار الشعر لابن طباطبا العلوي، وهو على صغر حجمه أجمل ماكُتبَ في هذا الجانب ، وكذلك طوق الحمامة لابن حزم الاندلسي. فضلا عما كتبه المتأخرون والمعاصرون وهو أكثر بكثير مما كتبه المتقدمون من العلماء والكتاب والنقاد، واقصد هنا صعوبة ايجاد المعايير القياسية التي لا يمكن أن يحلها رأي أو جيل واحد، وقد أصبحت أكثر تعقيدا بمناسبة التأثير والتأثر بأدب الشعوب الاخرى وهو ما يعرف بالأدب المقارن، وترجمة كم هائل من النصوص الأجنبية إلى العربية ، ولكن ظلت الذائقة رغم بساطة المفردة والتعبير أساس التمييز بين الشعر وغيره ، فلو قرأت ما تـُرجم للشاعر الفرنسي جاك بريفيرا الكل يموت الملك والحمار وانا الملك من الضجر والحمار من التعب وانا من الحب هذا النص المترجم يخلو من الوزن والقافية وأية موسيقى خارجية، ولكنnbsp لا يمكنك إلا أن تصفه بالشعر ، لكن هناك ظاهرة قد تكون من الثوابت التي يمكن التسليم بها أشار إليها المرحوم الدكتور عناد غزوان ،ولا أذكر اين قرأت رأيه هذا: أن كل جديد في الشعر او غيره من صنوف الأدب ، سرعان ما يصبح قديما وكل قديم يعود ليصبح جديدا وهكذا دواليك •·nbsp اين تجد بشرى الفرح في قصيدتك دورة الحزن حين قلت: nbsp الشعب نادى ياحسين ولم يجب nbspكثر الصياح ولا قلوب تسمع هل تصمت الرياح وتهدأ الروح فاقول للطواحين تعب الهوى في راحتيك فناما فاستبدلي حزن الطفوف سلاما nbsp لا أضيف جديدا اذا ما قلت نحن شعب مطبوع بالأحزان ، يسكننا الحزن منذ مئات السنين نحن اجترحناه للبشرية وكان دوما موشحا بالسواد وظل الحزن في تاريخنا أكثر المشاعر صدقا : اعطني القدرة حتى ابتسم عندما ينغرس الخنجر في صدر المرح الشاعر امل دنقل ولعل لتراجيديا ملحمة الطف أكبر الأثر في تعميق هذا الاحساس :nbspnbsp مامر في عمر الزمان محرم. الا وقلبي في أساه محطم دمع يفيض الحزن في شطآنه ونشيج روح في مواجعها فم ولكن حتى هذا الحزن الذي يستهدف تطهير الروح والسمو بها هو طريق الإنسان لتحقيق السعادة . nbsp أين تجد نفسك أكثر في قصيدة النثر أم قصيدة التفعيلة ؟ أجد نفسي حيث تستطيع القصيدة ان تـُشبع غريزتي للعاطفة والحب ، ولكنني هذه الأيام أقرب للغنائية ولا أدري غدا أين أكون . ولابد من الاعتراف بان القصيدة النثرية اليوم أكثر اغراءً للشاعر لما تمنحه من فضاءات تعبيرية، كما تمنح موسيقاها الداخلية وعيا اضافيا يُبعد المعاني عن الابتذال والمجانية.nbspnbsp nbsp لماذا أهديت قصيدتك هدير الأمواج للروائي المنتحر يوكيمو مشيماnbsp الرافض لتسلط القوى الغربية على اليابان؟ الشاعر المذكور هو شاعر ياباني وكاتب قصة وعنوان قصيدتي هي مقتبسة من قصته هدير الامواج انتحر هذا الشاعر على طريقة الساموراي إحتجاجا على التدخل الاجنبي في بلاده . جميل ان يموت الانسان في سبيل مايؤمن بهnbsp ، كان عنوانا للفداء والتضحية والاعتزاز بالوطن ، كنت احاكي مأساة بلاده ، من خلال القصيدة ، وكنت اشكو له ضعفي ،nbsp معتذرا بالصبر ، فتحية له ولكل الذين يُضيئون طريق الحرية بأعز ما يملكونnbspnbsp nbsp ماذا تقول في الهوى بعد أن قلت : تعجب فالهوى عجبُ وحسنك فيه محتجبُ اقربه ويتبعد وابعد عنه يقترب الحب أسمى مشاعر الانسانية وقد شغل الدنيا والشعراء على مر العصور حتى الناسكين منهم ، في ذروة الوجد والشوق يطرقون المعاني الرومانسية الشفافة في مخاطبتهم لمعشوقهم وسعيهم الدائم للفناء في ذات المعشوق . يانسيم الريح قولي للرشا لم يزدني الورد الا عطشا لي حبيب حبه وسط الحشا ان يشأ يمشي على خدي مشاnbsp nbsp الحلاج nbspnbsp سيادة القاضي الشاعر والأديب ، شكرا جزيلا لهذا اللقاء وأتمنى أن نسمع ونقرأ الكثير من ابداعك الثقافي والأدبي مستقبلا وأكيد بلادنا بحاجة لنفحات رائعة وجميلة من أدبائنا ومثقفينا ليستمر الابداع الثقافي مهما أراد الاخرون ان يوقفوه . شكرا جزيلا لكم وان شاء الله سأستمر لأن الشعر والأدب يسير في عروقي ولن أتوقف طالما حييت ، أشكركم مرة اخرى وأتمنى للإعلام العراقي والصحافة الإبداع والتطور. ---------------------------------- تحقيقا أضيف بواسـطة : admin التقييـم : 0 عدد المشـاهدات : 11220 مرات التحميـل : 0 تحميـل هذا اليوم : 0 تاريخ الإضافـة : 01/11/2021 - 08:28 آخـر تحديـث : 24/03/2024 - 20:57 التعليقـات : 0 رابط المحتـوى : http://almustakbalpaper.net/content.php?id=68528 رقم المحتـوى : 68528 ---------------------------------- صحيفة المســتقبل العـراقي AlmustakbalPaper.net