العدد 872 - 0014-12-25
  من نحن ؟ اتصل بنا الصفحة الرئيسية
الاخ العبادي.. هل سمعت بمنطقة الحسينية؟!    لجنة التحقيق: البيشمركة وسياسيون وقادة وراء سقوط الموصل    خيانة عظمى.. تأجيل التعويضات الكويتية «سنة» مقابل خنق ميناء الفاو    اليوم.. العبادي في تركيا لبحث ملفي مكافحة الإرهاب والنفط    معصوم ينتظر «الـوقـت الـمـنـاسـب» لزيارة إيران    محافظ الديوانية: مدينتنا متواضعة بالاقتصاد ومتقدمة بالأمن    التربية: لا وجود لدرجات وظيفية بسبب «التقشف»    المرجعيـة تـدعـو لإيجـاد سبـل لمحـاربـة «الـفـتـن» وتـحـذر: الـعـراق مـهـدد    الجبوري يستقبل رئيس وأعضاء مجلس مفوضية الانتخابات    المباني تنفذ مشاريع بأكثر من ترليون دينار في قطاعي المباني والخدمات    زيادة رواتب الحماية الاجتماعية العام المقبل    «الفرقة الذهبية» تصول على «داعش» في حدود الموصل ومقاتلوها على مشارف «الكسك»    «داعش» يستهدف «البغدادي» بــ «الكلور».. ووزير الدفاع يتوعد: سنسترد الأراضي المغتصبة    المسيحيون يلغون احتفالاتهم تضامنا مع الشهداء والنازحين.. والعبادي: انتم أصلاء    المستقبل العراقي .. تكشف اسباب عدم تسليم العراق طائرات الـ «F-16»    «داعش» يسقط طائرة حربية اردنية ويأسر قائدها في الرقة    انقرة متورطة.. جنود أتراك يتحدثون مع مقاتلين «داعشيين»    تسلق واسترخاء في جبال اليابان المقدسة    الأسـواق .. حكمـة الحشـود تزيح جنـون الغـوغـاء    الإنــتـاجـيـة تـحـدد آفـاق بـريـطـانـيـا الاقـتـصـاديــة    
 

إحصائيات الموقع
الزوار المتواجدون حالياً : {VISNOW}
عدد زيارات للموقع : {MOREVIIS}


حالة الطقس
غير متوفر الطقس حاليا

البحث
البحث داخل الأخبار

الأرشيف


مقالات

إستفتاء

كيف ترى مستقبل العملية السياسية في العراق






مديــنــة الحـــب والتســـامح
كتبت بتاريخ : 2012-04-16
هذه قصة مدينة بُنيت عام 1682 على أسس المحبة والوئام, ونمت في أجواء العدل والتسامح, حتى أضحت رمزا من رموز التعايش السلمي بين الناس على اختلاف ألسنتهم وسحناتهم, من دون تمييز بالدين أو العرق, نستعرض قصتها هنا عسى أن نستفيد من تجربتها المثمرة في إرساء قواعد المساواة بين شرائح مجتمعاتنا المفككة, وعسى أن نقتفي أثرها ونمتلك قدراتها الفذة في تفتيت الفوارق بين الناس, حيث لا تفاضل بينهم إلا بالمعايير الإنسانية البحتة, فربنا واحد, ووطننا واحد, ومصيرنا واحد. . . ابتسامة على علبة الشوفان ربما لم ينتبه القارئ الكريم إلى كلمة (Quaker) المثبتة على علب الشوفان الجاهز, ولم يسأل نفسه عن صورة الرجل ذي الشعر الأبيض المستعار, والقبعة التقليدية السوداء, وابتسامته العريضة التي أصبحت هي العلامة التجارية المميزة لأجود أنواع الشوفان البري, فالرجل المبتسم هو السير (ويليام بن) ابرز قادة طائفة (الكويكرزQuakers ), اما الكويكرز فهو الاسم الشائع لطائفة مسيحية من أعضاء جمعية الأصدقاء الدينية في الغرب, ويطلقون على أنفسهم (الأصحاب). .  نشأت نزعة (الأصحاب) في انجلترا في القرن السابع عشر الميلادي, وهم اليوم يقطنون الولايات المتحدة, ويوجد الكثير منهم في كينيا وويلز. .  يميل (الأصحاب) إلى التركيز على التجارب الروحية الفردية, ويتعاملون مع وقائع الحياة اليومية على إنها من طقوس العبادة, فالأكل عندهم عبادة, والنوم عبادة, والشغل عبادة, ولا يلتزمون بأداء الطقوس التقليدية الموروثة, وإنما يؤدون بعض الأنشطة اللاهوتية في لقاءاتهم الأسبوعية والشهرية والسنوية, وأحيانا يتعبدون معا في أماكن خاصة عن طريق الالتزام الجماعي بالصمت, ويعتقدون إن الإنسان نفسه أقوى مصادر الخير والعطاء, وان الشر كله يكمن في الإسراف والبذخ والترف, ولا توجد في عقيدتهم أية فوارق بين الرجل والمرأة, أو بين الغني والفقير, أو بين الأسود والأبيض, فالناس عندهم سواسية, ويرون إن مكارم الأخلاق وحسن السلوك والآداب العامة هي المعايير التي تحسم المفاضلة بين الصالح والطالح. . بنسلفانيا أو غابات (بن) حملت مقاطعة (بنسلفانيا) اسم مؤسسها (بن) منذ عام 1682, وخلدت ذكراه حتى يومنا هذا, وكانت مدينة (فيلادلفيا) هي المركز, وتسميتها مأخوذة من اللغة اليونانية, وتعني مدينة الحب الأخوي. . ولد (ويليام بن) في لندن عام 1644, وعمل في عرض البحر على سفن الأسطول البريطاني, وتدرج في السلك البحري حتى نال درجة (أميرال), واستحق لقب (فارس), باسم الأميرال السير ويليام بن. . التحق (ويليام) فيما بعد بجماعة الأصحاب المحظورة (الكويكرز), فتعرض وجماعته للمعاملة السيئة, وكانوا يطالبون الملك (تشارلز الثاني) بالسماح لهم بإنشاء مستعمرة تجمعهم في الأرض الجديدة (أمريكا) حتى لا يتعرضوا للازدراء والعنف, فنجح (ويليام بن) في إقناع الملك, وغادروا بريطانيا صوب السواحل الامريكية, فوصلوها في ربيع عام 1682, ونصبوا مخيمهم الأول عند شواطئ نهر (ديلاوير), وباشروا بتخطيط حدود المستعمرة التي حملت اسم (بن), فولدت (بن سلفانيا). .  مدن تحتضر وأخرى تولد من العدم في العام الذي وصل فيه (الأصحاب) إلى سواحل أمريكا بأسطولهم الذي قاده الأميرال (ويليام بن) نحو بر الأمان, كانت الإمبراطورية العثمانية تمر بأتعس أيامها على يد السلطان الفاشل (محمد الرابع). انتقلت السلطة في تلك الحقبة إلى أيدي سلاطين عاجزين, أو غير مؤهلين, وكان كبير الوزراء (وزيري أعظم) هو الذي يتحكم بولايات الإمبراطورية, وهو الذي يوجه كتائب الجيش الانكشاري حيثما يشاء, من دون أن يعلم السلطان بما يجري خارج أروقة قصر (الحرملك), حتى انه لم يكن يعلم بالحصار الذي فرضه الجيش العثماني على مدينة (فيينا) في النمسا عام 1683 إلا بعد ستة أشهر من بدأ الحصار, فمنيت الإمبراطورية العثمانية بهزائم متلاحقة في أواخر عهد (محمد الرابع), ما اضطر الوزير الأعظم إلى عزله وتنصيب شقيقه الأصغر (سليمان خان الثاني), الذي كان أضعف من سابقه, فهبت رياح الإهمال على المدن العربية من بغداد إلى الخرطوم, ودخلت في نفق الفترة المظلمة, وعانت الأمرين من جراء الظلم والاضطهاد والتدمير, وتخريب الضواحي والقصبات, وانحدرت بمرور الزمن في وديان الدمار التدريجي, وتوسعت الفجوة الحضارية بين المدن العريقة في العالم القديم, والمدن الناشئة في العالم الجديد, وفي خضم هذه المفارقات الحضارية والتقنية والإنسانية سارت المدن الناشئة بسرعات مذهلة, وحققت من الانجازات في غضون بضعة أعوام ما لم تحققه مدن العالم القديم في قرون, وربما يطول بنا الحديث عن أزمة التطور الحضاري في العراق وبلاد الشام, لكننا نوجز الكلام بما آلت إليه أحوالنا اليوم في ظل تكاثر مدن الصفيح والتنك في بغداد وضواحيها, في الوقت الذي تفاقمت فيه ظاهرة (الحواسم), إلى المستوى الذي انتشرت فيه البيوت العشوائية البائسة في الساحات والحدائق العامة ومحرمات الأنهار والأرصفة, وتحت فضاءات الجسور والمعابر.   مدينة الحب والتسامح ربما كان البيان الذي نشره (ويليام بن) قبيل مغادرته انجلترا هو النداء الذي استقطب الباحثين عن الحرية والانعتاق في الأرض الجديدة, فقد أعلن (ويليام) انه يضمن للناس حرية العبادة والتعبد بالطريقة التي يرونها مناسبة, فتقاطروا على (فيلادلفيا) من كل حدب وصوب, ولم تمض بضعة عقود حتى شهدت مدينة الحب الأخوي ولادة عملاق جديد من عمالقة الفكر والأدب, فجاء (بنجامين فرانكلين) ليحمل لواء التحرر من الرق والعبودية. . ظلت (فيلادلفيا) تجتذب الملايين من المهاجرين من أوربا, ومن السود الفارين من تعسف الإقطاع الأمريكي, فوجدوا طوق النجاة في الانتماء لطائفة (الأصحاب), أو (الكويكرز), التي حققت لهم العدالة والمساواة, حتى بلغت نسبتهم 40% في عموم مدن ولاية بنسلفانيا, يقيمون في المدن الشمالية من الولاية, من هنا كان (جرس الحرية) هو الشعار والرمز الذي تغنت به المدن المتدثرة بسحب الأمن والأمان. . كانت هذه المدينة محطة حضارية من محطات المحبة والتسامح, تعايش فيها الناس على اختلاف ميولهم وثقافاتهم ودياناتهم, فرحبت بالجموع البشرية, التي مرت بها من دون أن تلجأ إلى الأساليب الطائفية المقيتة, ومن دون أن تتضايق من وجودهم في رحابها, وربما تميزت عن المدن الأخرى بقدراتها العجيبة على استثمار التباين العرقي والمذهبي وصهره في بوتقة الإبداع والتألق الحضاري نحو تحقيق أفضل المكاسب وأعلى الموارد. .  ترى ما الذي سيقوله أولئك الذين يفترض بهم أن يؤمنوا إيمانا قاطعا بتعاليم دين الرحمة والتسامح والمحبة والسلام, في الوقت الذي يلجأون فيه إلى أساليب القسوة والعنف والتكفير والتطرف حتى في الأمور التافهة . الاختلاف لا يفسد الود قال فولتير لغريمه جان جاك روسو: أنا لا اتفق معك في كلمة واحدة مما قلت, ولكنني مستعد للدفاع عن حقك في التعبير عن أفكارك حتى لو مت في سبيل ذلك


  اتصل بنا روابط سريعة
 
برمجة و تصميم eSite - 2013
للإتصال بنا عن طريق البريد الإلكتروني : info@almustakbalpaper.net
الرئــــــــيسية سياسي
محلي عربي دولي
اقتصادي ملفات
تحقيقات اسبوعية
فنون ثقافية
رياضة الأخيرة