أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، على عدم السماح لأي جهة بتهديد إيران من الأراضي العراقية، وقال السوداني، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في بغداد، إن «الجمهورية الإسلامية مرت بمنعطفٍ حاد، بفقدها الأليم للرئيس إبراهيم رئيسي، ورفاقه، ونشدّ مجدداً على يد الرئيس بزشكيان وهو يتصدى لمهامه». وأضاف، أن «العلاقات العراقية الإيرانية تتميز بمستواها العالي، وهي تضمّ العديد من الروابط، التاريخية، والدينية، والثقافية، والمصالح والعلاقة المتينة القديمة جداً بين الشعبين المسلمين الجارين». وتابع، أن «هذا الجوار التاريخي، يمكن أن يُترجم الى أعلى مستويات التعاون والشراكة، والعمل الثنائي من أجل مصالح شعبينا، ويساعد على مواجهة التحديات الراهنة، ودعم الاستقرار»، مردفا أن «الملف الاقتصادي المشترك بوابة مهمة لتحقيق تطلعات شعبينا، وفي اجتماعين ناقشنا الآليات التي من شأنها أن تنهض بهذا الملف المهم». ولفت إلى، أن «المباحثات تناولت الشراكة الثنائية الستراتيجية المتعددة المجالات، وهي ركيزة أساسية في دعم خطط الحكومتين، ومفتاح للتكامل الاقتصادي»، مؤكدا أن «مباحثاتنا على تعزيز خطوط النقل والربط اللوجستي بين البلدين، وقطعنا شوطاً من جانبنا في الربط السككي لنقل المسافرين، خط (بصرة -شلامجة)، الذي سيسهل انتقال مواطني البلدين خاصة في مواسم الزيارات الدينية».وبين: «بحثنا أهمية تفعيل الربط لنقل البضائع، خاصة مع مشروعنا الكبير (طريق العراق للتنمية)، كما تناولت المباحثات مشروع الطريق البرّي خسروي- المنذرية- بغداد، ونعمل على إحالة المنفذ الحدودي في تلك المنطقة ليكون جاهزاً لهذا الخط السترايتجي المهم.» وأكمل: «ركزنا على مشروع المناطق الصناعية الحدودية، والتي تم تهيئتها في 3 محافظات هي واسط، قرب مدينة جصّان، وميسان، والبصرة، إضافة الى المدينة الاقتصادية التي خصصنا لها 2000 دونم في منطقة زرباطية، وتطرقنا الى عمل الشركات الإيرانية، خصوصاً أنها شركات كفوءة ومهمة، سبق أن نفذت مشاريع مهمة في مجال البنى التحتية». وأكد، أن «موقف العراق كحكومة داعم لتوسعة التعاون الاقتصادي الإيراني مع دول المنطقة، وتوسعة الشراكات سننعكس إيجاباً على مستوى الاستقرار الإقليمي»، موضحا: «اليوم وقّعنا 14 مذكرة تفاهم في مجالات مختلفة ومتعددة، ستمثل مع مذكرات التفاهم الموقعة سابقا، خارطة عمل واعدة لتعزيز التعامل المشترك بين البلدين». وعبر السوداني، عن شكره، إلى «الإيرانيين لدورهم ومساهمتهم في الوصول الى اتفاق شراء الغاز مع جمهورية تركمانستان، ونثمن موقفهم الداعم للعراق في تجهيز الغاز لتشغيل محطّات الكهرباء، رغم الظروف التي رافقت تسديد المستحقات بسبب العقوبات الظالمة». وزاد بالقول: «تحدثنا بشأن تهديد الاستقرار في المنطقة بسبب العدوان الصهيوني في غزّة، الذي تجاوز الأطر القانونية والأخلاقية، أمام عجز وفشل المجتمع الدولي، مع استمرار عمليات الإبادة الجماعية تجاه شعبنا الفلسطيني بالأراضي المحتلة». وشدد: «مواقفنا المشتركة إزاءَ هذا العدوان واستمرارهِ هي مواقف واضحة وصلبة، وأكدنا في أكثر من مناسبة رفضَ توسعة الصراع، وأننا ضدّ خَرق سيادة الدول، وعلى المُجتمع الدولي أن يضطلع بمهامه القانونية والأخلاقية، وتطرقنا الى جانب التعاون الأمني، وأكدنا موقفنا المبدئي والدستوري والقانوني، بعدم السماح لأي جهة كانت، بارتكاب عدوان أو عمل مسلّح أو تهديد عابر للحدود، ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية». ولفت إلى، «النجاح في الاتفاق على ضبط الأوضاع الأمنية، خصوصاً عند المناطق الحدودية، واللجنة الثنائية الأمنية مستمرة في التزاماتها ومهامها»، مؤكدا أن «التواصل مستمر بين الأجهزة الأمنية بخصوص مسك الحدود، ومنع كل اشكال التهريب التي تضر بالأمن الداخلي لكلا البلدين». وختم قائلا، إن «هذه الزيارة مهمة وتمثل قوة دافعة لمسار العلاقات الثنائية المتنامية، في ظل وجود الإرادة والرغبة الصادقة لقيادة البلدين نحو المزيد من التعاون والتكامل من جانبه أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الاتفاق على تشكيل فريق من الخبراء مع العراق بمختلف المجالات، فيما لفت الى أن ذلك يهدف لوضع خطط استراتيجية لتعاون أوسع بين البلدين. وقال بزشكيان في كلمة له خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني خلال زيارته الى العراق: إنه «لفرصة سانحة أن أكون في أول زيارة لي بالعراق، وكنت أرغب في متابعة العمل للاتفاقيات المبرمة سابقا والتي أبرمت اليوم والتي تمثل انطلاقة جديدة للتعاون بين البلدين». وأضاف: «اتفقنا على تشكيل فريق من الخبراء بين البلدين بمختلف المجالات لوضع خطط استراتيجية لتعاون أوسع بين البلدين»، مبيناً أنه «نحتاج إلى تفعيل الاتفاقات الأمنية بين البلدين لنردع الإرهابيين ومن يريد استهداف الأمن بالمنطقة». وتابع، أن «الاتفاقات التي أبرمت حققت نجاحاً ونحتاج إلى إزالة التي لم تنجح»، مؤكداً أنه «نريد عراقاً قوياً ومستقراً وآمناً تسوده الأخوة والهدوء». وأشار إلى أن «الزيارة تمثل فرصة عظيمة لمناقشة وجهات النظر ورسم الخطط المستقبلية».وأكمل، أن «الكيان الصهيوني يرتكب أبشع الجرائم بحق البشرية في غزة»، معرباً عن «أمله بالنجاح في ردع الكيان الصهيوني من خلال الوحدة والتماسك». |