اجمع قادة الكتل السياسية وعددا من السياسين خلال حضورهم الحفل التابيني لذكرى السنوية الخامسة لرحيل الرئيس جلال طالباني الذي اقيم في اربيل في كردستان العراق، ان الازمات السياسية والاقتصادية والامنية مازالت تتفاقم وان العملية السياسية لم تشهد اي انفراجة لعقد جلسة مجلس النواب واختيار رئيسي الجمهورية والوزراء ، حيث اكد برهم صالح ان العراق يمر بظرف استثنائي دقيق لا يخلو من مخاطر، وامامنا جميعاً مسؤولية تاريخية ووطنية في رص الصف الوطني للخروج من الأزمة الراهنة، مبينا، انه لايمكن المراهنةُ أكثر على صبرِ شعبنا بالتطمينات ولا بالكلام ولا بالوعود، ويجب الشروع في بناء دولة مُقتدرة فاعلة تحمي مصالح البلد وتُعزز سيادته وتضمن سلامة مواطنيه، وتعمل على تلبية تطلعات العراقيين وشبابه الناهض في الإصلاح ومكافحة الفساد.

وقال صالح ليس من المقبول استمرار الأزمة بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان، ولا بد من إطلاق حوار جاد بين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم يضع حلولاً دستورية وقانونية تأخذ في الاعتبار مصالح جميع المواطنين ولا تزج حقوقهم وأرزاقهم في الخلافات السياسية.

وشدد على ان العراق يرفض بأن تكون أرضه ميداناً لصراعات الاخرين وساحة لتصفية حساباتهم وتهديد أمنه واستقراره الداخلي، وكذلك أن يكون منطلقاً للعدوان على أي أحد ، موضحا، ان الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان لها المصلحة ولها القرار في ان تعمل معا ومع جيران العراق على إيجاد الحلول الفعلية الجدية للمشاكل الأمنية بما يحفظ سيادة العراق وامنه واستقراره.

علي صعيد متصل اكد مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي ان اليوم وسط كلِ هذا الانسدادِ السياسي، يكون لغيابِ شخصيةٍ بوزنِ مام جلال أثرٌ ومعنى، كان الراحلُ سيدفعُ بقوّة، بجميعِ القادةِ السياسيين إلى طاولةِ الحوار، لأجلِ نقاشٍ هادئٍ عاقل، يُعيد من خلاله ثقةً فُقدت مع تغلّبِ المصالحِ الضيقةِ، والمكتسباتِ الآنية، على المصلحةِ الوطنية العامة. 

واضاف الكاظمي، نؤكّدُ من هذا المنطلقِ على ضرورةِ العودةِ إلى طاولةِ الحوار الوطني الجامعِ لكل العراقيين لنطرحَ معاً هواجسنا ونناقشَ خلافاتِنا، ونضعَ الحلولَ بناءً على المشتركات.

وقال ان العراقُ وشعبُ العراق ومصالحُ العراقيين هي الغاياتُ التي يجبُ أن تكونَ أمامَنا جميعاً، والهدفُ الذي يجبُ أن يتقدمَ الجميعُ إلى طاولةِ الحوارِ الوطني، موضحا، إن الاتفاقَ الوطني على أساس المشتركاتِ العراقيةِ العميقة، والقيمِ الوطنيةِ المترسخة في بلادِنا ليس صعب او مستحيل.

واضاف ان العراقيين استطاعوا أن يعيدوا تقديمَ أنفسَهم للعالمِ بصورةٍ تليقُ بهم وبتأريخهم، وبإمكانِهم اليومَ صياغةَ حلٍّ يحفظُ مستقبلَ وطنِهم ومستقبلَ أبنائهم.

مجددا دعوته للتمسّك بالحوار والحوارِ والحوار.. ولا شيءَ غيرَه، فهو سبيلُنا الوحيدُ لحلّ الأزمة، وإلا فالنارُ ستحرقُ الجميعَ، لا سمح الله.. الشجاعةُ الحقيقيةُ هي في حفظِ مصالحِ العراقيين وأمنِهم وسلمِهم الاجتماعي وأن نفكرَ معاً بمستقبلِ أجيالِنا القادمة.

من جانبه اكد نيجرفان برزاني رئيس اقيم كردستان انه بحث مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي اخر مستجدات سير العملية السياسية والمساعي التي تبذلها ‏‏الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان من أجل تقريب وجهات النظر بين الأطراف السياسية ‏‏الفاعلة، والحفاظ على السلم الأهلي، وتبنّي الحوار كنهجٍ وحيدٍ لإنتاج الحلول».‏

وبين برزاني ان الطرفين ركّزا على أن دماء العراقيين وأرواحهم، ‏وحفظ الأموال والممتلكات العامة والخاصة ‏هي غاية وهدف في الوقت نفسه، والتأكيد على ‏أن الجميع مطالبون بالتعاون مع القوات ‏الأمنية وتيسير أدائها لواجبها؛ للحفاظ على أمن ‏العراق واستقراره‎.

يذكر ان اللقاء جاء على خلفية حضور الكاظمي الحفل التابيني للراحل جلال طالباني الذي اقيم هناك يوم امس .

وفي سياق متصل شدد رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية، عمار الحكيم، ان عراق اليوم بحاجة ماسة الى المزيد من الإعتدال و العقلانية و الحوار والإنفتاح والوحدة والإنسجام بين العراقيين جميعا ، وقد كنتم ومازلتم من أعمدة هذا المنهج القويم الذي يجب أن يستمر بقوة تكريما لذكرى مام جلال و القادة الوطنيين كافة».

وقال رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية انه «حَريٌ بنا أن نستلهمَ مـن هـذه المناسـبة الـوطنية الـعزيزة عـلى قلوبنا.. تـوحيدَ المواقف والمـسارات الـمطلوبـة، ولاسـيماَ مع ما يمرُّ به بلدُنا من لحظاتٍ حاسـمة في تـاريخه الحديث، مضيفا، وإني عـلى ثـقة بـأن روح الراحل مـام جلال تـتوق ليأخذ كــل منا تلك المواقـف الوطنية الحاسـمة في حلحلة الخلافـات بروح الإيثار وتغليب المصالح العليا للبلد». وقال «إسمحوا لي أن أتحدث بصراحة معهودةٍ بين أهلي وإخوتي في إقليم كردستان، لا أحـدَ مـنا يُـنكرُ أن هـناك خـللاً بـنيويـاً فـي طـبيعةِ مـسار الـعملية الـسياسـية الـقائـمة الـيوم.. ولا سـيما أنها مرّت بظروفٍ إستثنائيةٍ منذ التأسيس.. وإن الإســتمرارَ عـلى قواعد الإستثناء يهدد نظامنا الـسياسـيَ ويـعرضه الـى أزمـات خانقة ومتوالية.. وهـذا مـا نعانيه اليوم مـن إنسـداد سـياسـي لـم ينفع معه حتى خيار الإنتخابات المبكرة».