بغداد تقترب من السيطرة على نفط الإقليم ---------------------------------- سلط تقرير الضوء على التوتر النفطي بين بغداد وأربيل، اذ كشف طلب شركات نفطية تعمل في اقليم كردستان المساعدة من واشنطن لنزع فتيل الأزمة القائمة بين بغداد وأربيل بشأن عملها وتدفق النفط الى تركيا، وفيما بيّن أن موقف تركيا “غير واضح” حتى اللحظة من القضية، أكدت شركة تعمل في الاقليم تواصلها مع أربع حكومات بهذا الشأن. وقالت وكالة “رويترز” ان “شركات النفط العاملة في اقليم كردستان طلبت من الولايات المتحدة المساعدة في نزع فتيل التوتر المتزايد بين الحكومة الاتحادية وبين حكومة الإقليم”. واستندت رويترز في تقريرها على “رسالة أطلعت عليها، وعن ثلاثة مصادر تقول إن هذا التدخل الأمريكي ضروري من أجل ضمان استمرار تدفق النفط عبر شمال العراق الى تركيا لمنع الاخيرة من زيادة شحنات النفط من إيران وروسيا”. وبحسب هذه الرسالة والمصادر، فإن “اقتصاد اقليم كردستان، قد يكون معرضا لخطر الانهيار اذا خسر عائداته من مبيعات النفط”. وذكر تقرير رويترز أن “العلاقات توترت في شباط الماضي عندما اعتبرت المحكمة الاتحادية ان قانون النفط والغاز المتعلق بتنظيم الصناعة النفطية في كردستان، غير دستوري”، مبيناً ان “بعد صدور الحكم، فإن الحكومة الاتحادية عززت من جهودها بهدف السيطرة على عائدات التصدير من أربيل”. وبحسب نسخة الرسالة التي اطلعت عليها رويترز، فإنه “وقبل صدور الحكم، كتبت شركة اتش.كي.ان انرجي، التي تتخذ من دالاس مقرا لها، الى سفيري الولايات المتحدة في بغداد وانقرة وتحديداً في كانون الثاني الماضي، تطلب فيها الوساطة الامريكية في قضية منفصلة تعود الى العام 2014 وتتعلق بخط الانابيب العراقي التركي ITP”. وأوضح التقرير أن “بغداد “تزعم ان تركيا انتهكت اتفاقية “ITP” بواسطة سماحها بعبور صادرات حكومة اقليم كردستان والتي تعتبرها بغداد غير قانونية، وذلك من طريق خط الأنابيب إلى ميناء جيهان التركي”. واشار التقرير الى ان “وزارة النفط العراقية قالت إن الجلسة الاخيرة للنظر في القضية كانت قد عقدت في باريس في تموز الماضي، وأن غرفة التجارة الدولية ستعلن قرارها النهائي خلال الشهور المقبلة”. ونقلت “رويترز” عن ثلاثة مصادر قولها إن “الخطوات التالية المحتملة من جانب تركيا، ما زالت غير واضحة في حال صدر الحكم لصالح بغداد، وهو احتمال مرجح”. ونقلت الوكالة عن ممثل عن الشركة طلب عدم الكشف عن هويته، قوله إن “شركة نفط واحدة اخرى على الاقل تحركت متواصلة مع جهات عليا في أربع حكومات معنية مباشرة وغير مباشرة، من أجل تشجيع المشاركة”. ولفتت رويترز إلى ان “مشغلين آخرين في اقليم كردستان و”جينيل انرجي” و”شيفرون” رفضوا التعليق على قضية التحكيم، في حين “لم ترد “دي ان او” و”جالف كيستون”، على طلبات من رويترز من اجل التعليق. وبحسب الرسالة التي حصلت عليها “رويترز” والموجهة من شركة “اتش كي ان” الى سفيري الولايات المتحدة، فان “وقف تدفق النفط عبر ITP سيؤدي الى انهيار اقتصاد اقليم كردستان العراق”. ولم تعلق وزارة الموارد الطبيعية في حكومة اقليم كردستان ولا وزارة النفط في بغداد على طلبات من “رويترز” من أجل التعليق على الخبر. ولفت التقرير إلى أن “لدى ITP قدرة ضخ تصل الى 900 ألف برميل يومياً من الخام، وهو ما يمثل نحو 1 1642 من الطلب العالمي اليومي على النفط، وذلك من طريق شركة التسويق الحكومية سومو وكذلك حكومة الإقليم. ويتم حاليا ضخ 500 الف برميل يوميا من حقول شمال العراق”. وبحسب محللين، فإن “الشركات ستنسحب من الإقليم ما لم تتحسن بيئة العمل”. وذكر التقرير أنه “مع تدهور الوضع الامني، فان مجموعة من الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم تحركت من أجل تحقيق مشاركة الولايات المتحدة للمساعدة في ردع الهجمات التي تستهدف البنية التحتية للطاقة وتعزيز الامن عمومًا”. وأوضح التقرير نقلا عن مصادر معنية بالقضية، أن “هذه الشركات أيدت ايضا رسائل كتبها أعضاء في الكونغرس الأمريكي إلى وزير الخارجية انطوني بلينكين في آب، وحثت هذه على الانخراط رفيع المستوى مع اربيل وبغداد بهدف حماية استقرار اقتصاد اقليم كردستان وضمان خلو العراق من التدخل الإيراني”. ونقل التقرير عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية نيد برايس قوله في 16 آب الماضي، أن “الخلافات بين بغداد واربيل تخصهما، إلا أن الولايات المتحدة تشجع على الحوار”. ولفت التقرير الى ان “وزارة الخارجية الامريكية استدعت شركة المحاماة الأمريكية ايلكينس آند فيجين التي تمثل وزارة النفط العراقية، من اجل الاطلاع منها على معطيات النزاع الدائر حول ITP في تموز”. وتابع التقرير نقلا عن مصدر مطلع قوله إنه “من المرجح عقد جلستين اخريين في بغداد وواشنطن”. وبينما رفضت وزارة الخارجية الامريكية التعليق، أعرب خبراء في الصناعة عن “اعتقادهم بأن التدخل الأمريكي ليس مرجحا وقد لا يساعد على أي حال”. ونقل التقرير عن العضو المنتدب للطاقة والمناخ والاستدامة في “مجموعة أوراسيا جروب” رعد القادري قوله إن “الولايات المتحدة انفصلت عن العراق خلال العقد الماضي، وأن الضغوط من واشنطن أو الحكومات الاخرى، لن تحل القضايا بين بغداد والكرد”. وكان مسؤول كردي قال لـ”رويترز” في آب الماضي، أن “حكومة الإقليم طلبت من الولايات المتحدة تعزيز قدراتها الدفاعية”، لكنه اشار الى انه “ليس متفائلا لأن الاولوية الأهم للولايات المتحدة تتمثل في إحياء الاتفاق النووي مع إيران”. ---------------------------------- سياس أضيف بواسـطة : admin التقييـم : 0 عدد المشـاهدات : 702 مرات التحميـل : 0 تحميـل هذا اليوم : 0 تاريخ الإضافـة : 04/09/2022 - 09:50 آخـر تحديـث : 29/03/2024 - 06:26 التعليقـات : 0 رابط المحتـوى : http://almustakbalpaper.net/content.php?id=72793 رقم المحتـوى : 72793 ---------------------------------- صحيفة المســتقبل العـراقي AlmustakbalPaper.net