شارك رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، في مؤتمر (الاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة) الذي تستضيفه المملكة الأردنية الهاشمية في البحر الميت، ويهدف إلى تنسيق إيصال المساعدات الإنسانية لأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة. وأكد السوداني، في كلمة القاها خلال المؤتمر، أن العدوان على غزّةَ كشف هشاشة النظام الدولي وعجزه في القيام بواجباته ومسؤولياته، كما وقف العالم عاجزاً إزاء أعداد الضحايا الفلسطينيين المرعبة. وشدد رئيس مجلس الوزراء في كلمته على أن العدوان أدى الى تفاقم الوضع الإنساني والاقتصادي في عموم غزة، وتسبب في عمليات تهجير وتهديم للمنازل والبنى التحتية وأغلب المنشآت الخدمية والمؤسسات التربوية والصحية. وجدد التأكيد على المبادرة التي أطلقها العراق في (مؤتمر السلام 2023)، الذي عقد بالقاهرة في تشرين الأول من العام الماضي، التي تضمنت إنشاء صندوق لدعم غزّةَ بعد العدوان، ووضع تقييمٍ مدروسٍ يحدد الاحتياجات، ويقسم الالتزامات بين الدول المشاركة بطريقة منهجية. وفي ما يأتي أبرز ما جاء في كلمة السوداني خلال المؤتمر: - نجتمع اليوم لتحديد سبل تعزيز وتنسيق استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية بسبب العدوان على غزّة. - بلغت نسبة نازحي قطاع غزة أكثر من 80% من مجموع سكانه البالغ قرابة مليونين و 300 ألف شخص، وترك 500 ألف عامل أعمالهم بسبب الحرب. - دمر العدوان 370 ألف وحدة سكنية في غزة، وتضرر أكثر من 53% من منشَآت المياه والصرفِ الصحي. - توقفت محطة كهرباء غزة عن العمل منذ تشرين الأول لعام 2023، وهي تحتاج إلى 400 ألف لترٍ من الوقودِ يومياً. - خرجت 82% من المدارسِ عن الخدمة، وحرم قرابة 625 ألف طالب وطالبة من التعليم، بجميع المراحل. - استُشهد أكثر من (5500) طالب وطالبة، و(261) معلماً، و (95) أستاذاً جامعياً، وأُصيب أكثرُ من 8 آلاف طالب وطالبة و (756) معلماً. - تابعَ العالم، على الهواءِ مباشراً، عمليات قصف المستشفيات، والمجازر التي ارتكبت بحقِّ الأطباء والكوادر الصحّية والمرضى الراقدين. - خرجت 32 مستشفى في قطاع غزّة عن الخدمة، من أصلِ 35، حيث تهدمَ بعضها وتضرر بعضها الآخر. - تهدم وتضرر، بسبب العدوان، أكثر من (195) موقعاً أثرياً، و(13) مكتبةً عامة، و( 227) مسجداً، و(3) كنائس. - ارتكبت سلطة الاحتلال جرائم حرب وإبادة جماعية، وجرائم ضدَّ الإنسانية، مارست خلالها عمليات قتل وتجويع وتهجير بحقِّ الشعب الفلسطيني. - تفاقمت معاناة الفلسطينيين بسببِ نقص الغذاء والدواء، وفقدان مياه الشرب والوقود، بعد أنْ أحكم الاحتلال غلق المعابر ومنعَ دخول المساعدات. - تواصلت دول عديدة معنا لأجل تعزيز جهود احتواء الصراع ومنع توسعته، لكنها تتماهى مع خروقات الاحتلال حين يعتدي على بعض الدول بالمنطقة، ويعمل على توسعة الصراع. - يجب أولاً السعي لوقف إطلاق النار، ومن ثم العمل بجدية على استعادةِ حقوق الشعب الفلسطيني، في أنْ تكون له دولته المستقلة وعاصمتها القدس. - علينا دعم وجود الدولة الفلسطينية، وحثُّ دول العالم جميعاً أنْ تتبعَ هذه الخطوة، ونُحيي قرار النرويج وإسبانيا وایرلندا. - نحيي وكالةَ الأمم المتحدة (الانروا) لدورها في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني. - إنّ حجم الجرائم والفظائع، التي وقعت بحقِّ المدنيين، قد أضرَّ بمصداقية القوانين الدولية والنظامِ الدولي، ونزعَ الثقةَ عنه. - لقد صدمنا من طريقة التعامل مع محكمةِ العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، والازدراء من قبل الدول الكبرى. - نتطلعُ إلى نتائجَ عملية لهذا المؤتمر في تحشيدِ الدعم وإيصال المساعداتِ الإنسانية العاجلةِ بطريقةٍ منسقة، والتحشيد العالمي والشعبي لتوسعة الاعتراف بالدولة الفلسطينية. كما استقبل السوداني، وزير الخارجية الأمريكي السيد أنتوني بلينكن، وذلك على هامش مشاركة سيادته في مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة في غزّة، الذي تستضيفه المملكة الأردنية الهاشمية. وشهد اللقاء استعراض العلاقات الثنائية ونتائج زيارة السوداني الأخيرة إلى الولايات المتحدة، ومجمل الأوضاع في المنطقة وتداعيات العدوان المستمرّ على غزّة، إذ جدد سيادته دعم العراق أيَّ مبادرة تستهدف وقف إطلاق النار، والتعجيل بفتح باب إدخال المساعدات للشعب الفلسطيني المنكوب في غزّة . وأشار السيد السوداني إلى الحاجة لموقف أمريكي واضح من عدوان حكومة نتنياهو، مبيّناً ضعف الموقف الدولي بالعموم إزاء الاستجابة إلى المأساة المستمرة باستمرار العدوان، حيث لا يمكن تجاهل أعداد الضحايا وحجم الدمار الحاصل، مع استمرار التهديدات العدوانية إزاء لبنان، بما ينذر بتوسعة الصراع في المنطقة. كما أوضح رئيس مجلس الوزراء مخاطر استمرار العدوان في غزّة وما يحمله من تهديد للاستقرار الإقليمي والدولي، وأنه سيكون سبباً في اتخاذ نشاط التطرّف في المنطقة ذريعةً جديدة، كما أنه يتعيّن على المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته أمام مشهد الإبادة الجماعية التي ترتكبها سلطات الاحتلال، والتي أدّت إلى تهجير 80% من سكّان القطاع، الذين باتوا بلا مأوى أو موارد طبية وإنسانية وخدمية، وفي أسوأ الأوضاع الكارثية التي يمكن تصوّرها. من جانبه، أعرب بلينكن عن تقدير الإدارة الأمريكية لخطوات العراق الداعمة للاستقرار الدائم في المنطقة، وتقديم المساعدات التي تخفف من الأوضاع الإنسانية الصعبة في قطاع غزّة، مؤكداً أهمية العمل على وقف إطلاق النار، كما نقل إلى سيادته تثمين الرئيس جو بايدن للدعم الذي يوليه العراق ودوره في جهود السلام الإقليمي والدولي. كما التقى رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، عاهل المملكة الأردنية الهاشمية االملك عبدالله الثاني بن الحسين، وذلك على هامش مشاركته في مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة في غزّة، الذي يستضيفه الأردن. وجاء في البيان الحكومي، انه :»تناول اللقاء الأوضاع المأساوية في غزّة، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من انتهاكات وحشية وقتل وتجويع وتشريد من قبل قوات الاحتلال، كما جرى التباحث بشأن سبل تقديم المساعدات العاجلة وتسهيل وصولها من العراق عبر الأردن إلى الأراضي المحتلة، بما يمكّن من إغاثة أبناء غزّة المحاصرين». واضاف «حيث اتفق الجانبان على ضرورة تكثيف الجهود والسعي الجاد لإيقاف الحرب على غزّة، إذ بيّن السيد السوداني أن العراق سيكون أول المتضررين من اتساع نطاق الصراع، وإدخال المنطقة في تحدٍّ أمني خطير، كما شهد اللقاء بحث العلاقات الثنائية وتوطيد التعاون المشترك، إذ جرى التأكيد المشترك على أهمية تبادل الزيارات وزيادة التنسيق بين البلدين». وعبر السوداني، عن «تقديره لمبادرة المملكة باستضافة هذا المؤتمر في هذا الوقت الحرج»، مؤكداً «استعداد العراق لفتح جسر من المساعدات يبدأ من العراق، وينتهي عند أقرب معبر إلى الأراضي المحتلة، وسط دعم شعبي كبير للقضية الفلسطينية، مبيناً أنّ «تعمّد غلق المعابر ساهم في منع وصول المساعدات إلى شعبنا الفلسطيني المنكوب». واشار السوداني، إلى «وجود أكثر من برنامج للمساعدة في التخفيف من الوضع الإنساني المأساوي، على ضوء أهمية استثمار التنسيق لتسهيل تنفيذ مبادرات إغاثة أبناء شعبنا في القطاع». من جانبه، أكد العاهل الأردني «إمكانية فتح جسور عبر نهر الأردن، والتعاون في نقل المساعدات العراقية إلى غزّة، عبر الطائرات الأردنية، وكذلك التعاون في مجال نقل الوقود والمواد التموينية والاحتياجات الإنسانية». |