رماح عبدالله الساعدي ان من اهم اسباب انتصار الثورة الحسينية وانتصار الدم على السيف هو أن الإمام الحسين (عليه السلام) بيَّنَ للناس -قبل خروجه وأثناء مسيرته وحتى اخر لحظة من حياته- سبب خروجه وسبب هذه الثورة حيث بيَّن للناس العدو منهم قبل الصديق، انه خرج عندما وجد الناس قد خرجوا عن الدين الحقيقي والاسلام الصحيح وقال مقولته المشهورة (لم اخرج أشرا ولا بطرا انما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي) وهنا يتبين لنا عدة دروس من هذه المقولة العظيمة لرجل عظيم غير مسار الكون وحافظ على الدين حتى يومنا هذا لانه طلب الإصلاح. والإصلاح لا يكون الا لشيء قد فسد او كسر او تغير اتجاهه، فعندما خرجت الامة عن دينها الحقيقي و مسارها الواضح خرج الإمام (عليه السلام ) ليرجع الأمور إلى صوابها، وهل هناك أولى من الحسين وأهل بيته ( عليهم السلام .) بدين جدهم رسول الله ( صل الله عليه وآله وسلم ) وقد كانت له وقفة تبيين في كل موقع وموقف حتى يبين ويثبت للناس اجمع انه خارج من أجل قضية مهمة و عامة يريد بها إصلاح الأمة التي وصفها الله سبحانه تعالى بأنها خير أمة أخرجت للناس، وليست خاصة كما يدعون من أجل طلب المناصب وأمور الدنيا الفانية… وقد أتم تبيين ثوره الحسين عليه السلام بعد استشهاده ولده الإمام زين العابدين واخته السيدة زينب عليهما السلام، وهذا التبيين هو الذي أدام وجودها وتوارثتها الأجيال جيل بعد جيل، ولولا وضوح الثورة واسبابها ونتائجها لندثرت ثورة الصمود والاباء … فعلينا اليوم نحن الحسينيون ومن نؤمن بقضية وثورة الحسين عليه السلام تقع مسؤلية ارشاد الناس وتبيين الأمور المستجدة و المستحدثة في جميع مجالات الحياة لهم من خلال القضية الحسينية وربطها بواقعنا الحالي وتعريف الناس بعدوهم الحقيقي والازلي فمن يخرج معزيا ويقيم مجالس العزاء للإمام الحسين عليه السلام جعلها مجالس للعِبرة والعَبرة، فقضيتنا اليوم هي ردع العدو الغاشم الذي استباح دماء الأبرياء في جميع بقاع العالم وأعراض الناس والتجاوز على ديننا بشتى الطرق والاساليب القذرة، فلابد ان يكون لنا صوت استنكار وموقف حازم ورادع لهذا العدو الذي يستهين بدماء ابناء الإسلام وقادتهم فليكن لنا جانب توعوي ارشادي لابناءنا وأهلنا في هذه المجالس فقضية الإمام الحسين قضية متجدده. وفيها معاني وقيم كثيرة فمن تمعن بها سيجدها ترسم لنا طريق الحق والصواب وهي بتماس معنا في كل محطات حياتنا ومجالاتنا فعدونا اليوم يعرف مدى قوتنا ومدى تمسكننا بديننا وهذا ما يبغضه ويغيضه فنراه اليوم يبدع في اختراع أساليب جديدة ومتطورة من أجل النيل منا… لكن لنبين للناس اجمع من خلال هذه المجالس اننا ابناء الحسين ونحن واعون لأساليب العدو القذرة التي يريد من خلالها طمس الهوية الإسلامية الى الابد فبتبيين والايضاح الى الناس هدف عدونا سيكون من السهل ردعه والتغلب عليه وافشال جميع مخططاته.. |