السوداني: حزمة مشاريع فك الاختناقات المرورية ستسهم في التقليل من هدر وقت المواطنين AlmustakbalPaper.net وزير الداخلية يناقش تطوير العمل في مواقع تسجيل المركبات AlmustakbalPaper.net مجلس النواب يصوت على توصيات لجنته بشأن فيضانات دهوك وتعديل قانون العقوبات AlmustakbalPaper.net طلب برلماني الى السوداني بمنح عيدية 100 ألف دينار للمتقاعدين AlmustakbalPaper.net صندوق استرداد أموال العراق يعيد قرابة (7) مليارات دينار لوزارة المالية AlmustakbalPaper.net
المتسولات بين لقمة العيش وقسوة المجتمع
المتسولات بين لقمة العيش وقسوة المجتمع
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم
    بغداد / ماجد محمد

اصبح التسول بين النساء ، امرا يهدد البنيان الاسري للكثير من العوائل العراقية التي اضطرتها ظروفها المعيشية الصعبة للدفع بربت البيت او احدى بناتها او كلاهما الى الشارع ومد ايديهن للناس بالدعاء لمن يعطي ويبذل ، ويعرضنَ انفسهم في بعض الاحيان لشتى انواع التنكيل والشتائم  واحيانا الى التحرش من البعض ، فضلا عن المخاطر الكثيرة الاخرى التي يتعرضن لها نتيجة للظرف الامني الخاص الذي يمر به العراق منذ سنوات . والاسباب التي تقف وراء ازدياد عدد النساء المتسولات “ المجديات” متعددة من بينها غياب المعيل لاسباب مختلفة ..( وكالة انباء الاعلام العراقي / واع ) تقصت من بعض المتسولات اللائي وافقن على الحديث عن اسباب لجوئهن لاتخاذ “ الجدية” وسيلة لطلب الرزق فكانت هذه الحصيلة: 
لقمة العيش تدفعها للتسول
تحدثت زينب حسين (20) عاما ، من سكنة جسر ديالى في بغداد عن عائلتها المتكونة من 7 افراد  ، قائلة : نحن اسرة فقيرة توفي والدي بعد ان قضى معظم شبابه بالخدمة العسكرية وبعد ان تسرح من الجيش في زمن النظام السابق ، اشتغل بعدة اعمال وكان يجهد نفسه لتوفير لقمة العيش ولكن الموت كان اسرع اليه من تحقيق مورد مالي لنا ، وبعد وفاته وجدنا انفسنا انا واخوتي وامي من دون معين ، فما كان امام والدتي بعد ان اعيتها الحيلة الا الخروج الى الشارع متخفية بنقابها لطلب العون من الميسورين واحيانا كانت تطرق الابواب لطلب امور عينية منة العوائل الميسورة ، وبعد ان تعبت ولم تستطع الاستمرار ، لم يكن امامي واختي التي تصغربي سنا، بد من النزول للشارع رغم النظرة التي تعرضنا لها من البعض ولكننا كنا مجبرين على تحمل كل ذلك لاجل المعيشة.
 وتابعت زينب حديثها ، بانها ورغم بلوغها سن الزواج لكنها تعلم ان ظروف عائلتها ستكون عائقا امام من يفكر بالتقدم لخطبتها نتيجة لنظرة المجتمع لها ، طالبة من الجهات المعنية السعي لتحسين الوضع المعاشي لمئات العوائل ، ممن تتشابه ظروفها مع ظروف عائلتها .
معونة وزارة العمل لاتكفي
خولة كريم ( 45 ) عاما ، تسكن في عمارات الكلية العسكرية ببغداد ـ  قالت: أنا أم أيتام، وزوجي متوفي منذ 2007 ولا يوجد من يعول أبنائي ويدفع إيجار الشقة التي اسكن فيها بالاضافة الى اجور الكهرباء ، وأحيانا لا أقدر على السير بسبب كبر سني، وما يدفعني للتسول لقمة العيش لي ولأبنائي ، كما أن أحد أبنائي يعاني من مرض بالعمود الفقري ، وبعضهم لم يكملوا دراستهم بسبب عدم القدرة على توفير متطلبات الدراسة .. وأضافت: صحيح أنني من الحالات المسجلة بالضمان الاجتماعي وأحصل على  مبلغ 150 الف دينار ، لكنها لاتكاد تكفي لاسبوع واحد ، فمنزلي يفتقر للأثاث البسيط ولا أمتلك حتى خزان ماء.. وقالت: ورغم هذا الحال فهناك ما يزيد من حجم المأسات التي انا فيها من خلال م اتعرض له من معاكسات البعض ، واضطر للصمت وتحملها رغم الالم الذي اشعر به من جراء ذلك ، لاني لم اختار هذا العمل المتدني الا من اجل اطفالي واامل من الجهات المعنية في وزارة العمل البحث الجدي عن حلول لنا نحن الفقراء لكي نستطيع العيش بكرامة خاصة اننا في بلد يزخر بالخيرات .
فقد زوجها .. فذهب السند
ام حيدر (33 ) عاما تسكن منطقة بغداد الجديدة،  تقول : فقد زوجي وكان يعمل سائق اجرة وبعد اقل من شهرين على فقده لم اجد سند لي ولاطفالي ، حيث تخلى عنا الاهل والاقارب ، وانا لا اعتب على احد كوني اعلم ان الكل محتار بقوت عياله ، واشكر اهل الخير من الميسورين الذين يجودون علينا ببعض المعونات في المناسبات الدينية بالاضافة الى ما يصلنا من بعض الميسورين الذين يجدون من يدلهم علينا لمساعدتنا ، ولكن الكل يعرف ان هذه الامور لا تأتي بشكل مستمر .. وهذا دفعني للبحث عن لقمة العيش من خلال التسول رغم علمي انها لا تليق بي ولكن “ الجوع” كافر كما يقولون .. واشد ما امر به هو ان البعض وخاصة من كبار السن يعرضون مساعدتهم مغمسة بطلب الرذيلة وهذا يجعلني احيانا اجلس في المنزل واقول بعدها لن اخرج وليموت اطفالي من الجوع ، فما هو ذنبي ؟... واضافت ام حيدر : كلمة اوججها للمسؤولين من منكم يرضى لاخته او بنته او والدته ان تتعرضص لما نتعرض له نحن التي دفعتنا الحاجة وحدها للتسول .. واتمنى منهم مناقشة حال المتسولات بصدق من خلال البرلمان وتخصيص موازنة خاصة ، تضع في برامجها اما تحديد راتب شهري يكفي الحد الادنى للمعيشة وفتح مشاريع بسيطة لاستيعاب هؤلاء النسوة ..
زواج الاب من اخرى
ريم فتاة بعمر المراهقة وجدتها امام احد المطاعم تحمل كيس اسود فيه بضعة دنانير تريد تحويلها الى فئة اكبر قالت :والدي ترك والدتي وتزوج بأخرى ، وحول اهتمامه كله لاسرته الجديدة ولا نرى منه سوى مبلغا من المال خلال المناسبات ، والدتي  مريضة ولا تقوى على العمل ، ما اضطرني لترك المدرسة وكما ترى التحقت بالشارع ، لعدم مقدرة أمي على  إعالتنا ، وأغلب الأحيان تواجهنا الكثير من الإهانات والتحرش الجسدي ، من بعض المراهقين وخاصة سائقي التكسي من المارة ، واضطر لتحمل ذلك ، واختتمت قائلة: ما نحصل عليه باليوم قليل لان اغلب الناس احجموا عن البذل للمتسولين وينظرون الينا على اننا مستسهلين هذا العمل ، متناسين الظروف التي اضطرتنا له.
تركت منزل زوجي
رهف كريم( 25 ) عاما  مطلقة .. تقول : انا من عائلة فقيرة وتزوجت قبل 4 اعوام في بيت اهل زوجي لكن كثرة المشاكل مع عائلته اضطرتني للعودة الى اهلي ولكن مع طفلين ، مما اضطرني للتسول ، وهذا عرضني لأنواع وأساليب مختلفة من التحرش اثناء مروري بالشارع، ولكوني ابحث عن لقمة اسد فيها جوع اطفالي  لا أستطيع الرد على هولاء خوفاً من الاعتداء علي أو إهانتي بأي شكل .
اسباب التحرش بالمتسولات
أساليب التحرش المختلفة التي تصدر من قبل بعض الأشخاص ضد النساء المتسولات في الشوارع لا تعبر عن أخلاقيات الإسلام  ، الذي يحثنا على البر والإحسان ، والابتعاد عن ممارسة الأساليب غير الأخلاقية التي تتنافي مع أخلاقيات المسلم ، ولا تصدر مثل هذه التصرفات إلا من أشخاص  منحرفين لا يمتلكون عقلاً أو ضميراً ، ويجب على الدولة إيجاد حلول للحد من ظاهرة تسول النساء ، وإقامة مشاريع تعليمية وتأهيلية بعدة مجالات ، وجعلهن منتجات للمجتمع لا متسولات ، خصوصاً وأن التسول مسألة معيبة اجتماعياً بحكم العادات والتقاليد .
التسول افضل من الانحراف
ظاهرة التسول ظهرت بشكل كبير بالأونة الأخيرة ، فالبعض يمارسونها كمهنة ، وآخرون بسبب الحاجة ، وأغلبية المتسولين من النساء ، اما فقدن ازواجهن او مطلقات وكانت اسباب طلاقهن مادية ايضا  ،وبعض الأشخاص يعمدون إلى معاكسة المتسولات لكونهم لا يمتلكون ضميراً أو مبدأ أخلاقياً.. ، وهناك جرائم ترتكب بسبب ظاهرة التسول ،  ونأمل من الدولة النظر إلى المتسول بعين المسؤولية والرحمة ، لأن ظاهرة التسول تزايدت خلال السنوات العشرة الاخيرة للظرف المعاشي الصعب الذي تمر به الاسرة العراقية  ، من الأفضل على المرأة أن تتسول  بدلاً من الانحراف لسد فراغ العائل ، ويجب على الدولة اتباع معيار المساواة والشفافية بتسجيل حالات الضمان الاجتماعي ، فبعض الحالات لا تستحق أن تسجل بحالات الضمان الاجتماعي ، رغم أنه أصلا لا يكفي ، ومن الأفضل أن تقام بتلك المبالغ مشاريع  تأهيل للمتسولات ليكن  منتجات لهن  وللمجتمع من حولهن.

رابط المحتـوى
http://almustakbalpaper.net/content.php?id=932
عدد المشـاهدات 1193   تاريخ الإضافـة 24/01/2015 - 19:33   آخـر تحديـث 16/03/2024 - 19:08   رقم المحتـوى 932
محتـويات مشـابهة
القاضي زيدان والعمري يبحثان التعاون بين القضاء ومجلس محافظة ذي قار
العراق يتسلم أحد المطلوبين المدانين باختلاس أموال الدولة من السلطات الماليزية
رئيس الجمهورية يتسلم دعوة من ملك البحرين للمشاركة في أعمال مؤتمر القمة العربية
كاساس: ما يُقلقنا هو أرضية الملعب قبل مواجهة الفلبين.. واقبال: عازمون على الفوز
المندلاوي والسفير الكويتي يبحثان آليات تعزيز التبادل التجاري وتشجيع الاستثمار بين البلدين

العراق - بغداد - عنوان المستقبل

almustakball@yahoo.com

الإدارة ‎07709670606
الإعلانات 07706942363

جميـع الحقوق محفوظـة © www.AlmustakbalPaper.net 2014 الرئيسية | من نحن | إرسال طلب | خريطة الموقع | إتصل بنا