اسعد عبد الله عبد علي وصلتني رسالة عبر البريد الالكتروني من جمهورية مصر العربية, قد بعثها شاب مصري, تدور حول اسباب تفضيل الشيعة للأمام علي (ع) على سائر الخلفاء والصحابة, فيقول السائل: ”لماذا كل هذه المبالغة في تفضيل علي بن ابي طالب! اليس هو واحدا من الصحابة؟ وبهذا التفضيل المبالغ من الشيعة تسبب بتحطم وحدة المسلمين”؟ هكذا كان تساؤل الشاب المصري, وسأحاول الايجاز في سطور يفهمها الشاب ومن يعيش بنفس الاشكالية. اولا يجب فهم واقع الامة الحالي وما صارت اليه من نتيجة, بعد تمسك الغالبية بإرث عجيب يقدسوه بكل اختلافه وتناقضه. لو نظرنا نظرة فاحصة للامة ولواقعها الحالي لوجدناها متناقضة بنسبة تصل الى 180 درجة! مثلا حول قضية التوحيد والتي هي اساس الايمان بالله, نجد بعض الفرق الاسلامية تؤمن باله له جسم! فئات واسعة من علماء وكتاب وجمهور يؤمنون ان لله عز وجل له عين ويستندون بالآية الكريمة ((فانك باعيننا)) – سورة الطور-48-, ويقولون بان الله عز وجل له رجل واحدة ويستندون لقول الرسول (ص): “يضع الرحمن رجله…” كما نقلته مصادرهم التي يعتقدون بصدقها الحتمي, فهم مجسمة كما هي عقيدة اليهود, وهذا الامر ليس سر بل تضج به كتبهم ومحاضراتهم المنقولة عبر الشاشات. بالمقابل هناك فرق اسلامية لا تعتقد بالجسمانية استنادا الى الآية الكريمة (لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير) – سورة الانعام – اية 103-, وانه سبحانه ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) – سورة الشورى- اية 11-, حيث يرفضون فكرة الجسمانية للخالق, ويعتبروها من افكار اليهود التي ادخلوها عبر جيش المنافقين, الذين استعانت بهم السلطة الاسلامية لتثبيت حكمها, وهؤلاء بثوا سمومهم حقدا ونكاية بالإسلام, ثم مع القرون تحول كلامهم وآرائهم الى دين يحرم مناقشته! مع ان الفرقتين تؤمنان بالله والرسول وقبلتهما واحدة “الكعبة”, لكن الاختلاف العقائدي كبيرا جدا, مثل من يؤمن بان الله عادل وان الله ليس بظلام للعبيد, وبين من يرى ان الله يجبر عبيده على المعصية! بل يخلق معاصيهم ويخلق جرائمهم وانحرافاتهم, ثم بعد ذلك يحاسبهم! هكذا ترى ان الله ظالم متجبر عند بعض فرق اسلامية, وعادل حكيم عند فرق اسلامية اخرى. وبين هذا الحدين تجد العشرات من الفرق التي تختلف عقائدها, والسؤال هنا: من يمثل الاسلام النقي الصافي؟ وما هو الميزان للتعرف على ذلك الاسلام النقي الصافي؟ الحقيقة ان القران الكريم والرسول الاعظم اوجدا قواعد مهمة للامة في تفضيل علي على سائر الصحابة, وفي الالزام باتباعه, والا تعرض المسلم لتيه لا يخرج منه, ونذكر هنا ثلاث قواعد رئيسية تبين اسباب تفضيل الامام علي على سائر الصحابة. هنا علينا الالتزام بتلك القواعد التي وضعها الرسول الخاتم (ص) للمسلمين لمعرفة الحق من الباطل, وهو ان الامام علي (ع) ميزان التفريق بين الحق والباطل, وحديث الرسول متفق عليه بين كل الفرق الاسلامية وترويه جميع الصحاح واهم نص فيه (علي مع الحق والحق مع علي), فلو عملت الامة على تطبيقه لتجاوزوا الفتن التي حصلت. |