إنتصار الماهود يتردد مصطلح التربية الحديثة كثيرا على مسامعنا منذ الفترة وكانه احد الاختراعات والاكتشافات العظيمة في العصر الحديث يتسابق الجميع كي يثبت أنه الاكثر تطورا وحداثة بإتباعه أسلوب التربية الحديثة كما يدعي الأهالي في هذا الوقت التربية تعني لديهم إستخدام اساليب تشجيعية وبناء الثقة بالنفس وتعزيز الإنفتاح والتواصل بين الاطفال والاباء والتفاعل الايجابي وتعزيز الصحة النفسية والعاطفية بينما يعتبر التربية التقليدية او القديمة هي تربية تقوم على التوجيه والتلقين وإعطاء الأوامر والإنضباط والقسوة وبالطبع هذه المقارنة فيها الكثير من الإجحاف والتجني في وصف اساليب التربية القديمة التي ربت اجيالا قوية مقتدرة على عكس التربية الحديثة التي افرزت لنا نتائج مغايرة وجيلا ضعيفا من نواحي كثيرة ومشتت نفسيا وعاطفيا ومنفصل عن العالم فاطفالنا أصبحوا اليوم متعلقون جدا بهواتفهم وبعيدون عن الأهل وتولدت فجوة عميقة بين الآباء والأبناء مع الاسف اغلب من يربي هذا الجيل هو هاتفهم أكثر من أهلهم بينما كان أسلوب التربية القديمة له هناك معايير أخلاقية سائدة ومحددات لا يتجاوزها الأبناء وإنضباط في السلوك وإهتمام أكثر بالدراسة وحضور إجتماعي وقوة في السلطة الأبوية على الاولاد أنا لا أقول أن التربية القديمة ناجحة جدا ولا تشوبها شوائب ولكن التجربة الحديثة أثبتت فشلها وتمخضت أضرار أكبر من منافعها فلكل تجربة ايجابيات وسلبيات والخلل يقع في التطبيق الأعمى دون أخذ الحذر من السلبيات التي ترافق كل طريقة أو تجربة وكيفية تجنب السلبيات اولا وعلاجها ثاني كي يطبقها غيرنا في المستقبل الاطفال سابقا كانوا يخضعون لسلطة الخوف من الآباء وأنا لا اقصد الإضطهاد أو التعنيف بل التخويف بقصد التوجيه مثلا كانت حبوبتي رحمها الله تخوّف الأحفاد بعطابتها وهي عبارة عن قطعة من القماش المبروم التي تشتعل نهايتها مثل السيجار الكوبي لكنه بنكهة جنوبية هي لم تستعمله فعليا لمعاقبة أي من الأبناء والأحفاد لكن كان سلاحا فتاكل وفعالا لردع وضبط الجلاوزة غير المنضبطين أما والدتي رحمها الله فاستعملت أسلوبا مختلفا في التربية القديمة وهو أسلوب العقاب النفسي والحرمان العاطفي الذي مارسته علينا وكان أداة ناجعة لضبط ايقاع سبع فتيات على الصراط المستقيم أما الجيل الثالث من نسائنا وهو أنا فانني أحاول أن أدمج بين التربية الحديثة والقديمة بأخذ الايجابيات من الطريقتين والموائمة بينهما وخلق توازن مريح والخروج بطريقة مبتكرة لضبط ثلاث أولاد أشقياء أما أهم الأضرار المترتبة على إتباع أحد الأساليب فقط مثلا لو اخذنا التربية الحديثة فلها أضرار مباشرة وهي: 1. ضعف الانضباط والالتزام التربية الحديثة غالبًا تبتعد عن العقاب الصارم، مما قد يؤدي إلى ضعف إحساس الطفل بالمسؤولية وصعوبة تقبله للحدود والقواعد. 2. التدليل الزائد الاعتماد على إشباع رغبات الطفل باستمرار قد يجعله أنانيًا وغير قادر على التعامل مع الإحباط أو الفشل في المستقبل. 3. قلة احترام السلطة تشجيع الطفل على التعبير عن رأيه بحرية دون توجيه صحيح قد يجعله يتحدى المعلمين أو الأهل، مما يسبب مشاكل في الانضباط. 4. ضعف القدرة على مواجهة التحديات بعض أساليب التربية الحديثة تميل إلى حماية الطفل من الفشل، مما قد يضعف قدرته على التحمل والتكيف مع المصاعب. 5. زيادة الاعتماد على التكنولوجيا اعتماد التربية الحديثة على الأجهزة الإلكترونية للتعليم والترفيه قد يؤدي إلى العزلة الاجتماعية وضعف المهارات الحياتية. 6. التذبذب في القواعد بعض الآباء يستخدمون أساليب متناقضة (مثل استعمال التربية الحديثة تارة واللجوء للتقليدية تارة أخرى)، مما قد يسبب ارتباكًا لدى الطفل في فهم الصح والخطأ. والختام … لتحقيق تربية متوازنة، يُفضَّل الجمع بين الحرية والانضباط، مع وضع حدود واضحة، وتعليم الطفل المسؤولية بطريقة إيجابية، وتشجيعه على مواجهة التحديات بدون حماية زائدة. |