اسعد كاظم أزمة الكتب المدرسية في العراق مستمرة هذا العام، على الرغم من جهود وزارة التربية لتخفيف حدتها. على مدار السنوات الماضية، كانت هناك مشكلات كبيرة في توفير الكتب المدرسية بسبب تأخير الطباعة، وعمليات تهريب الكتب إلى الاسواق، ونقص التمويل اللازم لطباعة الكميات الكافية. تكلفة الكتب المدرسية في العراق شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة. حسب مصادر سابقة، بلغ إجمالي تكلفة طباعة الكتب المدرسية حوالي 200 مليار دينار عراقي، ما يعادل نحو 160 مليون دولار . هذه التكاليف تشمل طباعة الكتب محليًا ودوليًا، وأحيانًا بأسعار مرتفعة نتيجة الاعتماد على مطابع أجنبية. الوزارة تحاول تخفيف هذه التكاليف من خلال الرقابة ومحاربة تهريب الكتب إلى السوق السوداء، لكن لا تزال تكلفة الكتب مرتفعة على الدولة. الكتب المدرسية في العراق ارتبطت بمشكلات الفساد المالي والإداري لسنوات. بعض هذه المشكلات تشمل عقود الطباعة غير الشفافة، كان الفساد يتجلى في عدة أمور عقود الطباعة تتضمن بعض العقود منحها لشركات غير كفؤة أو بأسعار مبالغ فيها، ما يؤدي إلى تأخير الطباعة وتوزيع الكتب. و هناك تقارير تشير إلى تكديس الكتب في المخازن بدلاً من توزيعها في الوقت المناسب على المدارس، وأحيانًا يتم تهريب الكتب إلى السوق السوداء حيث تباع بأسعار مرتفعة. ضعف الرقابة على تخصيص الأموال اللازمة لطباعة الكتب أدى إلى تحويل بعض هذه الأموال لأغراض غير تعليمية، مما أثر على إنتاج الكتب بالكميات والجودة المطلوبة. الحكومة ووزارة التربية تحاول معالجة هذه المشكلة من خلال مشاريع طباعة محلية بالتعاون مع مطابع مثل تلك التابعة للعتبة الحسينية، ولكن الأزمة لا تزال مستمرة، . هذا العام، أطلقت الوزارة وعودًا بتحسين الوضع من خلال طباعة كميات كافية وتوزيع الكتب بشكل تدريجي على المدارس . لكن، حتى الآن، لا تزال العديد من المدارس تعاني من نقص الكتب، خاصة في المراحل الابتدائية والثانوية، مما يضطر بعض الأهالي إلى شراء الكتب من الأسواق . الوزارة أكدت أنها ستنهي الأزمة في أقرب وقت، لكن الانتظار لا يزال مستمرًا بالنسبة لكثير من العائلات العتبة الحسينية، من خلال مطبعة (دار الوارث)، أعلنت عن تجهيز وزارة التربية العراقية بملايين النسخ من الكتب المدرسية للعام الدراسي الحالي. طُبع أكثر من 100 مليون نسخة من كتب المرحلة الابتدائية، إلى جانب مئات الآلاف من الكتب للمرحلتين المتوسطة والإعدادية. تم تنفيذ العملية في وقت قياسي باستخدام مكائن حديثة ومواد ذات جودة عالية مثل الـــورق المقاوم للرطوبة والأحبار من مناشئ عالمية . هذه المبادرة جاءت استجابة للنقص الحاد في الكتب المدرسية الذي شهدته المدارس في السنوات السابقة بسبب ضعف التخصيصات المالية . طباعة الكتب المدرسية في العتبة الحسينية تُعد خطوة مهمة للمساهمة في تخفيف النقص الحاد في الكتب المدرسية في العراق. مطبعة (دار الوارث )التابعة للعتبة الحسينية أظهرت قدرتها على طباعة ملايين النسخ بجودة عالية وفي وقت قياسي . هذا سيساعد في تقليل الضغط على وزارة التربية ويعزز وصول الكتب إلى الطلاب في المراحل الابتدائية، المتوسطة، والإعدادية. ومع ذلك، لا يُتوقع أن تقضي هذه المبادرة بالكامل على النقص في الكتب المدرسية، لأن المشكلة أعمق من مجرد القدرة على الطباعة. ضعف التخطيط، وسوء التوزيع كلها عوامل مستمرة قد تعرقل جهود سد الفجوة بالكامل. بالتالي، طباعة الكتب في العتبة الحسينية خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنها تحتاج إلى دعم بتغييرات هيكلية أوسع في النظام التعليمي لضمان استدامة الحلول . |